كشف الرئيس السوداني امس عن حجم الدعم الذي قدمته بلاده للثوار في ليبيا لتحريرها من نظام القذافي، واعلن للمرة الأولى أن الأسلحة والذخائر السودانية قد وصلت إلى كل الثوار في مصراتة والجبل الغربي وبنغازي والكفرة مؤكدا أن القوات التي دخلت إلى طرابلس جزء من تسليحها وإمكاناتها هي سودانية مائة بالمائة. وأشار إلى دور ليبيا في زعزعة امن السودان والدعم الذي قدمه القذافي لحركة التمرد في الجنوب وحركات التمرد في دارفور مما مكنها من الوصول إلى الخرطوم بعربات وأسلحة وأموال ليبية، وقال إن السودان “تمكن أخيرا من رد الزيارة ورد الصاع بصاعين". جاء ذلك لدى مخاطبته امس احتفالا حاشدا بمدينة كسلا بحضور أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الارتيري اسياسي افورقي وذلك بمناسبة افتتاح طريق بري يربط بين السودان وارتيريا. وأقر البشير بأن بلاده تواجه عقبات ومشاكل ومؤامرات للإطاحة بالنظام مؤكدا قدرتها على تجاوزها جميعها، وقال “إن كثيرا من الأدوات التي كان يسخرها المتآمرون على السودان ربنا أخذها" في إشارة إلى نظامي القذافي في ليبيا ومبارك في مصر. وجدد البشير حرص بلاده على العلاقات مع إرتيريا وقال إن المشاكل الأمنية بين البلدين انتهت إلى الأبد وأن الحدود بينهما ستكون لتبادل المنافع مؤكدا العزم على إنشاء أكبر منطقة حرة في السودان على الحدود المشتركة مع إرتيريا إلى جانب العديد من مشاريع التنمية. وثمن البشير دور قطر في إرساء السلام المنطقة العربية مشيرا إلى دعمه لاتفاق السلام في شرق البلاد وفي دارفور ودعم أهل عزة في فلسطين. وقال إن الأمير قد خصص امس الأول ملياري دولار للتنمية في دارفور بهدف تثبيت السلام، وأكد أن الشرق موعود بالمزيد من مشاريع التنمية التي توفر لها التمويل بقيمة 4.5 مليار دولار عبر مؤتمر “تنمية الشرق". من جانبه اكد الرئيس الارتيري اسياسي افورقي أهمية العلاقات بين السودان وبلاده مثمنا الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة القطرية لتعزيز العلاقات الارتيرية السودانية إلى جانب دورها الإيجابي الذي تنهض به علي المستوي الإقليمي والدولي .وأكد افورقي استمرار العمل لتوثيق العلاقات بين السودان وبلاده مبينا أهمية الطريق الجديد في الربط بين البلدين علي المستويين الاقتصادي والاجتماعي. من جهته قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني إن بلاده لن تألو جهدا في دعم أشقائها في السودان وارتيريا لترسيخ التعاون والتفاهم بينهما مؤكدا أن الدعم الذي قدمته بلاده في إنشاء الطريق ونزع الألغام هو دور تكميلي للإرادة البلدين والشعبين الجارين. وأكد أن العلاقات السودانية والإرتيرية قد وصلت إلى مرحلة أعمق وأرحب من التعاون والانفتاح والحوار على المصالح المشتركة والوعي بأهمية التنسيق الإقليمي في منطقة القرن الافريقي في زمن تتحالف فيه الأمم. وأشار إلى أن افتتاح الطريق القاري الذي يربط السودان بإريتريا يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين . المصدر: الاتحاد 27/10/2011
