أالأربعاء 23-11-2011 في الوقت الذي دعت فيه إيران الوكالة الدولية للطاقة إلى تفتيش الترسانة النووية الإسرائيلية التي يكتنفها الغموض منذ عقود وسط صمت دولي وأممي على ما يخزنه هذا الكيان من أسلحة تدمير شامل، نددت وزارة الخارجية الروسية بإقدام عدد من الدول الغربية على فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران، وذكرت أن هذه العقوبات، التي وصفتها ب»غير المقبولة»، من شأنها أن تلحق الضرر بجهود بدء «حوار بناء» مع طهران، حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. فقد دعت إيران إلى تفتيش الترسانات النووية لإسرائيل وإزالة السلاح النووي لدى الدول الكبرى التي تتهم الآخرين وتهددهم واعتبرت أن اجتماع فيينا حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية سيبقى صوريا ولا جدوى منه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس إن إيران التزمت بتعهداتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأبدت أقصى مستويات التعاون معها لكنها تنتظر ما يقرره البرلمان الإيراني بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى صيانة حقوق الدول الأعضاء فيها وعدم حرمانها من امتلاك التقنية النووية السلمية. وأشار إلى ضرورة الا تصبح الوكالة ورقة سياسية بيد القوى الكبرى وخصوصا في ظل التصورات الأميركية الخاطئة عن إمكانية ثني الشعب الإيراني عن حقه المشروع في الاستفادة من التقنية النووية السلمية مجددا وصف التقرير الأخير للأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه غير عادل ومنحاز وافتقر للموضوعية والاستناد للحقائق خاصة واعتمد على تقارير ملفقة وغير قانونية من منظمة خلق الإرهابية وغيرها. وأكد مهمان برست أن الدول التي أعدت القرار غير العادل الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة و الذي اتهم إيران بنقض حقوق الانسان هي السباقة في انتهاك حقوق الإنسان معربا عن أسفه لتحويل موضوع حقوق الإنسان في العالم إلي أداة تستغلها الدول المتغطرسة لتحقيق مصالحها و غاياتها الاستعمارية. ودعا مهمان برست المنظمات الدولية لاعتماد العدالة والحيادية في تقاريرها حول حقوق الإنسان وان تدين جرائم أميركا وبريطانيا في العالم وخاصة الجرائم الأميركية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول. وحول إرسال إيران رسالة إلى الأممالمتحدة حول الممارسات الإرهابية الأميركية قال مهمان برست إن على المسؤولين الأميركيين أن يقدموا إيضاحات بهذا الشأن للرأي العام العالمي وأن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي قدم وثيقتين بهذا الشأن للرأي العام العالمي سيتم الاستمرار بهذه الحركة التي بدأتها إيران بهذا الخصوص. ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية العقوبات والحظر الامريكي على إيران بأنها مجرد تحركات دعائية وتأتي في اطار حرب نفسية لاتؤثر على إيران. وجدد مهمان برست التأكيد على ان التهديدات الموجهة ضد إيران تزيد من وحدة الشعب الإيراني واستعداده لمواجهتها مشيراً إلى فشل السياسات الاميركية والغربية في منطقة الشرق الأوسط. بموازاة ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن قرار واشنطن بشأن تشديد العقوبات ضد إيران يتعارض مع القانون الدولي ويقوض فرص بدء حوار بناء مع طهران حول برنامجها النووي. وأكد الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم الوزارة أمس ان موسكو تعتبر هذه الخطوات غير مقبولة. وجاء في بيان بهذا الصدد نشر على موقع الوزارة: «فيما يخص قرار الإدارة الأميركية حول تشديد العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على إيران والتي تمس شركات في دول ثالثة تتعاون مع إيران في مجال استخراج وتكرير النفط، اضافة الى فرض العقوبات على القطاع المصرفي الإيراني، فنشدد مرة اخرى على ان روسيا تعتبر هذه الإجراءات غير مقبولة وتتعارض مع القانون الدولي». وأشارت الوزارة إلى أن توسيع رقعة العقوبات الدولية المفروضة على إيران لن يشجع إيران في الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأوضح لوكاشيفيتش ان «تطورات الأوضاع حول البرنامج النووي الإيراني تدل على ان الإجراءات المماثلة تعرقل بشكل خطير الجهود الرامية الى بدء حوار بناء مع طهران». واضافت ان « فرض المزيد من العقوبات – مما يكاد يعتبره شركاؤنا هدفا في حد ذاته – لن يسهم في إقناع إيران بالمفاوضات». واختتم المسؤول الروسي قوله «نعتقد ان تشديد العقوبات بشكل مستمر كان قد خرج منذ فترة طويلة نطاق المهمة المتمثلة في ضمان حظر الانتشار النووي». نقلا عن الثورة السورية 23/11/2011