تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير الإدارة السياسية في حوار خاص مع «لتشرين» ..ارتكاب المسلحين للمجازر.. في جسر الشغور هدفه تهجير المدنيين إلى دول الجوار وتضخيم الأحداث وتسويقها على أنها مأساة إنسانية
نشر في سودان سفاري يوم 20 - 06 - 2011

يوماً بعد يوم تتكشف خيوط المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية، مجتمعاً ودولةً ومؤسسات، بهدف تمرير المشروع الصهيو- أمريكي في هذه المنطقة الجيوستراتيجية من العالم،.
ولم يعد المتابع المهتم بحاجة لمن يشرح له تداعيات هذه المؤامرة على الداخل والدور السوريين، وبخاصة بعد افتضاح الكثير من التضليل الإعلامي المكثف الذي اعتُمِدَ رأس حربة في هذه المعركة التي تخوضها سورية، شعباً وجيشاً وقيادةً.
ونظراً لخصوصية وفرادة هذه المؤامرة، وضرورة الوقوف على حقيقة ماجرى ويجري، ولاسيما في جسر الشغور، حيث نظمت الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري جولات للكثير من مراسلي القنوات الفضائية ووكالات الأنباء لمرافقة وحدات الجيش التي كلفت بالذهاب إلى جسر الشغور، لذلك كله، ولتقديم صورة واضحة عما يحدث، وبخاصة على الصعيد الإعلامي كانت لنا وقفة مطولة مع اللواء د. رياض حداد مدير الإدارة السياسية.
بدايةً سيادة اللواء... كيف تنظرون إلى ما يجري في الداخل السوري؟
لا يمكن فهم ما يجري في سورية بمعزل عن المشهد العام لتطور الأحداث، إقليمياً ودولياً، وبعيداً عن الغوص في التفاصيل يدرك كل مهتم بتداعيات الأحداث أهمية المنطقة في الاستراتيجية الكونية بعامة، وفي الاستراتيجية الأمريكية بخاصة، ومشكلتنا الكبرى مع الولايات المتحدة الأمريكية أنها لا تنظر إلا بعين إسرائيلية، وهذا يعني الانحياز الكامل للكيان الصهيوني على حساب الحقوق العربية، وإذا كان قدر سورية أن تكون، جغرافياً، في قلب هذه المنطقة فإن إرادة شعبها وقيادتها تؤكد ضرورة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الكبيرة التي اعتادت أن تضطلع بها، بصفتها رائدة للنضال العربي وقلب العروبة النابض بكل مقومات العزة والسيادة، متمسكة بالحقوق، رافضة التخلي عنها أو المساومة عليها.
نحن ندرك أن مثل هذه الثوابت السياسية تزعج الدولة الأقوى في العالم، لكننا ندرك أيضاً أن التمسك بحقوقنا أكثر أهميةً من إرضاء هذه الدولة أو تلك، وهذه هي مشكلتنا مع واشنطن ومن يدور في فلكها، حيث يتصدر ما يسمونه أمن «إسرائيل» سلم اهتماماتهم، وهذا يعني تلقائياً التنكر لأمننا الوطني والقومي، وواجبنا يفرض علينا مواجهة ذلك، ولأننا نؤمن بصوابية هذه الرؤية، ونمتلك إرادة الدفاع عنها فقد استطعنا عبر السنوات الماضية منع تقدم مشروع السيطرة وبسط الهيمنة على هذه المنطقة الحيوية من العالم، وتعثر ذاك المشروع لم يدفع أصحابه إلا إلى مزيد من التعنت والإصرار على المتابعة وبأساليب جديدة، وهذا بالتأكيد لن يزيد أنصار المقاومة إلا تمسكاً بها، نهجاً وثقافةً، ما يراكم من أوراق قوتنا، ويراكم في الوقت ذاته من إخفاقات الطرف الآخر.
وما نعيشه في هذه الأيام ما هو إلا حلقة جديدة من مسلسل المؤامرة الكبرى، التي لن يكون نصيبها إلا كسابقاتها، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه أمام مجلس الشعب في 20/3/2011م: «نحن نقر لهم بذكائهم في اختيار الأساليب المتطورة جداً فيما فعلوه، ولكننا نقر لهم بغبائهم في الاختيار الخاطئ للوطن والشعب، حيث لا ينجح هذا النوع من المؤامرات، ونقول لهم: لا يوجد خيار أمامكم إلا أن تستمروا في التعلم من فشلكم، أما الشعب السوري فلا خيار أمامه إلا أن يستمر في التعلم من نجاحاته».
