أوردت أخبار الوكالات أمس الأول، خبراً مفاده أن الأجهزة العسكرية العظمى في العالم تسابقت نحو الدولة الوليدة في جنوب السودان بهدف تقديم الدعم العسكري والعون اللازم لدولة الجنوب لبناء قدراتها الدفاعية والعسكرية، وهذا هدف معلن عنه، أما الأهداف المسكوت عنها فتتجاوز ذلك بكثير. تسابق محموم للقوى العظمى نحو الجنوب، الدولة التي ولدت من رحم (فخ) نيفاشا تحت غفلة لا نستطيع أن نقول إنها مقصودة، لكنها قد تكون غفوة أو عدم إدراك، هذه القوى تريد أن تجد لها ولمخابراتها وجواسيسها موطئ قدم في البوابة الجنوبية للسودان، ومفتاح الوطن العربي من ناحية أفريقيا. نائب المدير العام للمشروع العسكري لروسيا (الإسكندر ميكاييف) قال في بيان متلفز نقله التلفزيون الرسمي لدولة الجنوب، أن بلاده مستعدة لدعم عشرة مشاريع في جنوب السودان تشمل القدرات الدفاعية، وكانت الوكالة الروسية للصادرات العسكرية (روزبون إكسبورت) قد عبرت عن عن استعدادها لبيع أسلحة روسية الصنع الى دولة الجنوب، وحسب أنباء الوكالات (أن العرض الروسي لجنوب السودان) جاء بعد ثلاثة أيام فقط لزيارة نَفّذَها وفد من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى جوبا ناقش فيها إمكانية الدعم المقدم من الوزارة إلى الجيش الشعبي بخصوص مسائل الدفاع. ولم تكتفِ الأنباء بما جاء من تهافت روسي وأمريكي نحو الدولة الوليدة، فقد دخلت إسرائيل بخيلها ورجلها على الخط الساخن في جنوب السودان، فقد أوردت صحيفة (الانتباهة) الصادرة أمس في صدر صفحتها الأولى أن (تل أبيب) تعتزم إنشاء قاعدة جوية في الدولة الوليدة ضمن عدد من المشروعات بينها تمويل خزان لتوليد الكهرباء، وقالت الصحيفة: إن (القيادة العسكرية في قاعدة بلفام تشرع في نصب أبراج للمراقبة الحدودية مع دولة السودان مزودة بأجهزة رصد حراري متطور بمناطق راجا وشمال أعالي النيل). وحسب مصدر (الصحيفة)، فإن إسرائيل تعتزم أيضاً بناء ثكنات لقوات الحدود ومستشفيات عسكرية وإنشاء مركز بحوث للألغام في جوبا. كل ما ذكرناه بعاليه ينبغي أن يرفع درجات الحذر والتحوط لأسوأ الاحتمالات عندنا في الشمال، فنحن نمتلك مع دولة الجنوب أطول شريط حدودي مُقارنةً بجيراننا الآخرين، وينبغي أن تتصاعد درجات الحذر كلما تذكرنا أن دولة الجنوب نفسها لم تولد فَجأةً من بين الركام، لكنها ولدت نتيجة جهود مدروسة وحسابات فائقة الدقة، نفذتها ذات القوى المتهافتة الآن نحو الجنوب. هذا القول يعيدنا الى تصريحات مسؤولين سودانيين أفادوا في تصريحات سابقة، أنّ اتصال (دولة الجنوب) بالقوى الكبرى في عالم اليوم خاصةً إسرائيل لا يهدد أمن المنطقة العربية، وليس من شأنه أن يُثير المخاوف في السودان، نقول لهؤلاء: اصحوا من سباتكم فإن دولة العم (سام) وأحفاد بني قريظة على وشك أن يتمددوا من الفرات الى النيل.. فهل اقترب وقتهم وميعادهم..؟ نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 18/10/2011م