هاجم أئمة مساجد الخرطوم الحركة الشعبية والأحزاب المعارضة واتهموا الأخيرة بالسعي لاستقلال المنابر الدينية لأغراض واجندة خارجية تهدف للفتنة وتقويض شرعية الدولة على خلفية دعوة المعارضة لتنظيم وقفة احتجاجية لمناهضة الحرب ووصف الأئمة دولة الجنوب بالغادرة والناقضة للعهود مشيرين إلى أنها تنفذ مخططات صهيوأمريكية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد وطالبوا في ذات الوقت زعماء المعارضة وعلى رأسهم الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ومولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل والأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي إلى عقد مؤتمر مائدة مستديرة لمناقشة كافة القضايا الخلافية مع الحكومة وتناسي الخلافات والجلوس لإدارة حوار يوحد الجهود لمواجهة العدوان الذي يستهدف أمن واستقرار السودان، وفي الأثناء لم تشاهد (آخرلحظة) في جولتها أمس على مساجد الخرطوم وفي مقدمتها مسجد السيد علي الميرغني ومسجد الهجرة بودنوباوي أي تجمعات للمصلين أو قيادات الأحزاب على خلفية دعوتها لتنظيم وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة لمناهضة الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان وانتشار كثيف لعربات الشرطة حول المساجد وبدت الأحداث طبيعية حيث توجه المصلون عقب أدائهم لفريضة صلاة الجمعة إلى منازلهم. وشدد الشيخ أبو زيد محمد حمزة إمام مسجد أنصار السنة بالحارة الأولى في تصريح ل (آخر لحظة) أمس على ضرورة حسم القوات المسلحة للتمرد في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان لحماية المسلمين متهماً الحركة الشعبية بالسعي لإزاحة الإسلام وإبداله بالعلمانية لافتاً النظر إلى أن ما يجري من أحداث يعتبر جرائم ضد الدولة ولابد من حسمها وناشد أبو زيد رؤساء الأحزاب على رأسهم الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي ومولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الأتحادي الأصل وزعيم الطريقة الختمية بتناسي الخلافات والصراعات والتفريق بين ماهو حزبي وقومي مؤكداً ضرورة جلوس تلك القيادات إلى طاولة حوار للتوحد ضد العدوان على الدولة مشيراً إلى أهمية طرح قضايا السودان بمسؤولية وجدية بعيداً عن الأهواء والمسائل الشخصية مؤكداً أن الاستهداف ليس مقصوداً به الحكومة وإنما الإسلام والمسلمين موضحاً أن ما يجري يعتبر جرائم ضد الدولة ولا بد من أن تقوم القوات المسلحة بحسمها في مهدها وحماية المسلمين. وأشار أبو زيد إلى أهمية عدم إغفال مسألة إغاثة المتضررين وإعادة النازحين إلى ديارهم قبل تأزم الأوضاع على الأرض. وأبان أبو زيد أن مساجد المسلمين ليست مكاناً للمظاهرات وإنما أمكنة للعبادة والوقوف مع الحق منوهاً إلى أن الظرف الحالي يتطلب التكاتف والتعاضد لأن العدو واحد. حسابات حزبية ومن جهته طالب الشيخ عصام أحمد البشير إمام وخطيب مجمع النور الإسلامي الدولة بضرب التمرد وإحكام السيطرة على المنافذ التي قد يلجأ إليها العدو للاستعانة بها ضد القوات المسلحة ونقلت محررة الصحيفة فاطمة عوض تأكيدات عصام في خطبة الجمعة أمس بأن القوى السياسية التي تريد تصفية الحسابات الحزبية على حساب الوطن ميزانها مختل في تقييم الأمور داعياً كافة التيارات الإسلامية والأحزاب الوطنية للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الوطن. الاتجاه للدبلوماسية ونصح عصام بالاتجاه للدبلوماسية الحكيمة لطرح قضايا السودان العادلة للمجتمع الدولي مشيراً إلى أن الهجوم الذي قامت به قوات الجيش الشعبي على ولاية النيل الأزرق تمرد وخروج على شرعية الدولة وذلك بنقضها للعهود والمواثيق نافياً في ذات الوقت أن يكون ذلك صراعاً بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مبيناً أنه عدوان على الوطن في جغرافيته ووحدته مطالباً الدولة بالقيام بواجبها الشرعي في رد كيد المعتدين بالمحافظة على الأرض والعرض والدماء والأنفس وحذر عصام سالكي طريق الدمار والخراب والفتن والاستقواء بالكيان