إذن نافع يتجه شرقاً، الي حيث روسيا البعيدة.. روسيا الرفاق من لدن لينين حتي بوتين.. ماذا تريد القيادة السودانية من روسيا؟ وتري ما هو فحوي الرسالة التي تريد إرسالها؟ ومن هي الجهة التي يهم الحكومة أن تصل رسالتها إليها؟ هي أسئلة كثيرة وشائكة ومطبات وعراقيل وجليد يمتد من حدود روسيا الي خط الاستواء وبلاد السودان. والمغرب إن الجليد هو المرادف للهجير لا يستويان.. إما صقيع وإما هجير.. والسودان في هذه الأيام أضناه الهجير ولوحت بشرته شمس الشتاء الحارقة.. فإذا به يتجه شرقاً وحتماً إن للسودان علاقات متميزة مع الدب الروسي.. وزارة أكثر من مسؤول سوداني رفيع ولكن الزيارة هذه المرة من د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ورجل المهمات الصعبة في الحزب وفي الدولة. ومما رشح من أخبار فإن د. نافع ذهب يطلب مساعدة روسيا في دعم البنيات التحتية السودانية سيما في دارفور وجاء في الأخبار إن وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف أبلغ د. نافع علي نافع بأن روسيا علي استعداد للمساهمة في مشاريع استثمارية ومشاريع بني تحتية في دارفور. وذكرت قناة روسيا اليوم إن لافروف إلتقي د. نافع الذي يزور موسكو حالياً علي رأس وفد وزاري مشترك وإن د. نافع سلم رسالة من الرئيس البشير الي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وحسب مصدر روسي إن الجانبين أوليا أهمية خاصة بالعلاقات التجارية الاقتصادية والتمويل والاستثمارات والي مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة وأضاف إنهما ناقشا مسألة تطبيع الأوضاع في دارفور. إذن ها هي روسيا علي الخط.. تدعم السودان في هذه المجالات الحيوية وبالتأكيد إن روسيا هي المعادل الموضوعي لماما أمريكا توازن القوي وسباق التسلح والحرب الباردة والقنبلة الذرية هي مفردات الأمس القريب التي كانت سائدة طوال الألفية التي انقضت في مطلع العام 2000م. وعندما يذهب مسؤول سوداني من العيار الثقيل بحكم د. نافع الي موسكو فإن ذلك يدلل علي إن السودان (قنع) من خير أمريكا وجزرتها التي ظلت (تمدها) للسودان منذ عقد التسعينات المنصرمة وحتي تاريخ تجديد العقوبات ضد السودان. هل وعت القيادة السودانية الدرس وأدركت إن إسرائيل و (برطعتها) في العمق السوداني لا يكافح شرها إلا الدب الروسي. إن للدب الروسي أدوراً مشهودة مع سوريا فالنفوذ الروسي والصيني ألغيا كل اتجاه أمريكي لتفعيل البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة والخاص بشن حرب ضد سوريا. ولولا روسيا وعلاقتها المتميزة مع بشار الأسد أخذ الأخير (غلوه) في يد أمريكا. وغني عن القول إن عروش الأباطرة دكت وذهب أصحابها أدارج الريح. فقوة العقيد القذافي وأمواله لم تنفعه ولا خنوع مبارك لأمريكا وإسرائيل أجداه فتيلاً لذلك يطرح السؤال مجدداً هل التعويل علي روسيا قرار في الاتجاه الصحيح. صحيح إن الأخبار لم تورد لنا أي اتفاق تعاون في المجال العسكري ولم نتطرق الأحاديث الي أقامة حلف استراتيجي معها أو أي صناعات ثقيلة ذات أثر اقتصادي. وعندما سألت الخبير الاقتصادي سليمان النور عن جدوى الاتجاه شرقاً الي روسيا أجانبي لا أعتقد إن روسيا ستفيد السودان اقتصادياً فهي نفسها تعاني بعد أن كانت ثاني دول العالم قوة واقتصادياً ولكن والحديث لسليمان بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق الي دويلات انحدر الوضع الاقتصادي الروسي وصارت دولة مستحقة للهبات والإعانات ورغم إنها لن تفقد بعض بريقها القديم إلا إن سليمان النور يري إن النفوذ الروسي قد يوفر غطاءاً للاستثمارات الأخرى في السودان رغم إن جميع الدول ذات القدرات الاقتصادية تدور في فلك أمريكا واقتصاد السوق الحر. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 9/12/2012م