خاص/سودان سفاري علي الرغم من كل الضجيج الذي ما فتئ بعض غلاة قادة الحركة الشعبية يثيرونه باستمرار، تارة بالحديث عن البترول و ضرورة فصل اقليمهم للاستفادة (وحدهم) منه تاركين الشمال بأسره بلا بترول كما قال بذلك القيادي البارز بالحركة وزير الخارجية دينق ألور من العاصمة الاثيوبية أسمرا، قبل أيام، وتارة بالحديث عن (طبخة) قِيل ان شريكهم المؤتمر الوطني قام بطبخها مع خصمهم اللدود المرشح الاوحد في مواجهة الفريق كير علي حكومة الجنوب الدكتور لام أكول، كما قال بذلك باقان أموم مقللاً من دعم المؤتمر الوطني لترشيح كير لرئاسة الجنوب، واحجام المؤتمر الوطني عن تسمية مرشحين منه لمنافسة الفريق كير، و تارة بالحديث عن تزوير الانتخابات كما ظل يقول باستمرار المرشح الرئاسي للحركة ياسر عرمان . علي الرغم من كل هذه الاتهامات، والدعايات السوداء والتشكيك في كل شئ بما في ذلك مفوضية الانتخابات فان الحركة الشعبية في (الواقع) تبدو أضعف من أي حزب سياسي موجود الآن في الساحة وان ترك لها الأمر فانها سوف تختار (استثناءها) من الاستحقاق الانتخابي المرتقب، وربما لهذا السبب قصدت الحركة ومع اقتراب عمليات الاقتراع أن تعيد اثارة موضوع الاحصاء السكاني، وكان واضحاً أنها لا تعني جدياً التمسك بهذا (الحبل الواهي الرهيف) ولكنها تريد أن (يتعطف) عليها شركائها في حكومة الوحدة الوطنية و يتلطفون معها فيما تواجهه من مصاعب جمة من المؤكد أنها امتحانها الذي لم تذاكر له علي الاطلاق وهي واثقه من الرسوب فيه . وما من شك أن الحركة وجدت شئياً مما أرادته بعد أن (أراقت ماء وجهها السياسي) فقد حصلت علي زيادة في مقاعد البرلمان وهي في كل الاحوال (هِبة و تبرع) سياسي جادَ بِه عليها الشركاء ، كما حصلت علي قدر لا بأس به من التطمينات و ليتها تطمئن الي أن الدكتور لام أكول مرشح من حزبه حزب التغيير الديمقراطي و لديه ناخبين داعمين له في الجنوب و في الشمال من الاخوة الجنوبيين، و المؤتمر الوطني لا شأن له به حتي يمنعه من الترشيح أو يدعمه للترشيح . و لعلنا هنا ومن وحي لقاء زعيم الحركة الفريق كير بالأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني في جوبا مؤخراً نستخلص أمراً جديراً بالانتباه وهو أن الحركة لا تخشي فقط الانتخابات ونتائجها الوخيمة ولكنها تخشي من أن يظهر وزنها السياسي الحقيقي في ظل غياب أي دعم غربي خارجي خاصة من واشنطن للحركة ؛ فالاخيرة عقدت جلسات و جلسات في اطارات ضيقه بشأن إقرار استراتيجية تجاه السودان والانتخابات ومن ثم الاستفتاء ولكنها - نظراً لتعقد الحسابات- لم تخرج بنتيجة، و يبدو أن أصدقاء الحركة في الغرب (نصحوها) بالاستمساك بشركائها فهي لم تقدم في الأمس شئياً والصناديق لا ترحم، و قد تجد نفسها خارج اطار اللعبة و لهذا حرصت علي هذا النصح الذي جاءها متأخراً، و أظهرها بمظهر الذي يطالب (بكشف ورقة الامتحان) قبل موعد الامتحان عسي و لعل!