هناك مَنْ انتقد عدم السماح بتغطية ما يجري من أحداث في المناطق التي شهدت بعض التوتر والاضطرابات، فما سبب عدم السماح لوسائل الإعلام بالتغطية؟ وعلى أي أساس تم تعديل الموقف؟
الموضوع الأهم هنا هو ليس السماح أو عدم السماح، وإنما إيصال الحقيقة إلى الرأي العام، والجميع يدرك أن قنوات فضائية عدة ومنابر إعلامية، بأنواعها المختلفة؛ الإلكترونية والمرئية والمقروءة والمسموعة، كانت ولاتزال تشن حرباً منظمة ضد سورية، وكانت ولاتزال تأخذ دور رأس الحربة في تنفيذ المؤامرة، وفي ظل مثل هذا التضليل الإعلامي المكثف ضد سورية،الذي اتبعته -ولاتزال- وسائل إعلامية مغرضة، وبعد أن اتضح استهدافها لمواقفنا قطرنا زوراً وبهتاناً يصبح من البدهي توخي الحذر قبل السماح لتلك الوسائل بالتغطية مادام استهداف سورية عنواناً بارزاً -هذا من جهة- ومن جهة أخرى، فإن أساليب القتال التي اعتمدتها العناصر الإرهابية تزيد نسبة الخطر على أرواح الطواقم الإعلامية، ونحن حريصون على حياة كل صحفي أو إعلامي يدخل إلى سورية، ولا نستبعد أن يتم اتهام سورية بشكل مباشر بإقدامها المتعمد على قتل الصحفيين فيما إذا تعرض أي منهم للخطر، ونحن بغنى عن إضافة تهمة جديدة، وتقديم مادة لأعداء سورية لاستثمارها ضدنا في المحافل الدولية، وقد تبيّن أن مثل هذه الحسابات صحيحة، فالطواقم الإعلامية التي رافقت بعض وحدات الجيش إلى جسر الشغور تعرضت لأكثر من كمين، ولولا وجودها في ظل حماية مشددة لكان الكثير من الإعلاميين في موقفٍ لا نحسد عليه، وبخاصة أن من يحملون السلاح يدركون أهمية الاعتداء على الطواقم الإعلامية، وكيف يمكن استثماره عبر قنوات التحريض ضد سورية، فتصور -لا سمح الله- لو أن بعض أولئك الإعلاميين أصيب بأذىً، أو وقع في قبضة عناصر المنظمات الإرهابية المسلحة، أو تم نقله إلى مكان آخر للعلاج، فضلاً عن أن إعلامنا المحلي ينقل ما يجري بدقة وموضوعية وبشكل يومي، وتالياً، مَنْ يريد الخبر يستطيع الحصول عليه من دون المجازفة بحياة طواقم العمل في وسائل الإعلام الأجنبية.
وماذا الآن عن عمليات وآليات تنظيم ذهاب مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء إلى جسر الشغور هل ستتكرر؟.
إدارة أية أزمة لا تقتصر على وضع خطة معتمدة ومحددة الخطوات والعمل على تنفيذ ذلك، بل تتضمن أمراً جوهرياً لعله الأهم يتمثل في رصد ومتابعة نتائج التنفيذ وما قد تفرزه كل خطوة، وقد حرصت القيادة منذ البداية على تجاوز الأزمة بأقل خسائر ممكنة مادية كانت أم معنوية، وتبين لنا أنه كلما كان النجاح كبيراً في أساليب التعامل مع التداعيات ازدادت الهجمة الإعلامية شراسة وتكثيفاً، ثم اتضح أنه في ظل الإخفاق المدوي الذي منيت به الأدوات التنفيذية للمؤامرة لجأ صناعها ومدبروها إلى استهداف سمعة الجيش بشتى الطرق والأساليب، لكنهم فشلوا في ذلك بالنظر إلى حقيقة أن جيشنا العربي السوري هو مؤسسة وطنية تتميز بتماسكها وعقيدتها وحرصها على تنفيذ كل واجباتها المقدسة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين، ونظراً لقدرة الإمبراطورية الإعلامية المسخرة لتمرير المؤامرة كان لابد من قطع الطريق على ذلك بدعوة عدد من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء العربية والأجنبية لمرافقة الوحدات التي كلفت بتنفيذ المهمة، وهذا ما حدث صباح يوم الخميس قبل الماضي حيث تم استقبال عدد من المراسلين والإعلاميين من وسائل إعلام عربية ودولية ،وقد حرصت على اللقاء بالجميع قبل التوجه لتغطية ما يحدث، وأكدّت لهم أن ما يهمنا هو نقل الحقيقة وليس أي أمرٍ آخر، كما ركزت على ضرورة توخي الحذر والحيطة والحفاظ على السلامة، لأن حياة أي منهم مهمة جداً بالنسبة لنا، كما قدمت شرحاً موجزاً لتلك الوفود عن الأزمة من بدايتها، حيث كانت التظاهرات الأولى تظاهرات عادية ذات مطالب اعترفت القيادة بأحقيتها وعملت على تلبية ذلك لكن أعداء سورية حاولوا ركوب الموجة ومنع أصحاب المطالب المشروعة من التمتع بثمار ما طالبوا به، فكان الانتقال إلى الشارع للتظاهر المترافق بالعنف وحمل السلاح، وشنِّ هجمة إعلامية غير مسبوقة، والجميع لاحظ كيف تمَّ استنفار قنوات عدة ووسائل مختلفة تعتمد الكذب والتضليل والافتراء وتزوير الحقائق واختلاق الأحداث واعتماد شهود زور سموهم شهود عيان إلى درجة تحويل الأحياء إلى موتى والعكس أحياناً، وكل ذلك بهدف الإساءة إلى سورية وسمعتها، وتمَّ في الأسابيع الأخيرة تكثيف الهجوم الإعلامي الذي يستهدف الجيش.
