الناصرة 'القدس العربي' من زهير أندراوس: قالت صحيفة 'معاريف' إنّ نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون زار مصر سراً قبل أسبوعين، وعقد سلسلة لقاءات مع زعماء السلطة الجديدة هناك. وقد نفى المسؤولون في وزارة الخارجية حتى مساء أمس الأول الاثنين هذا النبأ. وأجرى أيالون، بحسب المصادر السياسيّة في تل أبيب، محادثات في مصر بشأن عدة قضايا، منها اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وفتح معبر رفح، وإجراءات حراسة الأنبوب الذي ينقل الغاز الطبيعي من مصر إلى إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن أيالون هو نائب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي لا ينسى له المصريون تصريحه بتفجير السد العالي، علما أنه لم يقم بأي زيارة لمصر، ولم يجتمع بنظيره المصري. وقالت 'معاريف' إن أيالون اجتمع مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المصرية محمد حسين طنطاوي، ومع وزير الخارجية نبيل العربي، لكن يبدو أن الهدف الأساسي لهذه الزيارة هو نقل مركز الثقل في العلاقات بين الدولتين من المستوى الأمني العسكري إلى المستوى الدبلوماسي السياسي. تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بقلق شديد إزاء آخر التطورات المتعلقة بمصر، ولا سيما إمكان تعاظم قوة حركة 'الإخوان المسلمين' في الانتخابات العامة القريبة، والتقارب بين حماس وإيران، وانعدام السيطرة على شبه جزيرة سيناء. غير أن القلق الأكبر الذي يساور هؤلاء المسؤولين يتعلق بإمكان تقويض اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، كما قالت المصادر ذاتها. وفي الشأن المصريّ الإسرائيليّ أيضًا، ذكرت الصحيفة أنّه من المتوقع أن تبدأ في القاهرة بعد أسبوعين محاكمة المواطن الإسرائيلي إيلان غرابيل الذي اعتقل بتهمة التجسس لمصلحة جهاز الموساد. وتمارس الولاياتالمتحدة في هذه الأثناء ضغوطاً على مصر للإفراج عنه وطرده من البلد قبل بدء المحاكمة، خصوصًا وأنّه دخل إلى مصر بجواز سفره الأمريكيّ. ووفقاً لتقديرات صرحت بها مصادر سياسية إسرائيلية تتولى معالجة هذه القضية في حديث خاص أدلت به إلى صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أمس، فإن المسؤولين في مصر يدركون أنه جرى تضخيم هذه القضية كثيراً، لذا فإنهم يبحثون عن طريق لطيّ صفحتها. وأكد مصدر دبلوماسي إسرائيلي في القاهرة في أثناء حديث أجراه مع المسؤولين في مصر في هذا الشأن أن المعتقل الإسرائيلي هو شاب ساذج وليس جيمس بوند، في حين أشار مصدر سياسي إسرائيلي رسمي إلى وجود إجماع واحد في مصر في الوقت الحالي يتمثل في كراهية إسرائيل. وقالت المصادر عينها أيضًا يبدو أن من حُسن حظ غرابيل أنه دخل إلى مصر بواسطة جواز سفره الأمريكي وليس الإسرائيلي، الأمر الذي يمكن أن يساعده كثيراً. ولم تسمح السلطات المصرية للسفير الإسرائيلي في القاهرة يتسحاق ليفانون بزيارة غرابيل في مكان اعتقاله. وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر أمس الأول إن السفارة الأمريكية في القاهرة قدمت إلى غرابيل المساعدة العادية التي تقدمها إلى أي مواطن أمريكي يُعتقل في دولة أجنبية. ونقلت صحيفة 'معاريف' العبريّة عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن السبب الرئيسي لاعتقال غرابيل يعود إلى رغبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في أن يثبت للجمهور المصري العريض أنه يسيطر على الأوضاع ويضمن أمن السكان. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من السلطات المصرية أن تسمح لمندوبين عنها بزيارة غرابيل، إلاّ إن هذا الطلب جوبه بالرفض المطلق. ومع ذلك فإن هذه السلطات سمحت للقنصل الأمريكي في القاهرة بزيارته. وأشارت الصحيفة إلى أن غرابيل هو مواطن إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، وقد هاجر من نيويورك إلى إسرائيل سنة 2004، وتجنّد في صفوف الجيش الإسرائيلي، وأصيب بجروح في أثناء اشتراكه في حرب لبنان الثانية في صيف 2006.