تحت شعار استعراض الماضي وفتح آفاق جديدة للشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية عقدت في بكينالدورة الخامسةللاجتماع الوزاري لمنتدي التعاون الصيني الإفريقي فى النصف الثاني من الشهر الجاري بمشاركة مصر و50 دولة أفريقية؟ فما هي النتائج التي أسفرت عنها هذه الدورة للمنتدي الذي تأسس عام2000 ؟ القراءة الأولي لما أسفرت عنه الاجتماعات تشير إلي نجاح الصين وأفريقيا في تنفيذ معظم ما تم الإتفاق عليه من اهداف ومبادرات خاصة في مجالات تدريب وتنمية الموارد البشرية, وتوفير القروض الميسرة من الصين للدول الأفريقية, إقامة مراكز تدريب ونقل التكنولوجيا, وتوفير تسهيلات ومساعدات صينية في مجالات الزراعة والصحة والتعليم فضلا عن رفع مستويات التنسيق بين أفريقيا والصين في المحافل الدولية, وتكثيف الزيارات الثنائية رفيعة المستوي وتحفيز الشركات الصينية الأفريقية علي الاستثمار المباشر لدي كل جانب ودعم الصادرات الأفريقية علي النفاذ إلي الأسواق الصينية. وبحسب تعليق وزيرالخارجية محمد كامل عمرو الذي رأس وفد مصر إنعكس النجاح في تنفيذ خطة عمل شرم الشيخ علي حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا خلال السنوات الأخيرة, ففي عام2011 بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين مايزيد علي160 مليار دولار, بينما وصل الاستثمار الصينيالمباشر في أفريقيا إلي14 مليار دولار مقابل13 مليار دولار استثمارات أفريقية مباشرة بزيادة سنوية تقدر بنحو10% بينما أصبحت الصين الآن هي أكبر شريك تجاري لأفريقيا. الرئيس محمد مرسيوجه رسالة للإجتماع الذي حضره الرئيس الصيني هو جنتاو, أكد فيها علي الأهمية التي بات يحظي بها منتدي التعاون بين الصين وأفريقيا بوصفه أداة فعالة لتعزيز العلاقات الصينية/الأفريقية وتدعيم الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين, مستعرضا الجهود التي بذلها الجانبان الصيني والأفريقي منذ المؤتمر الوزاري الأخير للمنتدي الذي عقد عام2009 بشرم الشيخ لبناء شراكة جديدة تقوم علي المساواة والثقة والتعاون الاقتصادي المتكافئ, مبرزا دور مصر بوصفها الرئيس المشارك لهذا المنتدي في التحضير لهذا المؤتمر وفي تعزيز دور المنتدي علي مدي الست سنوات الماضية. من جهة أخري تعهد الرئيس الصيني هوجنتاو بالعديد من الإجراءات الجديدة التي ستتخذها الحكومة الصينية لدعم السلام والتنمية في أفريقيا ودفععلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية من نوع جديد الرئيس هو جنتاو لفت خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدي- إنه بالمقارنة مع ما كان عليه قبل6 سنوات, شهدت الأوضاع الدولية تغيرات كبيرة. وحققت الدول الإفريقية إنجازات مرموقة في تدعيم السلام والتنمية في إفريقيا. في نفس الوقت, ما زالت إفريقيا تواجه تحديات صعبة في طريقها إلي التنمية والنهضة, فيتعين علي المجتمع الدولي مواصلة زيادة الاهتمام بقضايا السلام والتنمية في إفريقيا, ومساعدتها علي تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن. الرئيس هو جنتاو شدد علي أن مصائر الصين وإفريقيا تترابط ترابطا وثيقا, وظل الشعب الصيني والشعوب الإفريقية يتبادلان الدعم والتأييد علي أساس الصداقة المخلصة والمساواة والتنمية المشتركة. وقد أعلن هوجنتناو أن الحكومة