اقتحمت مجموعة من جنود الاحتلال وحاخامته أمس، المسجد الأقصى ودنسته، في رابع أيام شهر رمضان الفضيل، تزامنا مع الإعلان عن هدم 8 قرى فلسطينية في جنوب جبل الخليل لتحويلها إلى معسكر تدريب إسرائيلي، وبالتزامن ايضا مع سلسلة اقتحامات للاحتلال ومستوطنيه في بلدة سلوان والخليل وبيت لحم الأغوار، نجم عنها اعتقال عدد من الفتية الفلسطينيين وتدمير أراض زراعية فلسطينية. وذكرت مصادر فلسطينية أن مجموعات من اليهود المتطرفين، يزيد عددها عن الأربعين عنصرا، اقتحمت أمس المسجد الأقصى فيما كان يتقدمها حاخامات تولت الشرح للمتطرفين عن الرواية التلمودية والهيكل المزعوم. وذكر عدد من حراس المسجد الأقصى أن دفعة من جنود الاحتلال، من كلا الجنسين، يرتدون زيهم العسكري اقتحموا أيضا المسجد من بوابة المغاربة، وتجولوا في باحاته ومرافقه. تزامن ذلك مع تواجد أعداد كبيرة من المصلين في المسجد الأقصى والعشرات من طلبة الدروس العلمية. يذكر أن الجماعات اليهودية تنشط هذه الأيام في توجيه الدعوات لأنصارها للمشاركة في «اجتياح» المسجد الأقصى في التاسع والعشرين من يوليو الجاري، بمناسبة ما أسمته «ذكرى خراب الهيكل» الذي يقترب موعده، في ظل تصاعد نداءات القيادات الدينية والوطنية في القدس للفلسطينيين بضرورة التواجد المكثف وشد الرحال الى المسجد الاقصى لإحباط مخططات الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة. هدم قرى وإمعانا في تهويد واستيطان الارض الفلسطينية، قرر وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك هدم 8 قرى فلسطينية في جنوب جبل الخليل جنوب الضفة، من أجل تحويلها وأراضيها إلى منطقة تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» أمس أن النيابة العامة الإسرائيلية أبلغت المحكمة العليا باسم وزارة الحرب أول من أمس بأن باراك قرّر هدم القرى الثماني «بسبب أهميتها لتدريبات الجيش الإسرائيلي». وأضافت الصحيفة إنه وفقاً لقرار باراك، فإن سكان القرى الثمانية سينتقلون للسكن في بلدة يطا والقرى القريبة منها بعد أن ادعت النيابة العامة استناداً إلى معلومات زودها بها 3 عملاء فلسطينيين، لم يتم ذكر هويتهم، مفادها أن لغالبية سكان القرى الثماني توجد بيوت في يطا ومنطقتها. ووفقا لبلاغ النيابة، فإنه سيسمح لسكان القرى المهددة بالهدم زراعة أراضيهم ورعي مواشيهم عندما لا يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات، أي في نهاية الأسبوع وإجازات الأعياد اليهودية، وفي فترتين أخريين مدة كل واحدة شهر واحد خلال العام. والقرى الثماني التي قرر باراك هدمها هي: مجاز وتبان وصفاي وفحيت وحلاوة والمركز وجنبة وخروبة، ويبلغ عدد سكانها 1500 نسمة. اقتحامات في موازاة ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال، ترافقها مجموعات من المخابرات الاسرائيلية، فجر أمس بلدة سلوان جنوب «الأقصى»، وشرعت بحملة مداهمة وتفتيش لأحياء ومنازل البلدة، واعتقلت مجموعة من الفتية المقدسيين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وفي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، اقتحم مستوطنون أراضي زراعية فلسطينية وقاموا بتدمير عشرات الأشجار المثمرة، وشقوا طريقا وحفروا خندقا في الأراضي على طول 30 مترا، ما أدى إلى إتلاف 50 شجرة عنب مثمرة. كذلك، اقتحم مستوطنو مستوطنة سوسيا المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق يطا جنوب الخليل، تحت حماية جنود الاحتلال، أمس الأراضي المحاذية للمستوطنة، واستولوا على 5 دونمات. كما استولى المستوطنون على عشرات الدونمات في منطقة الاغوار شرق طوباس. وأكد رئيس مجلس محلي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة ان «مستوطنين شرعوا بزراعة أراض كانت تستخدم لفترة كمرابض للدبابات خلال إجراء جيش الاحتلال مناوراته العسكرية»، مشيرا إلى ان مساحة الأرض التي تم الاستيلاء عليها تتجاوز الخمسين دونما. حملة أطلق ملتقى القدس الثقافي حملة تحت شعار «انا أردني الأقصى مسؤوليتي ولن تقتحموه»، بهدف التضامن مع المسجد الأقصى المبارك ومنع الاقتحام الذي دعت إليه حركة امناء الهيكل الصهيونية. وتعقد نقابة المهندسين، بمشاركة خطيب المسجد الأقصى المبارك د. عكرمة صبري إضافة لعدد من الشخصيات الوطنية، مؤتمرا صحافيا اليوم (الثلاثاء) للحديث حول هذه التهديدات. وانطلقت حملة ملتقى القدس مع بداية شهر رمضان، وتأتي بالتزامن مع دعوات صهيونية مكثفة للحشد لاقتحام المسجد الأقصى في التاسع والعشرين من الشهر الجاري بناء على التقرير الذي قدّمه مكتب المراقب العام في كيان الاحتلال ميكا ليندنستراوس إلى لجنة الرقابة في برلمان الاحتلال (الكنيست) حول إمكانية إخضاع المسجد الأقصى للسيادة الإسرائيلية، وبالتالي اعتبار الأقصى جزءا من ارض إسرائيل. وتأتي الحملة للتأكيد على إسلامية المسجد الأقصى المتمثلة بإدارة اوقاف القدس التابعة للحكومة الأردنية، ولدعوة الجميع بإعلان شهر رمضان شهراً للتضامن مع المسجد الأقصى المبارك. المصدر البيان 24/7/2012