يوماً بعد يوم يتكشّف للرأي العام حجم الاعتداء الذي ظلت تمارسه الحركة الشعبية والجيش الشعبي ضد المواطنين العزّل والأبرياء من النساء والأطفال بجبال النوبة.. حيث يعاني مواطنو قرى «المساكين، الإحيمر، شات،الريكة» وغيرها من القرى بالريف الجنوبي لولاية جنوب كردفان الأمّرين من قبل الجيش الشعبي الذي ظل يمارس معهم كل أشكال الاعتقال والتعذيب. حيث تمكن عدد من الرجال والنساء خلال اليومين الماضيين من الفرار من قبضة جيش الحركة الذي يحاصر الآلاف من المواطنين في المنطقة ونقل بعضهم قسراً إلى معسكرات داخل ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان. وحكى بعض الذين وصلوا بعد عناء إلى مدينة كادوقلي سيراً على الأقدام ل «الإنتباهة» أبشع صور التعدي والانتهاكات التي مورست ضدهم، حيث روت السيدة منقاية «47 عاماً» قصة تعرُّضِها للاعتقال من قبل أفراد الجيش الشعبي بمنطقة الريكة لمدة شهر تم خلالها الاعتداء عليها بالضرب عدة مرات، كما تم جلدها 202 جلدة على دفعتين، وأبانت أنها استطاعت الهرب ليلاً والفرار من قبضتهم وأخذت معها أطفالها الأربعة ولكن فجراً لحق بهم عدد من أفراد الجيش الشعبي وهم في الطريق إلى منطقة الإحيمر وأطلقوا النار عليهم وعندها تفرّق عنها أطفالها الذين أخذهم المتمردون وعادوا بهم، إلا أنها تمكنت من الاختباء ولم يعثروا عليها، وقالت إنها لم تحاول العودة مع أطفالها لأن المتمردين حتماً سيقتلونها حيث كانوا قد هددوها من قبل. بينما أوضحت رقية أن هناك الآلاف من المواطنين أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن محتجزون ويفتقدون الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة، ويأملون في تدخل الحكومة لإنهاء هذا الوضع والبؤس الذي يعيشون فيه. ومن جانبها قالت تتو هارون «69 عاماً» إنهم تضرروا كثيرًا من الحرب التي قادتها الحركة الشعبية بالمنطقة مبينة أنها تعيش الآن وحيدة مع بعض أهل منطقتها حيث أن كل أفراد أسرتها محتجزون بالمنطقة، وقالت إن قيادات الجيش الشعبي ظلوا طوال الفترة الماضية يعاملونهم بقسوة دون مراعاة لكبار السن، وسردت بحزن شديد قصة شقيقتها المعاقة حركياً ومع ذلك تم احتجازها وأنها لاتدري كيف هو حالها الآن وهي لا تستطيع فعل شيء لمساعدتها. والتقت «الإنتباهة» بأمير إمارة البُرام كافي طيار البدين الذي يستضيف في منزله بكادوقلي كل الذين يتمكنون من الهرب من قبضة التمرد، وقد عبّر عن رفضه لممارسات الحركة الشعبية التي تسببت في جلب الخراب للمواطنين والدمار لمناطقهم وممتلكاتهم، وكشف عن حالات كثيرة للاغتصاب يمارسها الجيش الشعبي وسط النساء بقرى ريفي البرام، مما يفند دعاوى الحركة الشعبية بأنها تهدف لتأمين حقوق المواطنين وإنهاء التهميش، مؤكداً أن كل مواطني المنطقة الآن ضد الحركة الشعبية والحرب التي تقودها الآن. مستنكرًا اقتياد الحركة الشعبية للمواطنين إلى معسكرات للنزوح أنشأتها بدولة جنوب السودان، مبيناً أن القيادي بالحركة المتمرد عبدالباقي قرفة معتمد البرام السابق لجأ لهذه الحيلة لاستقطاب الدعم والإغاثات من المنظمات التي قال إنها لن تذهب للمواطنين بل للجيش الشعبي الذي يفتقد للغذاءات ويقوم الآن بنهب منازل ومخازن المواطنين. ومهما يكن من أمر فإن الجرائم التي يرتكبها الجيش الشعبي في جنوب كردفان باعدت بينه ومواطني الولاية حتى بات مواطن الولاية لا يرغب في وجود الحركة بالولاية التي روّعت المواطن منذ يونيو الماضي وتسببت في تعطيل عجلة التنمية التي أدارها وبنجاح الوالي أحمد هارون بشهادة القوى السياسية بالولاية وحتى المعارضة منها.