بعد يوم على استعمال روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن لمنع صدور قرار ضد النظام السوري، والذي تسبب في موجة غضب لدى واشنطن والدول الأوروبية، ولدى الناشطين والمعارضين السوريين على حد سواء، أعلنت موسكو أمس أنها ستستقبل وفدا من المعارضة السورية خلال الشهر الحالي. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، في تصريحات صحافية، أمس أن موسكو تنوي استقبال وفدين من المعارضة السورية «أحدهما يمثل معارضة الداخل الموجودة في دمشق والثاني يمثل المعارضة التي أسست ما سمي المجلس الوطني في إسطنبول». وفي وقت اعتبرت فيه مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، أن الأممالمتحدة شهدت «يوما تاريخيا»، حذرت المعارضة السورية من أن عجز مجلس الأمن عن استصدار قرار ضد النظام السوري يشجع على المزيد من العنف، حيث حذر المعارض السوري برهان غليون، من أن الفيتو «سيشجع» عمليات العنف التي قد تتحول حربا أهلية. من جهتها، أعربت تركيا عن أسفها لعرقلة موسكو وبكين قرار مجلس الأمن، ووعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بفرض «حزمة عقوبات حازمة» ضد النظام السوري. وجاء ذلك في وقت بدأ فيه الجيش التركي أمس مناورات في محافظة هاتاي، الواقعة على الحدود مع سوريا، التي لجأ إليها أكثر من سبعة آلاف سوري، كما أعلنت قيادة أركان الجيوش التركية. وجاء في بيان لقيادة الأركان، نشر على الإنترنت، أن تدريبات «التعبئة» هذه التي كانت مقررة مسبقا ستتواصل حتى 13 أكتوبر (تشرين الأول) في إسكندرون. وفي هذه الأثناء، قال ناشطون إن حملة مداهمات واسعة جرت أول من أمس في مدينتي الضمير ودوما في ريف دمشق، وبحسب ناشطين، فقد جرى اعتقال نحو 500 شخص في دوما وحدها خلال اليومين الماضيين. وأكدت لجان التنسيق المحلية في سوريا إغلاق الكثير من المدارس في دوما التي شهدت مظاهرات مسبقا. إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، عن مسؤول عربي كبير، قالت إنه فضل عدم الكشف عن هويته، أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في زيارته الأخيرة لدمشق «بأن قوى عظمى كبيرة تدرك كل الإدراك أنه مع أول صاروخ يسقط فوق دمشق لأي سبب كان، فإنه بعد ست ساعات من سقوط هذا الصاروخ، سيشعل الشرق الأوسط، ويسقط أنظمته». وحذر من أن سوريا يمكنها أن تحرك حزب الله على جبهة إسرائيل، والشيعة في الخليج ليبدأوا عمليات فدائية ضد الغرب. المصدر: الشرق الاوسط 6/10/2011