"إن الإنسان الذي يعاني قبل أن تكون هنالك ضرورة يعاني لذلك أكثر مما هو ضروري" هذا المدخل أقرب أو يشابه الى حدٍ ما "عرض حال" المتمرد مالك عقار (الوالي السابق والمكلف زوراً). في ما مضى كان مالك عقار والياً لولاية النيل الأزرق الرجل معروف بتقلباته المزاجية وعلاقاته المشبوهة مع حكومة دولة الجنوبالجديدة أو أيضاً مع الحكومة المركزية في السودان، فتارة سِلم وتارة حرب. الرجل تمرد في سبتمبر الماضي أو حاول أيضاً تعكير صفاء الأجواء السياسية مع اقتراب موعد إجراء المشورة الشعبية في النيل الأزرق، وتصريحاته التي أدلى بها عقب دحر القوات السودانية المسلحة لقواته واستتباب الأمن في الولاية. صرّح الرجل بتصريحات يائسة أو باستغاثات بالمجتمع الدولي للتدخل لما أسماه حماية المدنيين متهماً الحكومة السودانية بقصف المدنيين، وذلك في محاولة منه للضغط على الحكومة السودانية للرجوع والعودة للتفاوض بعد فشل مساعيه في استجلاب الدعم والسند الشعبي. أضِف الى ذلك سابقته في "حرق علم السودان" الدولة التي هو فيها والي تدل على ضعف قيم الولاء الوطني والقومي للرجل. تأثير الأزمة المالية التي يمر بها مالك عقار بعد قرار الحكومة السودانية بتجميد ممتلكات الرجل الثابتة والمنقولة والتي أثرت في دخول أزمة أسرية وشخصية مع عدد من زوجاته ومطالبتهن بتسجيل جزء من ممتلكاتهن بتسجيل جزء من ممتلكاته بجوبا ونيروبي. تصريح الرئيس السوداني بعد تحرير مدينة الكرمك مع عيد الأضحى من فلول مالك عقار إذ صرح الرئيس السوداني بأن مالك عقار كان قد فاز في انتخابات ابريل 2011م بالتزوير. يدل التصريح على أن الحكومة المركزية كانت تتغاضى عن زلاّت الرجل وتمهله وتمهله. الجديد من مسلسل استغاثات مالك عقار اليومية أنه وبحسب مصادر "خاصة لسودان سفاري" تأكد انه تم نقله وعدد من قياداته قواته إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، وأكدت ذات المصادر أن عدداً ليس بالقليل من جنوده ما بين جرحى ومصابين بإصابات خطيرة وفور وصول مالك عقار إلى جوبا دخل الرجل في اجتماعات مغلقة مع قيادات الجيش الشعبي، الرجل صب جام غضبه على الجيش الشعبي وشكا من تأخر الدعم الذي كانت قد التزمت حكومة الجنوب بتوفيره سابقاً لقواته في النيل الأزرق مبيناً أن هنالك الكثير من قواته جرحى إثر الحرب التي دارت بينه وبين القوات المسلحة السودانية تم على إثرها تحرير الكرمك من قواته، قوات مالك عقار ما زالوا يحتاجون للعلاج بصورة عاجلة وإصاباتهم خطيرة ولا تحتمل التأخير. الملاحظ أن الرجل جأر بالشكاوى والاستغاثات لحكومة دولة الجنوب، تزامنت هذه الاستغاثات وحكومة الجنوب ترتب وتدعم وليدها الصغير "الجبهة الثورية" أو ما عُرِف مؤخراً "بتحالف كاودا" ومع إعلان التحالف للبيان. دولة الجنوب تعاني ما تعاني من المرور بأعراض وأمراض ما بعد الولادة "الأزمة الغذائية، التمرد في ثلاثة ولايات، خلافات القيادة السياسية أضِف إليها اتهامات الحكومة السودانية لها بدعم التمرد وإيواء الحركات المتمردة". يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بشدة قائماً هل تستجيب دولة الجنوب الوليدة لنداءات الرجل أم ماذا؟ أم أن حكومة الجنوب لا يعنيها الرجل وثورته المزعومة خاصةً وأنه أضحى كرت غير مفيد للعب به، وأنها أخذت تلعب بأوراق جديدة "تحالف جوبا-ياي".