أكد حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان إن إعلان حزب الأمة القومي واعترافه ومباركته بتفويض د. مريم الصادق المهدي وتبنيه لما وقعته من مذكرة التفاهم مع حركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي يلزم الحزب بتقديم اعتذار فوري وسريع لجميع أهل إقليم دارفور بمكوناته المختلفة باعتبارهم اكبر المتضررين من ممارسات هذه الحركة التي تقوم علي النهب والسلب والاغتصاب والحرق والدمار وترهيب المواطنين في إقليم دارفور. ومن المعروف عن مناوي انه اشتهر بفساده المالي وسط القيادات السياسية والعسكرية العليا لحركة تحرير السودان وقامت بتجميد عضويته نظراً الي تلاعبه بأموال الحركة لمصلحته الشخصية، وأقرت الحركة بتلقيها أموالاً طائلة من الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة الجنوب بلغت نحو ثمانية مليارات دولار استولي عليها مناوي وذلك طيلة وجوده بالقصر كبيراً لمساعدي الرئيس السوداني عمر البشير وحتي بداية عام 2010م، وبعدها غادر مناوي الي الفاشر وبعد ذلك الي جوبا عاصمة جنوب السودان تسلم الأموال واقر مناوي عن تسلمه مبلغ وقدره مليون ونصف مليون دولار من الحركة الشعبية في احدي المناسبات والباقي ذهب الي جيب مناوي عدا خمسين ألف دولار ذهبت الي خزانة الحركة، وذلك لتنفيذ مخططها في زعزعت امن واستقرار أهل دارفور. وقد نفذ مناوي عدد كبير من التصفيات في حق كثير من أهل حراسه بسبب رفضهم الانضمام إليه وتم تصفيتهم بدم بارد هذا مما جعل مناوي هدف كثير من حراسه لتصفيته ثم إطلاق أعيره نارية عليه لدي تفقده لمعسكرات التدريب الخاصة بفصيله من قبل أفراد الحراسات التابعة له. ونعود الي بادي حديثنا عن اتفاق وتوقيع مذكرة التفاهم التي تمت بين إبنة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ومناوي بالعاصمة اليوغندية كمبالا مطلع أغسطس الجاري، وكان ابرز بنودها الاتفاق علي فترة انتقالية بإقرار خصوصيات الإقليم التي تأثرت بالحروب بما فيها دارفور، وجبال النوبة، وولاية النيل الأزرق وشرق السودان بجانب إجراء انتخابات عامة علي المستويات كافة في نهاية الفترة الانتقالية. واتفاق مريم ومناوي وصفه المراقبون بأنه مسعى حزب الأمة للقفز من الاتفاق الإطاري الذي وقعه مع حزب المؤتمر الوطني بغرض إقامة شراكة سياسية وإستراتيجية بين الحزبين استحال تطبيقها عقب خطوة حزب الأمة المفاجئة وبتوقيع مذكرة التفاهم مع مثل هذه الحركة المسلحة والتي أثارت حفيظة أهل دارفور باعتبار أن المذكرة تمت بين حزب سياسي وحركة مسلحة متمردة علي الدولة وعلي أهل الإقليم. ويرى حزب الأمة القومي أن الذي حدث في مذكرة التفاهم بقيادة مريم الصادق وحركة تحرير السودان بالتواصل بين القوي السياسية الموجودة في الساحة والقوي العسكرية حيث يعمل كلاهما علي أحداث تغيير ويري الحزب إن هذه نقطة مشتركة تجمع بين حزب الأمة وحركة تحرير السودان فالهدف في زعمهم جاء حتي يشارك الحركات المسلحة في المؤتمر السلمي لحزب الأمة القومي ومن اجل التفاهم حول الدستور والقضايا المتبقية، وان ما تم ليس اتفاق ولكنه فقط مجرد مذكرة تفاهم . ومن جانبه أعلن تحالف حركات وأحزاب دارفور الموقعة علي السلام رفضه للاتفاق الذي وقع بين حزب الأمة القومي وحركة جيش تحرير السودان، ووجه الناطق الرسمي بإسم التحالف هاشم عثمان في تصريحات صحفية له انتقادات شديدة اللهجة لحزب الأمة ونهجه غير الواضح وسعيه لمحاباة المتمردين، مؤكداً أن حزب الأمة القومي فاقد للبوصلة السياسية ويسعي لتمرير أجندة تنظيمية خاصة به عبر الحركات المسلحة والمتمردة بإقليم دارفور وان فصائل تحالف الجبهة الثورية لن تستفيد من حزب الأمة ولن يقدم لها إضافة إيجابية علي أي مستوي. وعلي حزب الأمة أن يعتذر لأهل دارفور الذين يتضررون من حركة مناوي أكثر من باقي أهل السودان، وكان الأجدر بحزب الأمة أن يكون له موقف يتشابه مع تقاليد الشعب السوداني ومع قضاياه الأساسية.