أوصى الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة الاسلامية في مكةالمكرمة مساء أمس بتعليق عضوية سوريا في المنظمة،وهو إجراء رفضته ايران. وردا على سؤال للصحفيين حول ما اذا كان اجتماع وزراء خارجية الدول ال57 الأعضاء في المنظمة الذي عقد في مدينة جدة السعودية قد أوصى بتعليق عضوية سوريا، قال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي "نعم". واضاف "تم اعتماد مشروع القرار بالتوافق بالأغلبية المطلقة" للمشاركين في الاجتماع،لافتا الى انه "سوف يتم البت في هذا القرار من قبل القادة" في القمة. وهدف الاجتماع الوزاري الى التحضير للقمة التي تعقد اليوم في مكةالمكرمة بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يسعى الى ضمان دعم العالم العربي والاسلامي للحركة الاحتجاجية في سوريا. لكن الازمة السورية تثير انقساما حادا بين الدول الاسلامية. وكان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي اعلن بعد الظهر معارضة بلاده لتعليق عضوية سوريا، وقال "أرفض بوضوح تعليق عضوية أي بلد". واضاف "تعليق عضوية بلد لا يعني التوجه نحو حل للمشكلة"، معتبرا أن "على دول منظمة التعاون الاسلامي ان توحد جهودها لمعالجة المشكلة في شكل يساهم في السلام والامن والاستقرار في المنطقة". بدورها، تحفظت الجزائر عن تعليق عضوية سوريا وفق مصادر مطلعة. وكان أوغلي قال في مستهل اجتماع وزراء خارجية دول المنظمة ان "سوريا دخلت في نفق مظلم لا تعرف نهايته". واضاف "أن هذا ما يمكن اعتباره نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب، وتطلعاته المشروعة" محذرا من "انه يجب على الجميع في سوريا أن يعرف أن سياسة الارض المحروقة لم تكن يوما ضمانة استقرار، أو صمام أمان". من جهته قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب وزير الخارجية الامير عبد العزيز بن عبدالله بن عبد العزيز "استشرت الفتن وبات التشدد والانشقاق والانقسام والتناحر يهدد كيان الأمة الاسلامية ووصل للاسف الشديد لحد العداء والتناحر في ما بين المسلمين أنفسهم"، مشددا على ان "هذا الواقع المرير يفتح المجال لإضعاف أمتنا الاسلامية ويعطي مبررا للتدخل في شؤونها". ودعا الوزير الدول ال57 الاعضاء في المنظمة الى "الوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الجسيمة بما في ذلك نبذ التطرف والتعصب والعنف والخروج عن إجماع الأمة" داعيا الى "انتهاج مبدأ الوسطية". واضافة الى الأزمة السورية، ستكون القمة مناسبة للتطرق الى عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية ووضع اقلية الروهينجيا المسلمة في بورما. واعلن اوغلي مساعدة انسانية بقيمة 30 مليون دولار لأقلية الروهينجيا. إلى ذلك يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اليوم في مكةالمكرمة قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية التي يحضرها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وأمير دولة الكويت صباح الأحمد جابر الصباح والرئيس المصري محمد مرسي مع الدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ستتصدر الأزمة السورية مباحثات القمة. وفي قلب العالم الإسلامي يجتمع زعماءُ الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بمكةالمكرمة في قمة استثنائية في ملفاتها وتوقيتها. ويتوقع أن تصدر عن قمةُ التضامن الإسلامي دعوة سعودية لحقن الدماء في سوريا وتُجيز انتقالاً سلمياً للسلطة فيها وتشكيلِ حكومةٍ وطنية، وهي القراراتُ التي تبناها وزراءُ خارجية مجلس التعاون الخليجي ودعمتها الجامعة العربية لتكون الان مدعومة من قبل الدول الاسلامية. وأبان الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية السعودي، أن دعوة خادم الحرمين لقمة مكة تهدف للوقوف أمام الفتن والتطرف، مشدداً على أن القمة الإسلامية ستبحث القضايا المطروحة بكل شفافية، وأن الدول الإسلامية تحتاج للوقوف صفاً واحداً أمام التحديات. المصدر: الراية القطرية 14/8/2012م