إحتضنت أمس قاعة الدكتور عبدالله الطيب بقاعة الصداقة بالخرطوم مراسم توقيع المقاولين والاستشاريين على عقود تنفيذ عددٍ من المشروعات التى يمولها الصندوق العربى للانماء الاقتصادى بولايات شرق السودان بجملة مبلغ 210 مليون دولار، وشهد مراسم التوقيع النائب الاول لرئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان طه ،مساعد رئيس الجمهورية الاستاذ موسى محمد احمد ،منسق لجان المانحين الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ، وزير الطرق والجسور الدكتور بابكر نهار والسفير الكويتى لدى السودان الدكتور سليمان الحربى ووزراء المالية والاقتصاد بالولايات ووزير الداخلية وولاة الولاياتالشرقية وممثل الصندوق العربى. حضور مواطني ولايات شرق السودان الثلاث كان لافتا حيث ضاقت بهم القاعة التي امتلأت عن آخرها وكان العدد خارج القاعة أكبر مما بداخلها، ولولا البروتوكول الصارم لساد الهرج والمرج مراسم الحفل، فقد أوصد افراد المراسم باب القاعة تماما عند الثانية عشر بمجرد دخول النائب الأول (البرا برا والجوة جوا) وقد جاء وزيرا الزراعة الإتحادى الحالى الدكتور عبد الحليم المتعافى والأسبق أمين كباشى كل على حدة متأخرين بعض الشئ ؟ و ظلا خارج القاعة ولم يجدا بدا من ان يعودا (بخفى حنين) و هم كثر من عادوا أدراجهم من التنفيذيين والدستوريين والقوى الرأسمالية والمواطنين دون أن يتاح لهم الدخول إلى داخل القاعة ، فيما ظل نفر من الصحافيين بين الإحتجاج والإنتظار وليس هنالك من مجيب! إلا أن العقاب كان الإنتظار حتى إنتهاء التوقيع ، بينما ظل الكثير من أهل الشرق يتحينون فرصة النظر من خلف زجاج الابواب المغلقة ليكونوا شهودا على توقيع هذه المشروعات المزمع تنفيذها في مناطقهم وبين اهليهم ، كانوا يتحينون الفرص للمشاهدة فرحين ومستبشرين بما قد تعود عليهم من فائدة للمنطقة وللسودان عامة . النائب الأول للرئيس خاطب حفل التوقيع بإرتياح باد وقال ان هذه إحدى سلسلة من العقود تم توقيعها بهذه القاعة وتؤكد مصداقية الدولة وصدق نوايا الشركاء المانحين لتنفيذ إتفاقية الشرق وتطوير ونمو شرق السودان ، مثمنا جهود دولة الكويت قائلا نحييها أميرا وحكومة وشعبا تحية مستحقة لهذا البلد الكويت صاحب اليد البيضاء على السودان وزاد وقد طوقتنا بأياديها البيضاء فى مواقع سابقة ،كما الشكر الخاص والمستحق أيضا للصندوق العربى الإقتصادى الإجتماعى ولكل المانحين والذين اكدوا بأن التعاون العربى مستمر لتحقيق الإكتفاء والنماء الإقتصادى والإجتماعى على مستوى الأمة العربية ولأهل السودان ،وأضاف النائب الأول أن توقيع هذه العقود تجئ فى وقت يشهد فيه السودان خريفا مبشرا وقد بدأت أمطاره تهطل خيرا وبركة للرعاة والزراع ولأهل السودان فى ريفهم وحضرهم ، وأكد طه بأن هذه المشروعات تجئ كذلك متزامنة مع دخول العام الرابع والعشرين لثورة الإنقاذ الوطنى ،مؤكدا إنها قوية وستبقى قوية وسيعود ريعها لعزة وكرامة شعب السودان لأنها جاءت من أجلهم لكل أهل السودان بريفه وحضره من أجل تماسك إجتماعى وعزة وكرامة أهله وبناء وتقدم دولته ،مبينا أنها مفردات إ ستراتيجية لتحقيق النهوض والنماء والإزدهار للسودان ،مؤكدا أن هذه المشروعات مكان التوقيع ستعود بردا وسلاما لأهل السودان عامة والشرق خاصة ،وقال إنها فتحت الباب واسعا للتنمية والخدمات . واستمر النائب