لماذا صمتت الحركة الشعبية عن جهودها التى ذكرت انها بصدد القيام بها لدحر جيش الرب و عملياته التى يروع بها اهل جنوب السودان..؟ و هل يا تري هناك تفاهم بينها و بين يوغندا حول الامر .. و ما هو سر هذا الصمت المتبادل !؟ هل لجيش الرب قضية يعمي عليها الاعلام الغربي و يشوه صورته ؟ جملة من هذه الاسئلة المشروعة التى يحتاج الراي العام فيها لاجابة شافية من قادة الحركة الشعبية الذين يملأون الدنيا صراخاً و عويلاً فى قضايا كثيرة كانت محل اتفاق بينهم و شريكهم فى الحكم ، فما يغيب نهار الاتفاق عليها حتى يخرج علينا أحد رموز الحركة الشعبية بتكذيبه و نفيه ..! فلنفتح ملف جيش الرب بالجنوب و حركته الواسعة به من دون ان يتناول ذلك أحد من لدن المواطن الجنوبي المغلوب على أمره و حتى المجلس التشريعي المنوط به متابعة الشأن العام بالجنوب و تعديله بسؤاله المستمر للحكومة عماذا فعلت بقضايا الجنوب الملحة و العاجلة او باصدار قوانين منظمة او مانعة لبعض أوجه القصور من ان تتنزل على حياة الناس فتصيبها بالعطب التام ..مثل حالة جيش الرب هذه .. فلا يظنن أحد ان قضية الامن فى الجنوب ليست هاجساً وهماً لأحد هناك ، فقد تسامع الناس من قبل وشاهدوا الصور التى نشرت عن لقاء نائب رئيس حكومة الجنوب وقائد جيش الرب اليوغندي و إهداء الاول للاخير مبلغاً كبيراً من المال ( و بالعملة الصعبة .. دولارات) ! و اللقاء كان مؤشراً الى ثمة اتفاق تم توقيعه بين الطرفين يتحدد بموجبه حركة الجيش المسلح التى أقلقت منام أهل الجنوب و نهبت مواشيهم و أموالهم و أرواحهم ، و لكن لم يمضي على ذلك العطاء السخي وقتاً طويلاً حتى رشحت الانباء عن غارة جوية شنتها طائرات الجيش اليوغندي على مواقع يقولون ان بها افراد من جيش الرب ..! غير ان نتيجة الغارة كانت موت العشرات من قبيلة ( الاشولي) الحدودية و مواشيهم ! و لم يثير (اللسانيين) بالحركة الشعبية تلك الواقعة بالحديث مثل عوائدهم دائماً ، و سكتوا عنها تماماً ..فهل ثمة فرق بين اتفاق مبرم بين طرفين .. الحركة الشعبية من جانب والحكومة اليوغندية التى يزورها النائب الاول لرئيس الجمهورية اكثر من زيارته للخرطوم...! أسئلة مشروعة تريد اجابات واضحة من السادة قادة الحركة او افراد حكومتها ، لكي نعرف ما سر ذلك الصمت المريب ! فالحركة جربت الوساطة ففشلت و هددت بطرد جيش الرب من ارض الجنوب ولم تفعل ..هل ياتري هو العجزأم التعمد ؟وان كان ذلك الحراك بشأن ذلك الجيش الذى يهدد حياة المواطن الجنوبي للحد من تحركاته هو كل مقدور الحركة الشعبية وما بجعبتها من قدرات تفاوضية و لوجستية ..فلماذا المكابرة العناد و هى لما بعد تخرج من الحالة النفسية (لحركة) كل ثقافتها مصورة فى الغابة و قطع الطريق و سلب المواطن لما يملكه من متاع و بهائم ؟ فقد تمنت (ليزا غراند ) نائبة منسق الاممالمتحدة المقيم للشئون الانسانية فى جنوب السودان ان لا تأثر الحركة نحو تنفيذ اتفاقية السلام بسبب حركة جيش الرب المنطلق من اوغندا ،و حركته الواسعة التى بات يقوم بها بجنوب السودان خلال الفترة الاخيرة ، و حركة جيش البر بات مسئولا عن سبع مجازر ارتكبت فى جنوب السودان منذ (مارس) فى هذا العام و أدت لمقتل ما يزيد عن الالفي شخص بينهم نساء و اطفال و تهجير مئات الآلاف ! و قد عبرت نائبة المسئولة الاممية عن أسفها لعجز القوات الدولية الموجودة بجنوب السودان عن ضبط هذه( المليشيا) وعن فشل الجيش الشعبي لتحرير السودان الكامل فى قمع جيش الرب وتأمين حاية مواطنيه المتأزمة بسببه ! و قد ذكرت (ليزا غراند) ان اسرائيل ساهمت فى الماضي فى تسليح (الجيش الشعبي لتحرير السودان) و لكن جيش الجنوب السوداني الرسمي الحال يسلح نفسه بالاموال التى يجنيها من العمليات النفطية التجارية..! اذن الحركة الشعبية تعمد لتسليح جيشها من أموال مواطنيها الذين خرجوا لتوهم من حرب قبل ان ينال السودان استغلاله ، و لكن الحركة تصر على ابقاء الجنوب فى ذات الدائرة القاتلة..اجواء الحرب و القتال ! فهل ياتري تركت الحركة الأمر (توقيف جيش الرب من حركته و تهديده لأمن المواطن الجنوبي ) أخيراً لمصيره و الصدفة البحتة ؟!