هل دفع باقان أموم ثمن طموحه الزائد فتم ابعاده او تقليص دوره في حكومة الجنوب والحركة الشعبية ... وهل لذلك علاقة بتصرفاته اثناء احتفال دولة الجنوب بالاضافة – تل التصرفات التي احرجت رئيس حكومة الجنوب ونائبه رياك مشار، عندما اقدم على نتزاع مايك تقديم البرنامج من امام رياك مشار الذي قدم الرئيس البشير للمنصة بعبارات قوية يبدو انها لم ترق لباقان الذي عرف بعداءه السافر للشمال والحكومة، وقامت جهة ما بقطع (اسلاك الصوت) اثناء تقديم رياك مشار واثبت التحقيقات الاحقة التي قامت بها لجنة كونها سلفاكير – اثبت أن ذلك كان عملاً مقصوداً يقف وراءه باقان. أم نعتبر أن استقالة/ اقالة باقان من منصبه كوزير للسلام جاءت نتيجة لانتهاء دوره بعد الانفصال و انه ادي دوره الذي اتسم بالعداء السافر للشمال وللحكومة وكان خميرة العكننة الدائمة حتى وهو وزير بالحكومة المركزية، ونتذكر تلك التصريحات الشهيرة التي افقدته منصبه كوزير لمجلس الوزراء عندما قال (أن السودان دولة فاشلة)... أم تريد الحركة الاستفادة من قدرات الرجل التنظيمية وبالتالي تفرغه للعمل التنظيمي لمواجهة تحديات ما بعد الانفصال؟ عند الحديث عن باقان وانتماءه القبلي بالضرورة ان نتحدث عن قبيلة الشلك ثالث أكبر القبائل في الجنوب بعد الدينكا والنوير ونعرف بطبيعة الحال التوازن القبلي الحرج الذي يسيطر على الجنوب والحركة الشعبية وجيشها الشعبي، فباقان الوجه الشلكاوي الأبرز في الحركة الان بع غياب النجم لام أكول القيادي السابق والمؤسس للحركةالشعبية مع رفيقه جون قرنق. ودز لام أكول السياسي العريق عرف بانشقاقاته المستمرة والشهيرة فالرجل قام ب 5 أنشقاقات في حياته اولها عن الحركة الشعبية عام 1990 ليؤسس حركة الفصيل المتحد الذي ضم فقط ابناء الشلك وجاء انشقاقه بدعوي غياب الشفافية والديمقراطية في اجهزة الحركة الشعبية عندما كان يتولاها جون قرنق ... في عام 1997 وقع لام أكول اتفاقاً مع الحكومة السودانية عرف باتفاق فشودة دخل بموجبه الحكومة كوزير للنقل. لم يدم حبل الوصال بينه وبين الحكومة طويلاً اذ سرعان ما انشق الرجل مره اخرى عائداً الى المعارضة ولكنه لم يذهب للغابة هذه المرة بل فضل المعارضة السياسية مؤسساً لحزب العدالة مع مكي بلايل المستشار الرئاسي الاسبق وامين بناني الاسلامي المعروف، لم يصبر اكول طويلاً في هذا التحالف الثلاثي فعاد مرة اخري لاحراش الغابة واحضان الحركة الشعبية في عام 2003، وعند توقيع اتفاق نيفاشا 2005، دفعت به الحركة كوزير للخارجية فتقلد المنصب المهم في الفترة من 2005 – 2007، ولما لم تعيد الحركة ترشيحه لمنصب وزاري بعد التعديلات الوزارية انشق عنها مرة جديده ليؤسس ما يسمي بالحركة الشعبية – التغيير الديمقراطي ونافس على الانتخابات الرئاسية في انتخابات الجنوب الاخيرة. شخصية لام أكول السياسة المتمرسه تجعلنا لا نستبعد عودته مرة اخري للجنوب خاصة وانه الان يمثل كبر قوى المعارضة السياسية، وحكومة الجنوب راغابة في استيعاب كل التيارات والقوى المعارضة.... ويمكن ان يعوض لام أكول ذهاب باقان اموم من موقعه الحكومي ليقفز الداهيه المحنك ليصبح الرجل الثلاث في الحكومة وربما في الحركة الشعبية، او ربما ليقفز لا على كابينة قياة الدولة الجديدة في المستقبل مستفيداً من خبرته الطويلة في العمل السياسي وعلاقاته الاقليمية والدولة القوية التي بناها في الفترات السابقة خاصة عندما توليه منصب وزير الخارجية، فضلاً عن دعم قبيلة الشلك التي لا يستهان به.