خلال الفترة من 18- 19 من شهر ديسمبر الجاري انعقد اجتماع الأمانة العامة والمكتب الدائم لاتحاد الصحفيين العرب ببغداد كأول تجمع عربي لقادة الرأي عقب الاحتلال الأمريكي للعراق قبل تسع سنوات، وكان يوم الخامس عشر من ديسمبر يوم وصول الوفود المشاركة في المؤتمر هو الموعد المحدد لمغادرة آخر دفعة من القوات الأمريكية أرض العراق عبر الطريق البري المؤدي إلى الكويت وكانت مصادفة عجيبة.. ولكن مع كل ذلك تبقى نحو عشرة آلاف جندي أمريكي على أرض العراق في مهمة تدريب القوات المسلحة العراقية.. كان مقر إقامة الوفود العربية فندق الرشيد بالمنطقة الخضراء وجلسات المؤتمر في ذات الفندق، وكانت هناك حراسة مشددة للوفود بصورة مزعجة منذ أن خرجنا من مطار بغداد وحتى بلوغنا مدخل الفندق، ورغم التردد الذي كان مصاحباً لأعضاء المؤتمر في بداية الأمر ولكن الحضور كان شبه كامل والمشاركة كانت فاعلة بما يؤكد أن اتحاد الصحفيين العرب قد كسر حاجز التردد والخشية من التفجيرات وعقد اجتماعه بطلب من النقابة العراقية التي تجد اهتماماً خاصاً من الصحفيين العراقيين والحصول على الكثير من التسهيلات والمخصصات من الحكومة للنقابة التي سرعان ما كبرت وشبت عن الطوق وصارت واحدة من كبريات النقابات العربية. الوقف السني نظم للوفد الكبير الذي ضم نحو مائة صحفي وصحفية حفل استقبال وغداء يوم الجمعة بالأعظمية وهو يضم عدداً من المنشآت والمؤسسات ومسجد الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان حيث أدى الوفد صلاة العصر بجامع الأعظمية وزار ضريح الإمام الأعظم.. وفي ذات السياق قام بزيارة الكاظمية وهو أيضاً مجمع ضخم للشيعة به المسجد والمطبوعات والدعوة وهناك تدافع كبير للناس لدخول المجمع والتبرك والصلاة.. زرنا هاتين المؤسستين يوم الجمعة قبل بداية جلسات المؤتمر يومي السبت والأحد.. وبعدها كان التركيز كله على برنامج عمل المكتب الدائم والأمانة العامة حيث العديد من القضايا والمشكلات التي تم بحثها والوصول إلى اتفاق عليها خاصة قضايا الصحفيين وتكويناتهم النقابية في عدد من البلدان العربية بجانب تثمين دور الثورات العربية وأثرها على حرية الصحافة وضرورة الحفاظ على تلك الحريات. وأكد الصحفيون خلال مناقشة القضايا المهنية والسياسية قضايا الصحفيين الشباب وأقر قيام مؤتمر الصحفيين الشباب العرب قبل نهاية 2012 لتجديد دماء الاتحاد وتعزيز التواصل مع الأجيال الجديدة وتوثيق عرى التعاون بين الاتحاد والنقابات الوطنية كما أكد المجتمعون على ضرورة التزام الاتحاد الأكيد بوحدة العمل النقابي في كل بلد عربي خاصة في هذه المرحلة الدقيقة حيث لا يزال الصحفيون العرب يناضلون من أجل الحصول على حرياتهم وحقوقهم، وأكد الاتحاد على الإلتزام بقرارات المكتب الدائم بالموافقة على مشروع القانون الأساسي الجديد للاتحاد والإلتزام بمعالجة الملاحظات التي أبداها الأعضاء خاصة ما يتصل بتعديل الفقرة 2 من المادة31. إلى جانب تعديل أخرى في النظام الأساسي للاتحاد، ووافق الاتحاد على قبول الدعوة الموجهة من نقابة الصحفيين المصريين باستضافة المؤتمر القادم نهاية 2012 بالقاهرة. في بداية جلسات الأمانة العامة وافقت الأمانة العامة على الاقتراح المقدم من النقابة الفلسطينية بترشيح د. محي الدين تيتاوي الأمين العام المساعد بالاتحاد لموقع نائب رئيس الاتحاد خلفاً للمغفور له ملحم كرم نقيب الصحفيين اللبنانيين والملاحظة المهمة التي عدنا بها من العراق هو حجم الدمار الذي أصاب هذا البلد في بنيته التحتية حيث هناك نقص كبير في الإمداد الكهربائي وتدهور في مستوى الطرق والأبنية المنهارة والحواجز الأسمنتية.. والإبادة الجماعية للنهيل خاصة من حوالي المطار بأيدي القوات الأمريكية.. وسنعود لذلك مرة أخرى. المصدر: الشرق 22/12/2011