تحولت الأنظار صوب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمتابعة المشاورات الجارية بين قوى الحرية والتغيير والفصائل المسلحة المنضوية تحت تنظيم الجبهة الثورية ، التوقيع على الاتفاق السياسي بين العسكري وقحت أثار حفيظة قادة الحركات لدرجة إعلان نائب رئيس الجبهة الثورية جبريل إبراهيم رفضهم التام له بصورة حادة. تحولت الأنظار صوب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لمتابعة المشاورات الجارية بين قوى الحرية والتغيير والفصائل المسلحة المنضوية تحت تنظيم الجبهة الثورية. التوقيع على الاتفاق السياسي بين العسكري وقحت أثار حفيظة قادة الحركات لدرجة إعلان نائب رئيس الجبهة الثورية جبريل إبراهيم رفضهم التام له بصورة حادة. جبريل وصف الاتفاق عبر تغريدة له في تويتر بأنه استهتار بالمشاورات ولن يكونوا طرفاً فيه. الجبهة تطالب بنسبة 35٪ من جملة السلطة الفيدرالية للسلام أثناء الفترة الانتقالية، ليتسنى لها تنفيذ برامج إزالة آثار الحرب وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم. تتحدث الحركات المسلحة عن ضرورة تسليم المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في السودان للمحكمة الجنائية الدولية، بالاضافة إلى التأكيد على أن ينص الإعلان الدستوري بوضوح على أنّ مباحثات السلام تضع الأوضاع في ولايات دارفور وكردفان كأولوية قصوى فور تشكيل الحكومة الانتقالية. ذهب المهدي والدقير إلى أديس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحملت الأنباء الواردة من هناك أن الأمور تسير على ما يرام وربما يتوصل الطرفان إلى اتفاق قريباً. ما أود قوله من خلال هذا السرد أن إشكالات عدة بدأت تظهر بصورة مستمرة على سطح المشهد السياسي في السودان، وصارت العقبات تعترض مسارات التفاوض بعد أي إعلان عن اتفاق ثنائي. هناك جدل كبير يدور حول نقاط بالغة الحساسية مثل الحصانة، والاختلاف حول تفكيك كلمة (اعتماد) الواردة في اختصاصات مجلس السيادة، وتعيين الأجهزة القضائية والعدلية. حظيت عقبة حصانة المجلس السيادي بنقاش مستفيض حتى قبل أن تبدأ المفاوضات حول الوثيقة الدستورية، وكل طرف يصر على رأيه في هذه المسألة. نقلت هذه الصحيفة يوم الجمعة تصريحات ساخنة للقيادي بقوى الحرية والتغيير إسماعيل تاج، أكد فيها أنه لن تكون هناك حصانة مطلقة لأي مسؤول في مجلس السيادة أو القوات النظامية، وأن قانون الثورة يقول إن الحصانة المطلقة مرفوضة. وبدوره استنكر رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الفريق ركن شمس الدين كباشي في تصريح لقناة فضائية تناول أمر الحصانة، وقال إنه صور أعضاء المجلس العسكري كأنهم يتمسكون بها هرباً من شيء ما، مؤكداً أن أعضاء المجلس أصلاً يتمتعون بها. في تقديري أن التعجيل بإعلان نتائج التحقيق في أحداث فض الاعتصام وتقديم المتورطين للعدالة، سيسهم في تهيئة الأجواء لتجاوز الخلافات مهما كانت درجة صعوبتها. عانى الشعب السوداني كثيراً في الأشهر الماضية وصار الوضع لا يحتمل التصريحات المطاطة والخيوط المتشابكة. متى يحين موعد بدء الفترة الانتقالية؟ ومتى يتشكل مجلس الوزراء؟ سؤالان يبحثان عن إجابة شافية تملأ الفراغ العريض الذي يعيشه السودان بسبب شيطان التفاصيل وغياب الحكومة. نقلاً عن صحيفة الانتباهة