ولتبيان الحقيقة تمَّت دعوة بعض وسائل الإعلام لمرافقة الوحدات التي كُلفت بتنفيذ المهمة في جسر الشغور والقرى المحيطة، لأننا في سورية نسعى إلى عرض الحقيقة كما هي وليس بشكل مشوه كما عمدت بعض القنوات المأجورة.
نقطةٌ أخرى أود الإشارة إليها هنا وهي التساؤل الذي طرحه مندوب قناة /B.B.C/ والمتضمن أن هناك من اتصل من لندن وقال: إن المدفعية السورية بدأت بالرمي على جسر الشغور، وقد بيّنت له أنه حتى الآن لم يتم استخدام قذيفة واحدة لسلاح ثقيل، وأن كل العمليات التي نُفذت كانت تضع في مقدمة اهتماماتها عدم إراقة الدماء إلى درجةٍ أستطيع تشبيه العمليات المنفذة بالجراحة التنظيرية الدقيق.
سيادة اللواء: من المتعارف عليه أن مهمة الجيش الأساسية هي الدفاع عن حدود الوطن، فكيف تفسرون تدخل الجيش بشكل مباشر في هذه المدينة أو تلك؟
إحدى مهام الجيش الدفاع عن حدود الوطن، ومن مهامه أيضاً الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، والحفاظ على وحدته وعلى سيادته ونموذج الحياة الذي اختاره الشعب، فضلاً عن أن دخول الجيش جاء بعد نداءات كثيرة واستغاثات متعددة نقلتها وسائل التلفزة بالصوت والصورة، إضافةً إلى أن استمرار العصابات المسلحة بالاعتداء على حياة المواطنين وحرياتهم، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، قتل الأبرياء، وترويع المواطنين وتعطيل الحياة العامة أمرٌ لا يمكن السكوت عنه ولا السماح باستمراريته، وهناك أدلة كثيرة دامغة تؤكد ارتباط تلك العصابات بمؤامرة إقليمية ودولية تقودها أمريكا والكيان الصهيوني، وأحد أوجه تلك المؤامرة عدوان مسلح ضد الشعب السوري وأمنه واستقراره، ومن يهدد الأمن الوطني لسورية، ويحاول زعزعة استقرارها، وضرب مرتكزات العيش المشترك الذي ننعم به يضع ذاته في خانة أعداء الوطن، وفي هذه الحال من الطبيعي أن يتم استخدام الجيش للرد على أولئك.
