تذكّر قمة مجموعة العشرين، التي اختتمت أعمالها مؤخراً في المكسيك، مواطني بيتسبورغ، بنسخة المؤتمر الذي انعقد في سبتمبر 2009 في مدينتهم، وانعقد هذه المرة في لوس كابوس في باجا كاليفورنيا في المكسيك. وتشكّل دول مجموعة العشرين، التي حضر الرئيس الأميركي باراك أوباما قمتها، 90% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم وثلثي سكانه. ربما كان أهم لقاء ثنائي عقد في القمة بالنسبة للرئيس أوباما، اليوم، هو اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الروسي المنتخب حديثاً فلاديمير بوتين. الصور التي التقطت لهما بعد اجتماع استمر ساعتين، تبين أنه لم يكن هناك الكثير من التقارب الفكري بينهما، على الرغم من أولئك الذين اعتادوا على بوتين، يقولون إن ضابط الاستخبارات السابق لا يميل إلى العبارات الدافئة والغامضة بشكل عام. كان الموضوع الرئيسي للنقاش خلال اللقاء، حسبما قيل، هو مستقبل سوريا. فمن الصعب تصور أن هناك أرضية مشتركة بينهما حول هذا الموضوع. ويبدو أن أوباما يريد أن يفعل شيئاً لوقف القتال هناك، والتخلص من الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يرى بوتين، في المقابل، أن سوريا جزء من مجال النفوذ الروسي، ولا يرغب أن تقود الولاياتالمتحدة أي نوع من الحملات لإحداث تغيير في النظام هناك. وعلى سبيل المثال، تستضيف سوريا القاعدة البحرية الروسية الوحيدة المطلّة على البحر في المياه الدافئة للبحر المتوسط. وتنتقد روسيا دور الولاياتالمتحدة وحلف «ناتو» في التخلص من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، الأمر الذي جلب حالة من الفوضى النسبية لتلك الدولة في شمال إفريقيا. هناك موضوعات أخرى ذات طابع حساس بين الولاياتالمتحدةوروسيا، تشمل الخطط الأميركية لنشر نظام دفاع صاروخي في أوروبا، والتي تعتبرها روسيا تهديداً، واستخدام الولاياتالمتحدة الطريق الشمالي عبر روسيا لإمداد قواتها في أفغانستان، في ظل إغلاق القناة السابقة في باكستان، والمزاعم الخيالية التي أطلقها المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني، بأن روسيا هي العدو الجيوسياسي رقم 1 لأميركا. لقد وجد بوتين نفسه في قمة مجموعة العشرين في المكسيك، في الوقت الذي كانت تعقد مجموعة 5+1 (وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن + ألمانيا) اجتماعاً في موسكو مع إيران، حول البرنامج النووي الإيراني. فلو أن بوتين كان في موسكو، لكانت هناك ضغوط عليه من أجل الضغط على هذه القوى للتوصل إلى نتيجة مفيدة لهذا الاجتماع، وإلا لكانت النتيجة غير مؤكدة. كانت النتيجة الأكثر إيجابية لاجتماع مجموعة العشرين في لوس كابوس، هي إطلاق تعهد جديد بتقديم 75 مليار دولار لصندوق النقد الدولي، من قبل دول مجموعة «بريكس» (وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، لتعزيز موارده من أجل إنقاذ الدول التي تعاني اقتصادات هشة. معظم المبالغ التي تم الحصول عليها قدمتها الصين، ولم تسهم الولاياتالمتحدة بأي شيء نظراً لاقتصادها المضطرب. المصدر: البيان 28/6/2012م