تطوير العلاقات بين السودان وأية دولة أخري صغري أو عظمي ليس مسؤولية وزارة الخارجية وحدها، وإن كانت هي (اللاعب) الأساسي والمحوري في مباراة الدبلوماسية الدولية. علاقاتنا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية دروبها شائكة، وملفاتها معقدة، ولم تستطع الدبلوماسية (الرسمية) حتي الآن الوصول بها إلي (نقطة ارتكاز) وتفاهم تنطلق منها إلي مرحلة القبول بالآخر، والاتفاق علي الحد الأدنى من المصالح المشتركة، إلي حين بلوغ مرحلة (التطبيع الكامل) بعد عام أو أثنين أو خمسة!. في هذا الإطار فإن نشاط أي (دبلوماسية شعبية) مهم، خاصة أن (أعداء) السودان وخصومه في أمريكا يندسون داخل (لوبيات) ومجموعات ضغط (شعبية) تتمثل في منظمات المجتمع المدني، الإنسانية، والمتخصصة في مجال الحريات وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، إضافة إلي المجموعات (الكنسية) و(الصهيونية) و(الأفريقانية). الشركات التجارية ورجال الأعمال السودانيين يمكنهم أن يلعبوا دوراً مهماً في ممارسة (ضغوط عكسية) علي الإدارة الأمريكية والكونغرس عبر علاقات مصالح مع شركات ورجال أعمال مهمين ومؤثرين في الولاياتالمتحدة، وقد علمت من أحد رجال الاقتصاد في بلادنا قبل عامين أن بعض الولايات والشركات الأمريكية حصلت علي أحكام قضائية تسمح لها بالتعامل التجاري مع السودان، متجاوزة عقبة العقوبات (الحكومية) الكؤود، ولكن هل نشطت مؤسساتنا الاقتصادية العامة والخاصة في استغلال هذه الاستثناءات والولوج إلي أمريكا عبر هذه (الثغرات)، وزيادتها بالمزيد من اتفاقيات (البزنس) وتشبيك المصالح. الإجابة: (لا) بالتأكيد!! بل إن بعض المهمين سياسياً واقتصادياً في دولتنا قد لا يعلمون بهذه المحاولات والاجتهادات (الخاصة) من أطراف (أمريكية) ترغب جادة في البحث عن مصالحها في بلادنا. أسماء مهمة في دنيا الاقتصاد السوداني تربطها صلات تجارية أو علاقات بأمريكا مثل السيد "أنيس حجار" و"أسامة داؤود عبد اللطيف" و"أمين النفيدي" مطلوب منهم أدوار وطنية حقيقية بعيداً عن الوساطات السياسية لدعم (لوبيات المصالح السودانية الأمريكية) إن كانت قد تشكلت بالفعل مجموعات بهذا التوصيف، وإن لم تشكل فليس عسيراً أن يفعلها هؤلاء وغيرهم. الأستاذ "علي مهدي" نائب رئيس الاتحاد الدولي للمسرح، وصاحب مهرجانات (البقعة) المسرحية ابتدر محاولة جديرة بالاهتمام في هذا الاتجاه بدعوته لعدد من الناشطين الثقافيين والمسرحيين الأمريكان، وأبرزهم أحد المسؤولين بمكتبة "الكونغرس"، لزيارة السودان، فنزلوا ضيوفاً عليه وعلي مهرجان (البقعة) خلال الأيام القليلة الماضية. تجاوزوا (المبعوث) الأمريكي (السابق)، و"سوزان رايس" ومجموعات الأزمات وافتحوا الطريق إلي "واشنطن" باليات (البزنس) والثقافة، حتي نمنع تعيين مبعوث أمريكي (لاحق)، يضرنا، ولا يخدم أمريكا. نقلا عن صحيفة المجهر السودانية 9/4/2013م