الصينية ستتخذ إجراءات في خمسة مجالات ذات أولوية لتدعيم السلام والتنمية في إفريقيا ودفع الشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية من نوع جديد إلي الأمام.. منها توسيع التعاون في مجالات الاستثمار والتمويل, لمساعدة إفريقيا علي تحقيق التنمية المستدامة. وقال إن الصين ستوفر قروضا قدرها20 مليار دولار للدول الإفريقية, لتطوير قطاعات البنية التحتية والزراعة والتصنيع والشركات الصغيرة والمتوسطة في إفريقيا. و مواصلة زيادة المساعدات لإفريقيا, بما يجعل الشعوب الإفريقية تستفيد من ثمار التنمية. والعمل علي زيادة عدد المراكز النموذجية للتكنولوجيا الزراعية في إفريقيا, وتدريب30 ألف إفريقي في التخصصات المختلفة, وتوفير18 ألف منحة دراسية حكومية, وإرسال1500 طبيب إلي بعثاتها الطبية في إفريقية, ومساعدة الدول الإفريقية في بناء البنية التحتية للأرصاد الجوية وحماية وإدارة الغابات, و دعم عملية التكامل الإفريقي لمساعدة القارة علي رفع قدرتها التنموية. من جهة أخري قال الوزير محمد عمرو إن منتدي التعاون الصيني الإفريقي منبر مهم وآلية فعالة لإجراء الحوار الجماعي التعاون العملي بين الصين وإفريقيا, وقد حقق إنجازات مثمرة وعاد بفوائد كبيرة علي الشعوب الإفريقية والشعب الصيني. في ختام المؤتمر الوزاري صدرت وثيقتان هما إعلان وخطة عمل بكين للفترة من2013 إلي2015 تحت شعار البناء علي ما تحقق وتوسيع آفاق النموذج الجديد للشراكة الاستراتيجية بين الصين وأفريقيا تضمنت حزمة الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس هوجينتاو وتخصيص20 مليار دولار كقروض ميسرة للجانب الأفريقي. بانتهاء المؤتمر تسلمت جنوب أفريقيا الرئاسة المشتركة للمنتدي المقرر أن تستضيف مؤتمره الوزاري السادس عام.2015 كان واضحا خلال المؤتمر الحرص الصيني المتزايد علي إثبات خطأ الانتقادات للصين بأنها تمارس نوعا من الاستعمار الاقتصادي الجديد تجاه أفريقيا, حيث حرص الجانب الصيني علي التأكيد علي أن ما يقدمه لإفريقيا بهدف لدعم التنمية المستدامة لدول القارة في إطار مبدأ تبادل المصالح والتشارك في المنفعة دون جور أحد علي الآخر, وفي نفس الوقت حرصت الوفود الأفريقية والصين علي الإشارة الإيجابية إلي عدم وجود شروط سياسية في المساعدات الصينية المقدمة إلي أفريقيا, فضلا عن التقدير للمبدأ الذي التزمت به الصين بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأفريقية أو غيرها. فريق الصحفيين الأفارقة كان من اللافت للنظر قيام وزارة الخارجية الصينية بدعوة عدد من الصحفيين الأفارقة يمثلون17 دولة أفريقية من بينها مصر لزيارة المدن الصينية والشركات الكبري وحقول الأرز وشركات البترول ومحطة التليفزيون الرئيسيةcctv وهيئات تكنولوجية ومعلومات ومحمول والإطلاع علي التجربة الصينية المتقدمة في هذه النظم. يؤكد المسئولون الصينيون أن بلدهم دولة نامية ربما تواضعا منهم إزاء ما تحقق علي مدي الثلاثين عاما الأخيرة من تقدم اقتصادي وتجاري جعل الصين تتربع علي عرش القوي العظمي الآن. المثير في الأمر أن المسئولين الصينيين في كل أحاديثهم يبدون استعدادا وتصميما علي التعاون مع الدول الأفريقية والاستفادة من تجربة بلادهم دون انتظار لمقابل كما يحدث من جانب الدول الغربية.. فهل نطلب الخبرة الصينية.. لعل وعسي.. هم ينتظرون.