الصهيوني من مواجهة ضريبة العدوان مشدداً على ضرورة إحكام المنافذ التي يلج منها العدوان من الخارج وقال: من يريد تصفية الحسابات الحزبية على حساب الوطن فقد أختل ميزانه في تقدير الأمور داعياً الجميع من قادة وتيارات إسلامية وأحزاب وطنية للوقوف في خندق واحد للدفاع عن الوطن والهموم المصيرية والتبرؤ من الذين خضعوا للغرب. استمرار العمل الإنساني وشدد عصام على أهمية استمرار العمل الإنساني لإغاثة ونصرة مواطني النيل الأزرق ومؤازرتهم حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم ومناطقهم وممارسة حياتهم الطبيعية. ردع العدوان وشن إمام المسجد الكبير بالخرطوم هجوماً عنيفاً على حكومة الجنوب وأصفاً إياها بالغادرة والناقضة للمواثيق والعهود لارتهانها لأمريكا وإسرائيل وتنفيذها لأجندة الغرب على خلفية أحداث ولاية النيل الأزرق. وطالب القوات المسلحة بردع المتمردين وحماية المواطنين من اعتداءاتهم ورد العدوان داعياً إلى دعمها وتقويتها وأشار إلى موقف الأحزاب السودانية الواضح من ما حدث من غدر وخيانة في النيل الأزرق منوهاً إلى ضرورة محاكمة كل من مالك عقار وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو لتهديدهم الأمن والسلم للمواطنين وإراقتهم لدمائهم بإشعال الحرب ونقضهم للعهود. سحب الجيش الشعبي وطالب إمام الجامع الكبير بسحب كل قوات الجيش الشعبي في مناطق التماس إلى ما وراء حدود 1956م مشيراً إلى أن البلاد لابد أن يكون بها جيش وأحد هو القوات المسلحة. مخططات إسرائيلية ونقلت محررة الصحيفة أميمة حسن هجوم الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري إمام مسجد الشهيد بالخرطوم على الكيان الصهيوني واتهامه له بقيادة مساعٍ لإعادة إنتاج التاريخ بالهجوم على مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق باعتبارها منطقة استراتيجية بها السدود والكهرباء والمشاريع الزراعية لزعزعة السلطة في الخرطوم مطالباً في الوقت ذاته القوات المسلحة برد العدوان والحفاظ على حياة المواطنين في أسرع وقت وشدد الكاروري على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من المخططات الإسرائيلية التي قال إنها تسعى لتدمير السودان والسيطرة على موارده وثرواته وإطفاء جذوة ونار الإسلام والقرآن فيه. الضحكات الصفراء وشدد د. عبد الحي يوسف إمام مسجد خاتم المرسلين بجبرة على ضرورة عودة الحكومة إلى رشدها والتقرب لله بالتقرب منه وإبعاد من أمر بالابتعاد عنه وأضاف قائلاً لا تقربوهم ولا تصدقوهم ولا تطمئنوا إلى ضحكاتهم الصفراء مؤكداً على ضرورة أخذ هذه النصائح على محمل الجد. واتهم عبد الحي الحركة الشعبية بالسعي لاستئصال الإسلام ونار القرآن من السودان وإحلال مباديء العلمانية مشيراً إلى أهمية الحذر ممن أسماهم بعملاء الحركة الذين قال إنهم مازالوا موجودين داخل البلاد على الرغم من انفصال الجنوب وناشد في ذات الوقت كافة المسلمين بالوقوف صفاً واحداً والنأي عن الخلافات لتوحيد الجهود والمساعي لنصرة الإسلام والمسلمين. تصديق الخروج وكشف محمد الحوار إمام وخطيب مسجد الهجرة بود نوباوي عن أسباب عدم خروج المصلين على خلفية الدعوة التي أطلقتها القوى السياسية المعارضة بشأن تنظيم وقفة احتجاجية بمساجد الخرطوم بغرض مناهضة الحرب. وقال الحوار إنهم لم يستطيعوا تنظيم الوقفة الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة حسب ما كان مقرراً وذلك لرفض السلطات المختصة منحهم تصديق الخروج. وكانت (آخر لحظة) قد قامت بجولة واسعة على مساجد الخرطوم لنقل مظاهر الوقفة الاحتجاجية للقوى السياسية المعارضة ومطالبتهم بوقف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان لكنها لاحظت عدم وجود أي من القيادات السياسية للأحزاب المعارضة في المساجد وعدم وجود أي جمهرة احتجاجية حسب ما كان مقرراً حيث عاد المصلون إلى منازلهم عقب أدائهم لصلاة الجمعة بمساجد الهجرة بود نوباوي والجامع الكبير ومسجد السيد علي الميرغني ببحري. نقلاً عن صحيفة اخر لحظة السودانية 2011/9/10