في بحر الأسبوع الفائت كان من المتوقع حسب الأنباء التي تواترت عن حدوث زيارة رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو الي جنوب السودان والتي أثارت حولها العديد من التساؤلات حول فحوي الزيارة وأهدافها وتأثيرها علي الدول المحيطة بجنوب السودان ودولة السودان وحتى مصر . وبالرغم من الترتيبات الأمنية المشددة وإرسال تل أبيب لوفد بقيادة لواء وقوة قوامها 200جندي من المارينز والحرس الرئاسي الإسرائيلي والتحضيرات الغير مسبوقة التي أجرتها الحركة الشعبية برئاسة الأمين العام باقان أموم والتي أنفقت الحركة الشعبية علي هذه الترتيبات الغالي والنفيس لتفوز برضاء الزائر الكريم إلا ان الزيارة لم تحدث ولم تتشرف جوبا بنظرة الرضاء المرجوة وفي نفس الوقت لم يعتذر الزائر؛ كل ذلك أثار حالة من الترقب والانتظار داخل الدوائر الحكومية بجوبا! هذه الحالة أرجعها بعض المراقبين الي ان هنالك أزمة دبلوماسية كان علي إثرها ان توترت الأجواء بين جوبا وتل أبيب بسبب مستثمر إسرائيلي، وبحسب متابعات (سودان سفاري) أنه كان قد دار جدال ساخن داخل مكتب وزير الطاقة الجنوبي" جيمس ديو " مع المستثمر الإسرائيلي، متعلق بحقوق المستثمر وديونه طرف الوزارة، وأشار المصدر الي ان المستثمر كان قد وجّه إنتقادات عنيفة للوزير داخل مكتبه لتأخُر سداد مديونيته، مما حدا بالوزير الي توجيه وحدة الاستخبارات المرابطة بالوزارة لإعتقاله وترحيله الي قاعدة "بلفام" العسكرية، وفي سياق متصل بالأحداث أفاد مصدر (سودان سفاري) ان تل أبيب خاطبت أمانة حكومة جنوب السودان والقصر الرئاسي وأمرت بإطلاق سراح المستثمر في غضون 48ساعة غير ممددة؛ ولوَّحت بإتخاذ إجراءات فورية في مواجهة جوبا إذا استمرت في إعتقال للمستثمر، ودعت الي إطلاق سراحه فوراً ومعاملته بوصفه سفيراً ونقله علي الفور الي تل أبيب ونددت في نفس الوقت بإتخاذ خطوات صارمة ضد حكومة جنوب السودان وإلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المقررة لجوبا. علي جانب آخر ذكر بعض المراقبين ان سبب عدم الزيارة هو عدم إستتباب الأمن داخل الدولة الوليدة وبالأخص ان الدولة تعاني داخلياً وخارجياً وذلك بحسب بعض التقارير التي صدرت من معهد "كامب ديفيد" للدراسات الإستراتيجية. يذكر التقرير أن توغل جيش الرب اليوغندي داخل أراضي الدولة الوليدة بأعداد كبيرة يؤثر بدوره علي الأمن الوطني للدولة إضافة الي ذلك الحركات الثورية التي ظهرت في جسم الدولة الجديدة؛ وهي حركات عُنفية تنحو نحو تغيير النظام الحاكم في جوبا. كما يشير التقرير الي ان توتر علاقة الدولة الجديدة مع دولتها الأم أحدث نزاعات علي أطراف الحدود بين الدولتين مما حدا الي ان كل واحدة من الدولتين صارت تدعم أطراف النزاع في الدولة الأخرى مما يُفضي الي حالة من حرب الوكالة وتوقع التقرير رجوع الدولتين لمربع الحرب التي كانت مستعرة أوراها في الماضي. والجدير بالذكر ان الترتيبات السابقة لزيارة نتينياهو واللواء الكامل من القوة الإسرائيلية لم يتأقلم مع الأجواء الاستوائية للمنطقة مما حدا بهم للنفور من المنطقة ووصفها بغير الآمنة . في جانب آخر تواترت أنباء من مصادر عدة ان رئيس دولة جنوب السودان بصدد زيارة تل أبيب الأسابيع القادمة لردم الهوة التي حصلت مؤخراً وسريان أنباء بأن هنالك أزمة دبلوماسية بين جوبا وتل أبيب . إضافة الي مناقشات قضايا دعم دولة الكيان الصهيوني للدولة الجديدة في إطار ما سُمي بصندوق نتينياهو لدعم الليبراليين لمواجهة التيارات الإسلامية الصاعدة في الدولة العربية.