تنامت الأصوات الداخلية المنادية بضرورة أن يقوم السودان بالدخول في تحالفات عسكرية مع بعض مراكز القوى المؤثرة في العالم وعلى رأسها الصين وإيرانوروسيا وذلك على خلفية تكرر الاستباحة الإسرائيلية للأجواء. وللاستقراء السليم لتلك الآراء ومآلاتها استطلعت (أخبار اليوم) اثنين من الخبراء الاستراتيجيين بحكم رؤاهما التخصصية فوضعنا سؤالنا أولاً أمام اللواء الركن ((م)) حسين حامد، الخبير الاستراتيجي الوطني، والذي استبعد بدوره إمكانية دخول السودان في أي نوع من مثل هذه المغامرات خلال ألمدي الزمني المنظور من منطلق أن هذه الدول الثلاث لن تغامر بمصالحها مع الغرب أو تقاطعات السياسة الدولية، برغم أن إسرائيل تتهم السودان صراحة كما قال بتولي مهمة توفير الأسلحة الهجومية لحركة حماس في قطاع غزة كما قال وأن السودان لن يكون نداً لإسرائيل بواقع ميزان القوى ما لم يتم التفكير والتدبير في شأن خيارات أخرى ليس هذا المجال لطرحها، وقال اللواء حسين بأن الصين لن تقحم نفسها في التعامل معنا بخيار آخر غير الخيار الاقتصادي لتحافظ على مصالحها مع العالم خاصة وأنها تعلم يقيناً بأن إسرائيل ما كان لها أن تقوم على مثل هذه الانتهاكات الإجرامية الجريئة في حق سيادتنا الوطنية لولا استنادها على المظلة الأمريكية الداعم الرئيسي لها في العالم وسبق أن ظلت أمريكا تكرر مراراً وعبر رؤسائها المتعاقبين على البيت الأبيض بأن أمن إسرائيل هو أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية بحكم شاط دوائر اللوبيات اليهودية وهو أمر جعل السودان ساحة من ساحات حمي الانتخابات الأمريكية التي تستند بشكل جوهري على كسب ود اللوبي اليهودي الناخب في أمريكا. وعن روسيا قال بأنها لن تغامر بعد تجربتها مع ليبيا وورطتها الأخيرة في سوريا التي عرتها أمام كل العالم فضلاً عن فضيحة أسطولها المرابط قبالة سواحل سوريا المطلة علي البحر الأبيض المتوسط. وعن إيران قال لأخبار اليوم بأنها ومن خلال نشاطها المناهض لإسرائيل عبر الساحة اللبنانية والفلسطينية فهي غير متحمسة للدخول في مغامرة غير مأمونة العواقب مع السودان من خلال مشروع قاعدة عسكرية، وقال بأن هذه الدول الثلاث لن تقدم على ذلك حتى ولو طلب منها السودان في كرم حاتمي الحصول على قواعد عسكرية داخل أراضيه البرية أو عبر مياهه الإقليمية في سواحل البحر الأحمر. المهم في الأمر أن اللواء الركن ((م)) حسين حامد يري بأن فرص السودان لإغراء هذا الثالوث تعتبر فرصاً ضعيفة جداً. من جانبه استبعد البروفيسور حسن مكي إمكانية حدوث مثل هذا المنحي من هذه الدول الثلاث ولو بعد سنوات عديدة، وقال البروف حسن مكي لأخبار اليوم بأن أياً من هذه الدول غير مجبرة على تهديد مصالحها بدءاً بروسيا التي تصدر لإسرائيل معظم حصيلة اليهود الأشكناز الذين يتوافدون على الدولة الإسرائيلية بشكل مضطرد وهي بالتالي لا يمكن أن تنشئ قاعدة عسكرية في أراضي دولة مصنفة ضمن ألد أعداء إسرائيل. وعن الصين قال يكفي قولاً بأنها المستورد الأول لتقانات العلوم من إسرائيل وهي صاحبة علاقات متوازنة مع كثير من دول المعسكر الغربي وهي بالتالي صاحبة قراءات دقيقة ولن تغامر بكل هذا لأجل السودان باسم مشروع مجهول المصير وهو أمر لو حدث فلا يوجد ما يمنع تعويضه لضربة إسرائيلية لأن الجرأة التي قامت بها إسرائيل بقصف أهداف في عمق عاصمة السودان لن تمنعها من تكرار الأمر حتي لو قدر له أن يكون في مقبل السنوات. وعن إيران يقول اللواء حسن حامد بأن مغامرة تل أبيب بقصف الخرطوم هي رسالة موجهة مباشرة لإيران وكأن لإسرائيل تريد أن تقول لها كفي عن اللعب بالنار في برهان عملي أرادت إسرائيل أن تقول بأنها صاحبة ذراع طويلة قادرة على الوصول لأي أو ابعد موقع يهددها في العالم وهو بروفة عملية لإمكانية قصف أهداف في العمق الإيراني على غرار ما أقدمت عليه إسرائيل في يونيو من العام 1981م عندما قصف الطيران الإسرائيلي المفاعل النووي العراقي وهي إستراتيجية أمريكية من ثوابتها عدم السماح بتفوق ميزان القوة في الشرق الأوسط وغيره على حساب إسرائيل. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 31/10/2012م