أجرى د. نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق له ظهر أمس، لقاءات مكثفة بالخرطوم شملت عدداً من المسؤولين بالدولة علي رأسهم الرئيس عمر البشير الذي التقاه بالقصر الجمهوري. وأمن اللقاء المطول للبشير مع العربي علي عقد اجتماع وزاري للجامعة في الخامس من يونيو المقبل، ووصف علي أحمد كرتي وزير الخارجية، زيارة العربي بالمهمة جداً، وقال إنها تأتي استباقاً للجنة الوزارية العليا برئاسة الكويت التي ستزور السودان إنفاذاً لمقررات الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري، واعتبر زيارة العربي تمهيداً للزيارة المرتقبة. وأعلن كرتي عن مطلوبات محددة للسودان، رفض الكشف عن تفصيلاتها، قال إن السودان سيدفع بها للجامعة في الاجتماع المرتقب، ومع تأمين كرتي وتقدير السودان للدعم المطلق للجامعة لمواقفها، إلا أنه قال إن للخرطوم مطلوبات تطمح في دور واضح للجامعة فيها، ولفت إلي أن للجامعة وبعض الدول الأعضاء فيها علاقات مؤثرة مع أطراف دولية ذات صلة بملف الخرطوموجوبا، وقال إن السودان يتوقع خروج قرارات متوافقة مع ما يطلبه، ونبه للدعم السياسي القوي للجامعة، وأضاف أن القرار الذي اتخذته الجامعة بإدانة الاعتداء علي هجليج وتدميرها بواسطة دولة الجنوب يعد من أقوي القرارات الإقليمية والدولية، وتابع بأن هذه الوقفة تؤكد مدي الدعم الذي يجده السودان من الجامعة. وأشاد كرتي بدور الجامعة في حسم ملف دارفور، وأشار إلي أن اجتماع الأمين العام للجامعة مع د. التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، تطرق إلي إيواء دولة الجنوب للحركات المتمردة والرافضة لاتفاق السلام، ولفت إلي أن اللقاء أمن علي الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في إقناع المتمردين بالانضمام للسلام، إضافة للإسهام في مشروعات التنمية التي يمكن أن يكون لها دور في امتناع المواطنين عن دعم الحركات المتمردة. من جانبه، قال العربي إن لقاءه بالبشير تعرض لعلاقات الخرطوم مع جوبا والأوضاع العربية خاصة فلسطين وسوريا، ووصف الاجتماع الوزاري الأخير حول السودان بأنه يمثل أقوي دعم لمواقفه كافة، خاصة تلك المتعلقة بحماية سيادته وسلامته الإقليمية، وأشار إلي أنه خرج بضرورة إجراء اتصال مباشر مع السودان، بجانب إرسال لجنة وزارية للتقصي والوقوف علي حقيقة الأوضاع، واعتبر العربي زيارته تمهيداً للزيارة المرتقبة للجنة، وقال إن البشير قدم شرحاً لتطورات الأوضاع بين الخرطوموجوبا، وأعلن العربي رفض الجامعة للتدخلات الخارجية في السودان، وقال إن الجامعة تقف مع السودان وتؤيد مواقفه، ونفي أيّة علاقة مباشرة مع جوبا، ولفت إلي أن الجامعة تجري حالياً اتصالات مع الأطراف والجهات الدولية التي تعمل في ملف الخرطوموجوبا، ونوّه إلي أن الاجتماع الوزاري للجامعة المقرر في الخامس من يونيو سيستمع لتقرير مفصل من كرتي وزير الخارجية. وفيما يلي الملف السوري، قال العربي إن الجامعة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار، وطالب بضرورة تكثيف الجهود الدولية علي النظام السوري للشروع في تسوية سياسية حقيقية، واعتبر أن تحركات كوفي أنان تأتي في إطار المساعي لوقف إطلاق النار تمهيداً للعملية السياسية. وكان العربي استمع إلي شرح مفصل من د. سيسي رئيس سلطة دارفور حول الأوضاع الأمنية بالإقليم ومسيرة تنفيذ الاتفاق والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر المانحين بالدوحة، وتم خلال الاجتماع ضرورة التنسيق بين الجامعة والسلطة لإقامة مشاريع تنموية لإعادة النازحين واللاجئين إلي ديارهم، وقدم العربي دعوة رسمية إلي سيسي لزيارة القاهرة قبل نهاية الدورة الحالية للجامعة سيتم الترتيب لها خلال الفترة المقبلة وذلك للحديث بتفصيل حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة في تنمية دارفور. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 21/5/2012م