نعم العدوان المسلح ضد الشعب السوري يؤكده العثور في جسر الشغور على أكثر من مقبرة جماعية.. لكن برأيكم ما هي دلالات هذه البشاعة والوحشية؟
نعم لقد تم العثور على عدة مقابر جماعية، كما انه من المتوقع العثور على مزيد من هذه المقابر في جسر الشغور نظرا للحجم الكبير من الشهداء الذين سقطوا من أفراد الأمن على أيدي التنظيمات الإرهابية المسلحة في تلك المنطقة، وكان الجيش حريصاً على فتح تلك المقابر بحضور مراسلي حوالي عشرين قناة فضائية ووكالة أنباء، وقد شاهد العالم بأم العين الفظائع المرتكبة بشكل وحشي يتناقض وجميع الأديان السماوية والقيم الإنسانية للبشرية جمعاء، فتقطيع الأوصال والتمثيل بالجثث وطريقة الدفن والتعذيب قبل الدفن إلى درجة دفن الشهداء أحياء، وما شاكل ذلك من جرائم كلَّهُ بعيدٌ عن أخلاقيات المجتمع السوري، وعن ثقافة المواطن السوري وطريقة تربيته، وهو يحمل أكثر من دلالة:
1- ارتباط عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة بالخارج وتنفيذهم ما يصدر من أوامر بدقة تامة، فلو كان المقصود يقتصر على حمل السلاح في وجه الدولة عبر عصيان مسلح لما تم التمثيل بأجساد الشهداء، وبالتالي هذا التمثيل البشع يستهدف هز هيبة الجيش ونشر الرعب في صفوف المواطنين المدنيين، وترويج صورة أن من لا يُذْعِن لرغبة أولئك المجرمين قد يكون مصيره التمثيل بجسده بعد قتله.
2- الشهداء الذين سقطوا بقوا يواجهون المسلحين حتى نفدت ذخيرتهم، وطرائق قتال تلك العناصر الإرهابية تدل على أنهم تلقوا تدريبات في معسكرات تخصصية خارج البلاد، فضلاً عن تلقيهم الدعم المادي الذي يجعلهم أدوات تنفيذية وعبيداً لمن يموِّلهم.
3- لقد أسقط اكتشاف المقابر الجماعية رواية قنوات الإعلام المضلّل ومن يقف وراءه من صناع المؤامرة ومنفِّذيها الذين أصروا على نكران حقيقة وجود عناصر مسلحة تروِّع المواطنين المدنيين، وتوجِّه رصاص غدرها إلى صدور الجميع: مدنيين وعسكريين.
4- إن ارتكاب مثل هذه المجازر في منطقة جسر الشغور كان مقدمة لازمة لأطراف التآمر كي يضمنوا تهجير أكبر عدد ممكن من السكان المدنيين من منازلهم بدوافع متعددة منها التخويف والترويع، ومنها الإرغام والإكراه وغير ذلك، بعد أن تمَّ التنسيق مع جهات خارجية للتوجه إلى بعض دول الجوار وتضخيم الأحداث وتسويقها على أنها مأساة إنسانية سببها دخول الجيش، لكن السحر انقلب على الساحر.
5- لابد من الإشادة هنا بدور المواطنين المدنيين الذين لولاهم ما كان بالإمكان العثور على تلك المقابر بمثل هذه السرعة، فأبناء المنطقة هم الذين شاهدوا الجرائم بأم العين، وهم الذين أرشدوا الجيش إلى الأماكن التي دفن فيها الشهداء بمقابر جماعية بشكل يؤكد ضلوع عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة بمؤامرة خارجية لا تقيم وزناً لجميع الأديان والأعراف وقيم المجتمع الإنساني وأخلاقياته.
وماذا عن استمرار قنوات الإعلام التحريضي بمحاولاتها المتكررة تزوير الحقائق والإساءة إلى الجيش وسمعته، وعن أسلوب مواجهتها؟
هوية الإعلام المشترك في تنفيذ المؤامرة ضد سورية شعباً وجيشاً وقيادةً كانت واضحة المعالم منذ اللحظات الأولى، إذ أخذت بعض القنوات الفضائية دور رأس الحربة الذي يستهدف جميع أبناء سورية، وقد اضطلع إعلامنا الوطني بدور مشرِّف في فضح زيف تلك القنوات، وأثبت افتقادها لكل مقومات المصداقية والمهنية، ومع ذلك تستمر بعض القنوات الفضائية المغرضة في محاولاتها المفضوحة لإثارة الفتنة في الداخل السوري عبر حملة محمومة من التجييش والتحريض والأكاذيب التي أخذت منحى تصعيدياً يستهدف سمعة الجيش وعقيدته الوطنية وأخلاقياته العالية التي نالت ثقة جميع أبناء الوطن، وقد وجدوا فيه المخلِّص والمنقذ الحريص على إعادة الأمن والطمأنينة والاستقرار إلى كل منطقة يدخلها لتخليصها من ترويع المنظمات المسلحة الإرهابية التي تنشر الموت والخراب والدمار، وقد ساء أعداء سورية وأبواقهم الإعلامية المشبوهة أن يروا الكثيرين من أهالي مدينة جسر الشغور والقرى المحيطة بها وهم يعودون إلى مساكنهم التي أرغمهم المسلحون على مغادرتها قبل دخول الجيش الذي استُقبل بالزغاريد ورش الأرز والورود، وبغية تشويه هذه الصورة الجميلة قامت إحدى القنوات ببث اتصال هاتفي مع من سمته شاهد عيان، قدم صورة بعيدة عن أخلاقيات جيش الوطن، وادّعى أن بعض العائلات العائدة إلى جسر الشغور تعرضت لاعتداء عناصر الجيش، وهذا كذبٌ وافتراءٌ وعارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً، وجميع أبناء سورية يدركون الأخلاق الرفيعة التي يتحلى بها جيشنا الذي نذر نفسه للدفاع عن أمن الوطن والمواطن، كما أن مثل هذه الممارسات بعيدة عن أخلاقيات المواطن السوري، والجيش جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري الرائع، ولن تزيد مثل هذه الادعاءات قواتنا المسلحة إلا تصميماً على تنفيذ واجباتها المقدسة، وعلى الاستمرار في مد يد العون والرعاية والمساعدة لجميع المواطنين، والعمل بكل حزم لملاحقة فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة.
