حينما احتلت حركة التمرد توريت محاولة تحسين موقفها التفاوضي في العام 2003م واضطرت الحكومة لسحب وفدها التفاوضي حتي تعود توريت قلت لمن حولي أن احتلال توريت كان لابد ان يتم لان مهرها رجال صدقوا ما عاهدوا عليه الله وكان في مقدمتهم الشهيد محمد عبد الله خلف الله (اربكان) الذي مضي في معارك استرداد توريت ليلحق برفاقه علي عبد الفتاح وهشام عبد الله. ومثلما مضي الشهيد محمد عبد الله خلف الله الي الله كان لابد ان تمضي ثلة طائرة تلودي بعد أن أدوا أماناتهم كما يجب أن تؤدي وكل من نعرفه من هؤلاء كان يعيش بأخلاق الشهداء وكل من لم نعرفه منهم قال عنه من يعرفوه انه من طينة هؤلاء. والشهيد محمد الحسن الجعفري نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم والمعتمد برئاسة الولاية كان من هؤلاء منذ نعومة أظافره عاش من اجل الآخرين حتي اصطفاه الله وهو في كل موقع تقلده ذكري طيبة عاش بين فقراء امبدة وشرق النيل وظل حتي قبل ساعات من استشهاده يذكر أخوته بهم وقد بذلك معتمد شرق النيل الحالي الدكتور عمار حامد سليمان. ومثل الجعفري كان الشهيد عبد الحي الربيع الذي يعرفه كل اهل السودان بابتسامته الوضيئة وصوته الجهور نذر عبد الحي نفسه كأحد أفراد كتيبة الإعلام الرسالي أينما كانت المصاعب كان عبد الحي رافقته الي هجليج بعد تحريرها فكان يتخير الزوايا لينقل المشهد كما هو وحينما يتحرك الوفد كان يختار مؤخرة السيارة رغم الغبار والأتربة ووعورة الطريق. ومن بين الأقمار التي اصطفاها الله الي جواره الشهيد مكي بلايل والذي رغم خلافه الشهير مع أخوانه في المؤتمر الوطني الا انه ظل متمسكاً بمبادئه لم تزحزحه عنها نوائب الدهر أو فتن الدنيا ظل مكي وفياً لفكرته وقضيته وأهله لم تجرفه تيارات الجهة أو القبيلة أينما وجد الحق سار في طريقه حتي اختاره الله مع كوكبة شهدا طائرة تلودي وهم خيار من خيار نسأل الله أن يبارك في ذريتهم ويحفظ أهلهم وان تكون دماؤهم الطاهرة مهراً للسلام. نقلا عن صحيفة الوفاق23/8/2012