قالت الأممالمتحدة – الجمعة الماضية – إنها تطالب بفتح ممرات آمنة في ولاية جنوب كردفان غربي السودان بغية انسياب المساعدات الإنسانية حيث وصفت المنظمة الدولية الأوضاع فى جنوب كردفان بأنها متردية إنسانياً وادعت أن عدد النازحين وصل لما يجاوز ال60 ألف وأن العدد فى ازدياد مما يقتضي معالجة عاجلة و ناجعة. و وفقاً لمتابعات (سودان سفاري) فى عاصمة الولاية كادوقلي وما جاورها فان المدينة بدأت تشهد منذ الأسبوع الماضي عودة للفارين جراء المعارك التى دارت ؛ وقد تسني ل(سفاري) الوقوف على طبيعة الأوضاع و شهدت حركة دءوبة تمثلت فى البصات السفرية والسيارات التى تحمل المواطنين وهم يعودون الى المدينة . كما أن المحال التجارية عاودت نشاطها بصورة عادية للغاية، وانتعشت الأسواق وحركة البيع والشراء ، وقد بدا واضحاً من خلال متابعات (سودان سفاري) أن العدد الذى يتردد فى وسائل الإعلام العالمية وتقارير بعض المنظمات عن النازحين والفارين ليس صحيحاً البتة لا من قريب و لا من بعيد. صحيح ان هنالك نازحين وصل بعضهم لولاية شمال كردفان ومدينة الأبيض تحديداً ، وصحيح ايضاً ان الأحداث فى يومها الأول و الثاني أشاعت الذعر وسط المواطنين ولكن كان من الواضح ان مواطني الولاية سرعان ما أدركوا أن ما جري لا يعدوا كونه تمرداً قادته مجموعة تتبع للفريق الحلو، وان المجموعة قد هربت للإحتماء بالجبال ، كما أن الجيش الحكومي قد بسط سيطرته تماماً على الولاية فى ظل تطمينات حية أطلقتها حكومة الولاية بعدم مساسها بأحد حتى ولو كانت له صلة وثيقة بالمتمرد الحلو وقد بذل والي الولاية – وفقاً لشهود عيان من اثنية النوبة – جهوداً خاصة ملموسة لضمان سلامة قادة الحركة الشعبية و كافة منسوبيها ممن بقوا فى المدينة ، على الرغم من أن بعضهم ربما يكون ضالعاً بشكل أو بآخر فى الأحداث . لقد أقرَّ المئات من العينات المختلفة بمواطني الولاية – من مناطق مختلفة – بأن حكومة الولاية بسطت قدراً جيداً من الأمن دعاهم للبقاء ، و دعا من ثم من نزحوا وقت الأحداث للعودة وما من شك الأوضاع – حتى مع طبيعتها حالياً – إلا أنها تستلزم أن تنشط المنظمات الإنسانية الوطنية لمقابلة احتياجات الناس فالأممالمتحدة و مهما كان ما تستشعره من مخاطر إنسانية فهي (لها أجندتها) وهى تميل نحو تضخيم الأمور ومنحها بعداً دعائياً يبتعد كثيراً عن الحقيقة، كما أن من المهم أن يستفيد السودانيون عبر منظماتهم الوطنية من تجربة المنظمات الأجنبية فى دارفور وما ألحقته من أضرار جسيمة وبالغة على استقرار دارفور ، فالتحرك الآن وطنياً وبآليات وطنية يشكل ضرورة قصوي لتدارك الأوضاع من جهة و لتشجيع انسياب عمليات العودة المكثفة التى تشهدها الولاية و التى يرجح ان تكتمل تماماً فى غضون أيام معدودات !