الأول قائلا إن الجهود التى بذلت فى تنفيذ إتفاقية الشرق تؤكد أنها ملحمة وطنية فمهما حاول الناس من تشويش وتشويه لصورة السودان والزعم بعدم إستقراره ،فإنه واضح وضوح الشمس ولا يصح إلا الصحيح أن السودان ماض فى التنمية والمشروعات الخدمية ويتناغم صداها من مشروعات للطرق والمياه ومشروعات أخرى فى خزان الرصيرص وأعالى نهرى عطبرة وستيت لأجل نهضة زراعية لإدخال أكثر من (150) ألف فدان بالريف ضمن الدورة الزراعية للعام الجارى عبر مشروعات التمويل الأصغر عبر بنوك ومصارف السودان الوطنية لتعود على إنسان السودان بالخير والنماء ليفيض ويغمر جيرانه بإذن الله ، ليتناغم مع النداء ليصبح الباب مفتوحا أمام مئات الآلاف من المزارعين والرعاة لدخول أبواب الإنتاج لدعم الإقتصاد الوطنى السودانى تنفيذا للإجراءات الإقتصادية الأخيرة عبررفد خزينة الدولة بالموارد المالية من حصيلة الصادر حتى تساهم فى ميزان المدفوعات وسد الحاجة من النقد الأجنبى ، وأكد النائب الأول أن الإجراءات الإقتصادية حزمة واحدة محييا جهود وتفهم الشعب السودانى لها قائلا إن الله حبانا بشعب عميق الوعى ذي إحساس مرهف يستطيع أن يقول كلمته ويفرق تماما بين الحق والباطل ، واعدا الشعب السودانى لأن تكتمل أمامه كافة المعالجات الإقتصادية بما تعود عليه بالخير والبركة لمستقبل بلاده. من جانبه أكد المدير التنفيذى لصندوق اعادة بناء وتنمية الشرق المهندس ابوعبيده دج أن توقيع عقود المشروعات وقع لتنفيذها كل من المقاولين والاستشاريين السيد نوار احمد عبد العزيز والسيد محمد صفوان السلمى والمهندس احمد فؤاد عبدالعزيز واشرف صلاح والسيد اسماعيل ابو شورى إنابة عن شركاتهم العاملة والمؤهلة فى المجالات المختلفة ،وقد شملت عقود المشروعات التى تم التوقيع عليها طريق طوكر قرورة بطول (180) كيلومتر يربط البلاد بالجارة اريتريا ويخدم المنطقة الزراعية المتاخمة للمنطقة الساحلية وهى موعودة بتنمية كبيرة بعد انفاذ هذا الطريق ، طريق سمسم القضارف ام الخير بطول (141) كيلومتر، وطريق كسلا كركون مامان بطول (75) كيلومتر مكمل للطريق الموجود حاليا ويجرى العمل فيه وهو جزء لمسار طريق الخرطومبورتسودان عن طريق كسلا ومكمل لشمال كسلا ويصل الى منطقة تعدين الذهب وموعود بتنمية ضخمة ، مشاريع اخرى تشمل اربع محطات تحلية مياه بولاية البحر الاحمر وسدوداً حجرية بولاية القضارف و(19) بئر مياه جوفية كاملة بولاية كسلا بجانب انشاء جسر بكسلا على نهر القاش وجسر دولابياى على خور بركة وجسر سيدون على نهر عطبرة ،وكشف دج أن البداية لتنفيذ مشروعات العام الجارى 2012 قد بدأت بإعادة تأهيل مشروع حلفاالجديدة بتكلفة أكثر من (50) مليون دولار بتمويل من البنك الإسلامى بجدة ،كما تم الإتفاق مع جمهورية إيران لإنشاء (9) مصانع متوسطة السعة ،كما تم توقيع عقد مبدئى مع شركة الكوثر لإنشاء مصنع سكر فى حلفاالجديدة . اما مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد فقد قال إن هذا العمل جاء فى إطار تنفيذ إلتزامات المانحين التى تعهدوا بها فى مؤتمر المانحين الذى إحتضنته ورعته دولة الكويت عام 2010 ،مؤكداً أن اتفاقية سلام الشرق كانت نقلة نوعية فى مجال التنمية المتكاملة مشددا في ذات الوقت على ان الطريق ما زال طويلا حتى تتحقق آمال وتطلعات أهل الشرق . نقلا عن صحيفة الصحافة السودانية 3/7/2012م