تصريحات القيادي بالتيار العام بحزب الأمة آدم موسي مادبو التي جزم خلافها بعدم أحقية الأمام الصادق المهدي بترشحه لرئاسة حزب الأمة الذي قاده طيلة الأربعة وأربعين عاماً الماضية عقب تعديل دستور الحزب وان يتولي قيادة الحزب شخص آخر يختاره المؤتمر العام، هذه التصريحات وصفت من قبل نخبة من السياسيين ب(تصريحات تصفية الحسابات والضغائن). حديث مادبو كشف خلاله عن عدم وجود تنسيق بين التيار والإصلاح والتجديد لإبعاد الأمام الصادق من رئاسة الحزب لا سيما عدم تولي أي قيادي بالتيار العام منصباً قيادياً في مؤسسة الرئاسة، مؤكداً أن الغالبية في الحزب يطالبون بإجراء تعديل في دستور الحزب، ويبقي السؤال حول أسباب أجماع آراء أعضاء حزب الأمة علي عدم ترشح الأمام الصادق المهدي لقيادة الحزب من جديد خاصة وان صورة الحزب ارتبطت بالإمام إلي حد كبير. فترة عصيبة انشغل أعضاء حزب الأمة طيلة يوم أمس باجتماعات مكثفة لأسباب غير معروفة ولكن الشارع السياسي أشار الي وجود انشقاقات كبيرة داخل الحزب خاصة عقب رفض تعيين إسماعيل ادم نائباً للامين العام ضمن الأسماء التي أودعها الأمين العام د. ابراهيم الأمين في المقابل كشف العضو بحزب الأمة القومي محمد عادل في حديثه ل(الأهرام اليوم) عن فترة عصيبة يمر بها حزب الأمة القومي في الوقت الراهن نافياً توحد أعضاء الحزب وإجماعهم علي رأي واحد ووصف الأمر بالمخيف خاصة في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الراهن، وأكد عادل ان دستور حزب الأمة لا يسمح للإمام الصادق المهدي بالترشح لرئاسة الحزب من جديد إلا في حال تعديل الحزب باعتبار ان دستور الحزب للعام 2003م ينص بالترشح لدورتين ترشح خلالهما الإمام الصادق. مشيراً إلي أن تصريحات مادبو بعدم وجود تنسيق بين تيارات الحزب صحيحة وأبان محمد عادل في حديثه ان حزب الآمة القومي وشبابه وقياداته وتاريخه يحفظ للإمام الصادق المهدي مواقفه وقيادته للحزب في ظل ظروف عصيبة خلال السنوات الماضية مؤكداً أن حزب الأمة غير مرتبط بشخص معين وبه من القيادات المؤهلة القادرة علي قيادة الحزب، مؤكداً أن المؤتمر العام للحزب في ابريل من العام القادم ستتخلله منافسة محمومة لقيادة الأمة، نافياً ان تكون تصريحات (مادبو) ناتجة عن تصفية حسابات قديمة داخل الحزب الأمة وهو حزب ديمقراطي به مؤسسات وأجهزة دستورية ولوائح تنظم أعماله. مؤكداً علي ضرورة أحداث تغيير في الحزب في ظل التغيرات التي شهدتها البلاد، وكشف عادل عن رفض شريحة كبيرة للحوار بين حزبي الأمة والوطني في الوقت الراهن معللاً ذلك بضرورة إطلاق سراح معتقلي أبناء الحزب الأمة ومن ثم التفاوض من جديد بين الحزبين. تصفية حسابات الخبير السياسي د. صفوت فانوس شكك في ان يقيد دستور أي حزب سياسي انتخاب رئيسه من جديد وإلا ما ترأس الإمام الصادق المهدي الحزب طيلة هذه السنوات وقال ل(الأهرام اليوم) ان تصريحات قيادات الأمة التي تؤكد عدم إمكانية ترشح المهدي لرئاسة الحزب من جديد بأنها ناتجة عن خلافات داخل الحزب خاصة وان مادبو ومجموعته عرفوا بمعارضتهم للإمام الصادق المهدي لاحتكاره وأبنائه للمناصب العليا في الحزب، وأبان فانوس ان لا احد يمكنه قيادة حزب الأمة إلا الأمام الصادق المهدي لارتباط الحزب به ولقيادته الروحية لطائفة الأنصار مما يتيح له الاستمرارية لرئاسة الحزب من جديد، وعلل فانوس اعتراض طائفة من حزب الأمة بإدارة الحوار مع المؤتمر الوطني بأنه مرتبط بمشاركة حزب الأمة في الحكومة العريضة التي كانت محل جدل ونزاع، مبيناً أن رئيس حزب الأمة الأمام الصادق المهدي والأمين العام ابراهيم الأمين دايماً ما يميلان للحوار مع المؤتمر الوطني علي الرغم من ان موقف الحزب في الآونة الأخيرة أصبح يميل كثيراً للمعارضة. بينما قال المحلل السياسي د. أسامة بابكر ان الخلافات الناشبة داخل حزب الأمة ما هي إلا (تصفية حسابات وغبائن قديمة) مؤكداً ان حزب الأمة مهدد بالانقسامات الداخلية وتولد كيانات معادية داخل الحزب وعزل قيادات فيه وهذا من واقع التصريحات التي باتت تشكل خارطة الحزب في مقبل الأيام القادمة، وتوقع بابكر حدوث (انفجار) داخل الحزب بسبب كثرة الخلافات خاصة علي قيادة الحزب، وأشار بابكر إلي أن الأحزاب السياسية في دول العام النامية أحزاب تقليدية مؤكداً أنه غير مسموح لأي شخص ان يتقلد منصب رئيس حزب الأمة غير الأمام الصادق المهدي، وِأشار إلي ان سبب رفض عدد من أعضاء الأمة لإدارة حوار مع الوطني يعود الي أسباب تاريخية وحزبية بحتة إلا أن الأمام الصادق المهدي شخصية سياسية ذكية تعرف مصالحها تماماً وإدارة الحوار مع الأحزاب في الوقت المناسب. نقلا عن صحيفة الأهرام السودانية 26/7/2012م