كيف الصورة الآن في معرة النعمان، هل بدأت وحدات الجيش مهمتها هناك؟
ليس بعد، حتى الآن لم تدخل وحدات الجيش، والوضع ليس مريحاً بالنسبة للأهالي، وقد علمنا أن العصابات المسلحة بلغ بها الأمر إلى حد طرق أبواب الأهالي لإرهابهم أو إغرائهم بدفع 50 إلى 100 دولار لكل من يترك بيته ويغادر إلى تركيا، زاعمين أن الجيش لديه قوائم بأسماء الناس في المعرة وسيقوم باعتقالهم، وهذا كذب طبعا لا أساس له من الصحة.
الآن وبعد الاطمئنان إلى عودة الحياة الطبيعية إلى عدد من المناطق التي شهدت توتراً واضطراباً مثل درعا، تلكلخ، بانياس، حمص، جسر الشغور... فإلى أين تسير الأمور؟
تسير الأمور إلى حيث يجب أن تسير، أي إلى العودة التامة إلى الحياة اليومية الطبيعية وإعادة البسمات إلى وجوه الأطفال، والحياة بحرّية وكرامة تحت سقف الوطن، فكل ما حدث فصلٌ من فصول مؤامرة خارجية استطاعت سورية قيادةً وشعباً وجيشاً أن تكون على قدر المسؤولية وأن تنتصر على المتآمرين، وقد تمّ وأد الفتنة، وتمّ التصدي لعصابات القتل والإجرام الإرهابية، وتمّ فضح التضليل الإعلامي المكثف، كما تم تحديد أدوات المؤامرة وأطرافها، وبالتالي أصبح المواطن السوري على دراية تامة وبصورة واضحة بحقيقة ما يجري، والأمر المنطقي أن تعود سورية -ليس كما كانت- بل أفضل مما كانت بعد انطلاق مسيرة إصلاح وتطوير شامل في ظل حالة من الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار.
وأستطيع أن أؤكد أن حزمة المراسيم والقرارات التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد كفيلةٌ بنقل سورية من حالةٍ إلى حالةٍ نوعية جديدة، وتالياً، نحن أحوج ما نكون الآن إلى الهدوء والاستقرار ووضع ما صدر موضع التنفيذ، ولابد من الإشارة هنا إلى أن أول من طالب بالإصلاح الحقيقي وعمل على تجسيده هو الرئيس بشار الأسد، ومصطلح الشفافية والمؤسساتية دخل إلى قاموس التعامل السوري اليومي عن طريق سيادته، وهذا سرُّ التفاف أبناء الوطن شعباً وجيشاً حول قيادته الحكيمة والشجاعة، أما مَن لايزال مصرّاً على أن يكون مرتهناً لإرادة الخارج فعليه أن يدرك أن شعب سورية الأبي والوفي لن يسمح لأعدائه بأن ينخروا جبهته الداخلية المتراصة، ولا أن يمنعوه من التمتع بالعطاءات النوعية الكفيلة بجعل سورية واحةً للديمقراطية الحقة وللسيادة الوطنية بكل ما تعنيه كلمة سيادة، وعلى من دبروا المؤامرة أن يقتنعوا بأنهم كانوا مخطئين باختيارهم للشعب والمكان، فسورية كانت وستبقى بلد الأبجدية الأولى ومهد الحضارة وقلب العروبة النابض بكل مقومات العزة والسيادة والكرامة.
ت. طارق الحسنية
المصدر: تشرين 20/6/2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.