غدا يصل رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الى الخرطوم في زيارة يأمل ان تكون بداية جديدة للعلاقات بين الجانبين في ظل التوتر الملازم بينهما طوال الفترات الماضية منذ الانفصال، قالت وزارة الخارجية ان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيصل الى الخرطوم غدا برفقة وزراء الداخلية والأمن والنفط والمعادن والصناعة وكبار رجال الاعمال لبحث تطبيق اتفاق التعاون مع الرئيس عمر البشير . واشار بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية امس الى وصول وفد برئاسة وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي شارلس مانيانق الى الخرطوم امس لترتيب الزيارة. وقال البيان ان المباحثات ستتركز على تطبيق اتفاق التعاون الموقع بين البلدين وتعزيز الوسائل الاقتصادية، معربا عن امله في ان تؤدي الزيارة لتسريع الخطى ومعالجة القضايا العالقة. وكانت وزارة الخارجية بجمهورية جنوب السودان اعلنت عن تأكيد زيارة سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الى الخرطوم تلبية لدعوة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية . وكان سفير جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت وول قال ان القمة بين الرئيسين ستناقش تنفيذ المصفوفة ومجمل القضايا العالقة مثل النفط والقضايا الاقتصادية وفتح المعابر ، لافتاً الى أن الجنوب يستورد ما يقارب «163» سلعة استراتيجية ، وأشار الى وفدا من «17» مسؤولاً بقيادة وكيل وزارة الخارجية بالجنوب ، للترتيب للزيارة ، وتوقع « وول « ان تخرج القمة بنتائج ايجابية تخدم شعبي البلدين مبيناً أن العلاقة بين البلدين علاقة أخوية . والزيارة التي سيقوم بها سلفا كير الى الخرطوم ستكون الثانية له الى السودان بعد انفصال الجنوب عن شمال السودان ، وتأتي زيارة سلفا الى الخرطوم بعد ان وطد سلفا حكمه في جنوب السودان واعاد ترتيب البيت الداخلي فبعد ان اقال نائبه رياك مشار وحل حكومته واقال ضباطا كبارا في الجيش ، وحسب مراقبون للعلاقات بين السودان وجنوب السودان فان سلفا يكون اكمل استحقاقات الداخل ويتوجه الى تحقيق دفعة قوية للعلاقات مع الدولة الام ، ويعتقدون ان سلفا نجح في ازاحة جماعة الضغط التي تقف في سبيل التفاهم بين دولة جنوب السودان والسودان لجهة ان سلفا رجل الدولة تختلف رؤيته عن مقاتل حرب العصابات فالجنوب بحاجة الى التنمية والتي يترقبها المواطن الجنوبي منذ ان اختار خيار الانفصال عن الوطن الكبير ، وباعتقاد كثيرون فان سلفا وصل الى قناعة بان دعم اي طرف لمتمردي الجانب الاخر سيكون بمثابة جهنم للطرفين وسيدخل الدولتين في حسابات متباينة اقلها خيار خوض الحرب المكلفة والتي ستعيق بناء الدولة الجديدة وتضعضع الامال في الدولة الجديدة. هناك جانب مهم آخر في الزيارة يتعلق بالجوانب الاقتصادية ويبدو ان زيارة رجال الاعمال السودانيون الى جوبا نهاية الاسبوع الماضي فتحت الامال في بعث وانعاش التجارة بين البلدين ، بجانب استمرارية ضخ النفط بين البلدين تلك العقبة الكاداء التي كادت ان تعصف بكل وشائج القربى بين البلدين . ويأمل مراقبون للشأن السياسي ان تعزز الزيارة الثقة بين دولتي السودان ويرجح ان تساهم الزيارة في الانفراج النسبي لاوضاع الاقتصاد المتردي بالجانبين والدفع باتفاقيات التعاون بين البلدين قدما يقدم استاذ العلوم السياسية بجامعة ام درمان الاسلامية صلاح الدومة قراءة لزيارة سلفا كير تشير الى التقارب الكبير بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية جناح سلفا كير مؤكدا ان نجاح حركة سلفا كير التصحيحية ادت الى التقارب مع الخرطوم مشيرا الى ان حكومة سلفا كير تحتاج الى النفط واستمرارية حسن العلاقات بين البلدين ، ويلفت استاذ العلوم السياسية الى ان المجتمع الدولي مارس ضغوطا من اجل التقارب بين البلدين والوصول لاتفاق، مبينا ان الطرفين ليس الامر برضائهما وانما ناتج عن الضغوط الدولية. ويدفع الدومة بان هناك اطرافا اخرى دفعت بصورة غير مباشرة في سبيل تحسين العلاقات بين البلدين مشيرا الى كل من ادريس ابابا والقاهرة اللتين من مصلحتهما الوصول الى اتفاق بين الدولتين بجانب دولة الصين التي لديها مصلحة كبيرة في صفاء العلاقات بين البلدين . على ان الدومة يشير الى جزئية ان المواطنين في الشمال باتوا يعتقدون ان المعارضة لن تستطيع زحزحة الحكومة او الاطاحة بها، مشيرا الى رغبة الناس في تحسن العلاقات بين البلدين دفعا للضائقة الاقتصادية التي يعانيها الناس . على ان بعض المراقبين يرون ان قضية ابيي ووضع النقاط حولها قد تؤدي الى استقرار العلاقات بين البلدين ، يقول الناشط السياسي بالنيل الازرق فرح عقار ان زيارة سلفا كير ستساعد في تليين المواقف للقضايا العالقة، مشيرا الى انها ستساهم في دفع الجانبين لحل القضايا الثلاث، وشدد عقار على ان النجاح في حل القضايا الثلاث سيؤدي الى مزيد من الانفتاح في مجمل القضايا الاقتصادية، بيد ان عقار يبدئ خشيته من ان الفشل في الزيارة وحل القضايا الثلاث سيعيد الامور للمربع الاول مضيفا « سيزداد التوتر بين الجانبين » وابدى عقار امله في ان تساهم الزيارة ورؤية الرئيس البشير في مبادرة جمع الصف الوطني الى مزيد من التفاؤل حول العلاقات بين البلدين. نقلا عن صحيفة الصحافة 2/9/2013م