أشاد الرئيس السوداني المشير عمر حسن أحمد البشير بالخطوة الجريئة والشجاعة التي اتخذها الرئيس التشادي إدريس دبي بزيارته للسودان من أجل إعادة العلاقات مع تشاد إلي وضعها الطبيعي. وقال البشير في كلمته أمام الحشد الجماهيري الذي أقيم أمس بالخرطوم بمناسبة زيارة الرئيس التشادي أن زيارة دبي للخرطوم كانت مفاجأة سارة ولكن غير مستغربة منه وانه حريص علي إعادة السلام والوئام وإزالة التوتر الذي شاب علاقات البلدين في السنوات الأخيرة. وأكد الرئيس السودان أن لا وجد لأي خلاف حدودي أو تاريخي بين السودان وتشاد ولم تجر حرب مباشرة بين جيشي البلدين وان سبب الخلافات كان دائما تثيره المعارضات المسلحة في كلا البلدين. وقال البشير أن العديد من الوساطات قد جرت من أجل الصلح بين تشاد والسودان ، وأضاف "لكننا في النهاية أدركنا أن قوة ومتانة الروابط التي تجمعنا لاتحتاج إلي وسيط لأنه لن يكون اكثر جدية وحرصا وأكثر فهما لطبيعة العلاقات بين البلدين منا نحن". وأضاف البشير" نحن قلبنا الصفحة تماما ، ومنذ اليوم ستكون معركتنا المشتركة هي تحقيق السلام والأمن والاستقرار وقد اتفقنا علي عمل مشروع مشترك لتنمية المناطق الحدودية بين البلدين لأننا قررنا أن تكون الحدود لتبادل المنافع والعلاقات الاجتماعية ولن تكون حدودا لعبور السلاح نحن نريد أن نعوض أهلنا وشعبينا كل ما فقده في الفترة الماضية". واكد البشير انه وشقيقه الرئيس دبي قررا وضع أيديهما في ايدي بعض وان تجري بينهما إتصالات مباشرة وشخصية لمنع أي توترات بين البلدين وللوقوف في وجه الأعداء الذين لن تعجبهم هذه الخطوة وسيسعون مرة أخري لتخريب العلاقات بين البلدين. واشاد الرئيس السوداني بالدور الكبير للزعيم الليبي معمر القذافي والملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السنغالي عبد الله واد والرئيس المصري حسني مبارك في تعزيز الجهود من أجل تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد فضلاً عن الجهود الرامية لدفع العملية السلمية في دارفور ، مشيرا إلي دور دولة قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في إحلال السلام في دارفور وجهودهم في دفع عملية التفاوض بالدوحة وأضاف البشير "لقد إتفقنا مع الرئيس دبي علي دعم عملية المفاوضات الجارية بالدوحة حتي تكلل بالنجاح المطلوب". من جانبه أكد الرئيس دبي ضرورة توفر الإرادة السياسية الجادة لحلحلة أي مشكلة تطرأ في علاقات البلدين مبينا ان البلدين لديهما هذه الإرادة للمضي قدما في مسيرة تطبيع العلاقات بين الخرطوم وأنجمينا ، مشيرا إلي الاستقبال الأخوي الذي حظيت به زيارته للسودان مبينا ان ذلك ليس غريبا علي الشعب السوداني الذي تربطه وشائج القربى والجوار مع الشعب التشادي . وأعرب ديبي عن أمله في التسريع بدفع العملية السلمية في دارفور وأضاف " أتمني أن تحل مشكلة دارفور عبر التفاوض تحت رعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ، مؤكدا دعم بلاده لهذه الجهود حتي يعود الأمن والاستقرار في دارفور والمنطقة الحدودية المشتركة ، وكشف الرئيس التشادي عن دعوة رسمية قدمها للمشير عمر البشير رئيس الجمهورية لزيارة تشاد. وعلي صعيد آخر التقي الرئيس السوداني المشير عمر البشير ، الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والوفد المرافق له من مركز كارتر والذي وصل السودان مؤخراً في زيارة تستغرق أربعة أيام يقف خلالها علي العملية الإنتخابية ويزور المشاريع التابعة للمركز في السودان. وقال كارتر في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء أن الحديث مع الرئيس السوداني تناول شأن الإنتخابات المقرر لها ابريل القادم ، والتي يشارك فيها المركز كمراقب في العمليات الإنتخابية مشيرا إلي أن اللقاء مع البشير يأتي كأحد المرشحين في هذه الانتخابات. واستعرض كارتر جهود المركز في دعم الإنتخابات وقال ان المركز سبق له أن قام بدعم الإحصاء السكاني في السودان وأضاف أنهم في المركز تلقوا تأكيداً من الرئيس السوداني والوزراء حول تأمين العملية الإنتخابية وعمل المراقبين.