نُشرت قوات الأمن بكثافة امس الأربعاء ، في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا ، في وقت دعت فيه إذاعة جوبا للهدوء غداة إقالة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ، لكامل طاقم حكومته ، في إطار تنافس سياسي مع نائبه رياك مشار. وقال المتحدث باسم الحكومة المنتهية ولايتها برنابا بنجامين، وزير الإعلام إن الرئيس سلفاكير يريد القيام بتغيير كبير، بحيث تمت إقالة نائب الرئيس والوزراء ونوابهم. وكشفت مصادر (سودان سفاري) بجوبا اسباب الاقالة ، وقالت أن رياك مشار وباقان أموم وتعبان دينق اتفقوا على التحالف مع بعضهم في الانتخابات المقبلة لمنع سلفاكير من الفوز بالانتخابات المقبلة ، فضلاً عن العمل وسط قيادات وقواعد الحركة الشعبية لاستقطابهم ، وذلك من خلال انتقاد حكومة سلفا كير . وأشار المصدر إلى أن تعبان دينق بدأ اتصالات مع ثوار الجنوب يحثهم على عدم قبول العفو الرئاسي الذي أعلنه سلفاكير بحق كل من يحمل السلاح ، مؤكداً أن تقارير بالأمر وصلت لسلفا كير ، مما حدا به لاتخاذ تلك الخطوات. وبعد أسبوعين تماماً على الذكرى الثانية للاستقلال أقال رئيس دولة الجنوب ، حكومته برُمتها ، وكذلك عمل نائب الرئيس تمهيداً لأكبر تغيير حكومي يشهده هذا البلد منذ قيامه قبل عامين. وقالت منظمة (إيناف بروجيكت) غير الحكومية ، التي تسعى لإحلال السلام في دولتي السودان وجنوب السودان، إن إقالة الحكومة تندرج في إطار النزاع الجاري على أعلى مستوى في الطبقة الحاكمة في جنوب السودان ، وأضافت أن كلاً من نائب الرئيس مشار، والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ، قال علناً إنه ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية في 2015 في مواجهة سلفاكير. ودافع بنجامين عن قرار الرئيس مؤكدًا، أن "تعليق عمل الحكومة لن يتسبب بأي انعدام استقرار، وهو منسجم مع الدستور الذي ينص على أن الرئيس يشكل ويحل الحكومة". وأضاف، "امنحوا الرئيس فرصة لتشكيل حكومته ، لقد كلف عدداً من التكنوقراط إدارة الشؤون الجارية". على صعيد متصل قللت وزارة الخارجية السودانية من أهمية تطورات الأحداث في دولة جنوب السودان ، وقال الناظق الرسمي باسم الخارجية إن القرارات التي أصدرها رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت بحل حكومته تعتبر شأناً داخلياً لا يعني السودان في شيء ، مشيراً الي أن السودان لن يتأثر بتداعيات التطورات في الجنوب.