وفقاً لخبر جاء في هذه الصحيفة قبل أيام ومر مرور الكرام حيث طغت عليه الأخبار المرتبطة بالمحاولة الانقلابية فقد انعقد في الأسبوع الماضي مؤتمر لندن لدعم السلام في السودان وسط مشاركة فاعلة ونوعية لمنظمات الاتحاد الأوربي الذي يمثل اكبر واقوي واغني تجمع إقليمي في العصر الحالي حيث غدت أوربا وكأنها دولة واحدة بكل ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري والتاريخي والحضاري وقد شاركت كل قارات العالم ما عدا أمريكا الشمالية في مؤتمر لندن والذي اقر دعماً هائلاً لمشروعات بناء وحفظ السلام في السودان وإعادة الأعمار الذي من شأنه ان يسهم في إنهاء معاناة النازحين واللاجئين في دارفور وفي ولايتي النيل الأزرق وشمال كردفان. ومن الاقول المأثورة ان الهدم سأهل ولكن البناء صعب فان وسائل الأعلام عامة والسودانية علي وجه الخصوص تهتم بإخبار الهدم والتخريب أكثر من اهتمامها بإخبار البناء والتعمير وإلا كيف فات عليها الاهتمام بذلك المؤتمر غير المسبوق وأيضاً هنالك خمسين مدينة طبية ستمول من الاتحاد الأوربي ومشاركة من حكومة السودان وهذه تمثل مشروعاً كاملاً وشاملاً لرفع الخدمات لمكافحة الجوع والجفاف والتصحر وضعف الإنتاجية وبذلك يمكن للبلاد ان تنطلق في طريق التنمية وتغلق الأبواب المؤدية للحروب والنزاعات الأهلية في البلاد . وهنا لا يفوتنا ان نلقي اللوم أيضاً إضافة لوسائل الأعلام الي سلطات مفوضية نزع السلاح والتأهيل وإعادة الدمج والتي يقف علي رأسها الأخ الدكتور سلاف الدين صالح وأركان المفوضية والتي وفقا لما اعرف تعاني من قصور إعلامي بائن يجعل الكثيرين يجهلون انجازاتها ويجعلها قاصرة عن أداء دورها التنويري في مجال إشاعة ثقافة السلام والتي هي من اقوي أدوات نزع ثقافة الحرب التي تنشأ في العقول أولاً قبل أن تتحول الي ارض الواقع في شكل حركات ومليشيات متمردة ومسلحة تقوم بإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار والأمن وإيقاف عجلة البناء والتنمية فهلا أوليت هذا الجانب اهتمام أخي دكتور سلاف حتي تنهض بمشروعات المفوضية وتتسارع خطي السلام ويتجذر ويثبت في ارض السودان. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 9/12/2012م