بعد قصف مجمع (اليرموك) في بلادنا عدوان جديد ومستمر علي (غزة) بفلسطين وتدمير بالصواريخ والطائرات مستهدفاً المدنيين بصورة عشوائية تسببت في قتل النساء والأطفال دون تحديد لهدف معين حيث أصاب الدمار معظم المنازل وأصبح النوم ليلاً أمراً مستحيلاً من جراء الانفجارات التي تسبب فيها العدو الإسرائيلي في كل قطاع (غزة) التي زارها صباح الجمعة الماضي رئيس الوزراء المصري (هشام قنديل) للتضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف علي حجم الدمار الذي أصاب المدينة وما جاورها بعد أن أعلن الرئيس المصري (محمد مرسي) بأن مصر لن تترك (غزة) وحدها مما يجعل احتمالات طرد السفير الإسرائيلي من مصر أمراً متوقعاً في ظل التوتر الذي أصاب العلاقة منذ رحيل الرئيس مبارك عن حكم مصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والذي كان في سنوات حكمه محايداً في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بل كان ذا تأثير حتي في جامعة الدول العربية التي انتهجت أسلوب الشجب والإدانة فقط في كل الاعتداءات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين. والغريب في الأمر أن الجامعة العربية أم تغير سياساتها القديمة برغم موقف مصر الجديدة الرافض والمهدد للكيان الإسرائيلي حيث جاءت تصريحات الجامعة العربية بعد الاعتداءات المستمرة علي (غزة) بنفس الإدانات القديمة مما يجعل الموقف المصري الجديد أكثر تقدماً وإيجابية من جامعة الدول العربية التي يتطلع كل الشعب العربي في أن تعلب دوراً فاعلاً في وقف القصف الإسرائيلي والاعتداءات المستمرة علي الشعب الفلسطيني بتلك البشاعة التي لا تراعي أبسط مقومات حقوق الإنسان ولن يتطلع الشعب العربي إلي حرب عربية – إسرائيلية بل إلي دبلوماسية عاجلة عبر الاتصال بالأمم المتحدة واستقطاب كل الدول الصديقة في اتجاه العمل علي إدانة إسرائيل ووقف المذابح البربرية التي تجري في غزة وما جاورها من القري الفلسطينية كما يجب علي الجامعة العربية أن تعمل ولأول مرة علي الضغط علي حلفاء إسرائيل لوقف الاعتداءات خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية ذات المصالح المتعددة في كل الدول العربية. كما يجب علي الجامعة العربية أن تعمل إقليمياً ودولياً علي فضح إسرائيل أمام كل المنظمات العالمية والإقليمية حول ذلك الدمار الذي أحدثته في مجمع (اليرموك) بالسودان بجانب الهجوم الصاروخي الذي قتل المدنيين والأبرياء في قطاع (غزة) حيث لم يعد دور الجامعة العربية فقط الإدانة والشجب حتي ولو استدعي ذلك المقاطعة الاقتصادية للدول التي تدعم وتساند إسرائيل في أعمالها البربرية في (غزة) كما نحن في السودان مطالبون بفضح ما جري في مجمع (اليرموك) علي كافة الأصعدة الدولية وعبر الدبلوماسية الشعبية التي هي أسرع في التواصل الاجتماعي الدولي من الدبلوماسية الرسمية. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 18/11/2012م