أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف استعداد بلاده لتأييد قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا «اذا لم ينجم عنه فرض أية عقوبات على دمشق بشكل تلقائي»، مشدداً إلى عدم الحاجة الى «ممارسة مزيد من الضغوط الدولية عليها»، في وقت تحدثت حصيلة للامم المتحدة عن مقتل 2600 سوري بالاحتجاجات منذ مارس الماضي، وهو الامر الذي نفته دمشق التي اشارت الى مقتل 1400 فقط نصفهم من العسكريين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله في تصريحات صحافية امس إن موسكو «مستعدة لتأييد قرار يصدر عن مجلس الأمن بشأن دمشق شريطة أن يكون موجها إلى طرفي النزاع الداخلي ولا يؤدي إلى فرض عقوبات على سوريا تلقائيا». وأقر أن «الخلافات بين روسيا والغرب بهذه المسألة لم تتم إزالتها بالكامل حتى الآن».وشدد مدفيديف على أن «الاختلاف ليس دراماتيكياً، ولكنه موجود في حقيقة الأمر، إذ ينطلق الجانب الروسي من ضرورة تبني قرار بشأن سوريا يصاغ بلهجة قاسية ويحمل في الوقت ذاته طابعا موزونا على أن يكون موجها إلى طرفي النزاع وهما السلطات الرسمية بقيادة الرئيس بشار الأسد والمعارضة». وأضاف أن قراراً دولياً كهذا «سيحالفه النجاح بهذا الشرط فقط». وأشار إلى «عدم وجود حاجة لممارسة ضغط إضافي على سوريا بعد أن فرض كل من الإتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة العديد العقوبات بحقها»، مستطردا: «من المهم بالنسبة لي ألا يتحول القرار بشأن سوريا إلى نموذج آخر لقرار رقم 1973 بشأن ليبيا، ليس من حيث مضمونه بل من حيث تطبيقه». الموقف الفرنسي بدوره، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو ان «عرقلة اتخاذ موقف في الاممالمتحدة من قمع التظاهرات في سوريا امر مشين»، منددا بمقتل الناشط غياث مطر تحت التعذيب مؤخرا. وذكر فاليرو بحصيلة الضحايا التي بلغت 2600 قتيل على الاقل، واصفا مقتل مطر تحت التعذيب بانه «جريمة مروعة» وطالب بالافراج عن «جميع المعتقلين السياسيين». وتساءل: «الى متى سيبقى المجتمع الدولي أعمى وأبكم أمام هذه السلسلة المتواصلة من الجرائم؟ هذا هو سؤالنا اليوم». واضاف ان «عرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن تشكل فضيحة». وقال فاليرو ان «الفظاعات التي يرتكبها نظام دمشق بحق شعبه يوميا غير مقبولة»، مستطردا ان فرنسا «ستواصل دعوة السلطات السورية الى وقف اعمال العنف والافراج عن جميع السجناء السياسيين. وهي تنتظر حاليا الافراج الفوري عن الصحافي والناشط السلمي يحيى شربجي صديق غياث مطر الذي اوقف معه، وعامر مطر المعتقل في دمشق منذ الرابع من سبتمبر، ونجاتي طيارة الذي اوقف للمرة الثالثة في 10 سبتمبر في حمص ومخرج الافلام القصيرة شادي ابو فاكر الذي اوقف في 23 اغسطس في دمشق». واكتفى مجلس الامن حتى الان باصدار اعلان عن سوريا اقر في مطلع اغسطس الماضي، وهو اجراء اقل قوة من القرار. حصيلة اممية الى ذلك، اكدت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي ان حصيلة الضحايا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في شهر مارس الماضي بلغت 2600 قتيل. وقالت بيلاي في كلمة لدى افتتاح الدورة ال 18 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف انه: «بالنسبة لسوريا، وبحسب مصادر موثوقة على الأرض، بلغ عدد القتلى منذ بدء الإضطرابات في أواسط مارسفي هذا البلد 2600 على الأقل حتى الآن». وأضافت ان «مجلس حقوق الإنسان قاد الدعوات إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الكبيرة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من خلال تشكيل وإرسال لجان تحقيق دولية إلى سوريا»، مشيرة إلى أنه كانت لديها «الفرصة مؤخراً لإطلاع الدول الأعضاء على الأوضاع في سوريا». حصيلة سورية من جهتها، اعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد في موسكو ان «حوالي 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من المتمردين قتلوا في اعمال العنف في سوريا». وهذه الحصيلة التي اعلنتها شعبان هي اول حصيلة رسمية توردها السلطات السورية. واضافت شعبان في مؤتمر صحافي: «سقط 700 قتيل في صفوف الجيش والشرطة و700 في صفوف المتمردين». وقالت: «لدينا لائحة بأسماء الضحايا ويمكننا تقديمها». واردفت شعبان بعد لقائها مارغيلوف: «نرغب في ان يحذو الغرب حذو روسيا في مواقفه بدلا من ان يدعو الى اعمال تساهم في تصعيد العنف». وبعد ان اشارت الى العراق وليبيا، نددت شعبان بالتدخل الغربي «الذي يؤدي الى سقوط العديد من الضحايا ويشجع التطرف». اما مارغيلوف، وهو ايضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وهو المجلس الاعلى في البرلمان، فقال في ختام لقائه مع شعبان: «لا نريد ان يتكرر السيناريو الليبي في سوريا». واعلن ان «وفدا من مجلس الاتحاد سيزور سوريا قريبا». عقوبات نفطية قال تجار امس ان شركة تسويق النفط السورية «سيترول» الحكومية أصدرت مزايدة لبيع شحنتين من الخام للشحن في منتصف اكتوبر المقبل في ظل العقوبات الاميركية والأوروبية. وقال تاجر: «صدرت مزايدة. سوريا تعرض شحنة من الخام الخفيف واخرى من خام السويداء». واضاف التجار ان «كل شحنة تزن 80 الف طن من الخام». لكن التجار قالوا انه «من المستبعد أن تدخل شركات أوروبية المزايدة الاخيرة بسبب عقوبات الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي». وافاد أحد التجار الذين تلقوا دعوة للمشاركة: «الامر صعب بعض الشيء هذه المرة. لن أشارك في المناقصة». اسلحة روسية قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية امس إن سوريا «أبدت إهتماماً بشراء المزيد من الأنظمة الدفاعية الجوية الروسية». وأشار المصدر في تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء إلى أن «مجموعة من المراقبين السوريين يشاهدون مناورات بالذخيرة الحية أثناء تدريبات دفاع جوي لدول أعضاء في منظمة كومنولث الدول المستقلة في قاعدة أشولوك في منطقة أستراخان قرب البحر قزوين». وأضاف المصدر أن «سوريا ودولا أخرى أبدت استعدادا لشراء أنظمة أس 300 فايفوريت الطويلة المدى وأنظمة باك المتوسطة المدى وأنظمة تور القصيرة المدى». وأعرب المصدر عن أمله ب«ألاّ تؤثر الأزمة الحالية في سوريا على مبيعات السلاح الروسي»، مشيراً إلى أن «الجانب السوري أكد حتى الآن أنه مستعد لتنفيذ كافة العقود الموقعة مع روسيا».