يستعد زعماء العالم لا سيما باراك اوباما رئيس الولاياتالمتحدة للانصات بعناية للخطاب الذي يعتزم الرئيس الايراني حسن روحاني القاءه في الدورة 66 للجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل، وقد مهد روحاني لهذا الحدث بمبادرات انفتاح، اكد فيها عدم سعي ايران لحيازة اسلحة دمار شامل بما في ذلك السلاح النووي، كما اطلق سراح 12 سجينا سياسيا بينهم المحامية نسرين سوتوده. اشارات روحاني الى عزمه تغيير التوجه الايراني لاقت دعما من المرشد الاعلى علي خامنئي، الذي عرض الاستعداد لابداء مرونة في البرنامج النووي، وفسر هذا على انه اشارة للمحافظين في ايران لعدم عرقلة جهود روحاني. مبادرات روحاني لاقت تجاوبا من الغرب، فالادارة الامريكية تستعد لاجتماعات على مستوى عال بين مسؤولين ايرانيين وامريكيين خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، كما ان الرئيس الامريكي باراك اوباما لم يستبعد الاجتماع بنظيره الايراني، والذي سيكون اللقاء الاول لرئيس امريكي مع زعيم ايراني كبير منذ الاطاحة بالشاه قبل 35 عاما. وستشهد اروقة الاممالمتحدة لقاء بين روحاني ونظيره الفرنسي، اضافة للقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي بوزير الخارجية الايراني، لكن روحاني سيحتاج لاكثر من الترحيب لمواجهة ضغوط المتشددين في ايران، سيحتاج لتخفيف سريع للعقوبات المالية التي عزلت ايران عن النظام المصرفي الدولي. هذا التقارب الحذر بين ايران والغرب يثير خشية الحكومة الاسرائيلية، التي سارعت للتحذير وكيل الاتهامات لايران بانها تسعى لكسب الوقت حتى تتمكن اجهزة تخصيب اليورانيوم من مواصلة العمل، وان طهران ستمتلك القدرة على انتاج قنبلة نووية خلال ستة اشهر. لغة الحوار التي اظهرتها طهران، اثارت فزع رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي وصف الرئيس الايراني بالذئب في ثياب حمل، ويبدو ان نتنياهو يخشى ان تلعب اي شخصية اخرى في العالم لعبة التضليل التي انتهجها طيلة فترة توليه السلطة، والتي باتت مفضوحة امام العالم، ففي اكثر من تسريب اعلامي، لا سيما وثائق ويكيليكس، كان المسؤولون ينعتونه بالكاذب. كما ان نتنياهو يستخدم لغة التشكيك بنوايا ايران لرفع سقف مطالبه من ايران التي سيقدمها اثناء لقائه الرئيس الامريكي يوم 30 ايلول/سبتمبر الجاري، وقد حددها باربع خطوات، وهي ايقاف مجمل انشطة تخصيب اليورانيوم واخراجه كليا من ايران، وتفكيك المنشأة النووية في قم، وايقاف انتاج البلوتونيوم. لكن الاهم من ذلك هو ان اسرائيل تخشى ان يجردها اعتدال ايران من لعب دور الضحية، فطالما استخدمت اسرائيل تهديدات زعماء في المنطقة، لا سيما الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد بضرورة القضاء على اسرائيل، لاستعطاف العالم وتأمين الدعم المعنوي والمالي والعسكري، بينما الواقع ان اسرائيل هي التي تستولي على الاراضي الفلسطينية. واذا بدأ حوار جدي حول البرنامج النووي الايراني، وبعد تجريد سورية من الاسلحة الكيماوية، سيكون السؤال التالي ما هي مبررات رفض اسرائيل الانضمام لمعاهدة حظر الاسلحة النووية. الرئيس روحاني ارسل اشارات انفتاح كثيرة لاسرائيل وامريكا، ونسي ان يبدأ بهذه الاشارات والخطوات تجاه جيرانه في المنطقة، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، ووقف دعم النظام السوري بقمعه لشعبه، نأمل ان لا يكون تنازله للغرب واسرائيل على حساب استمرار الهيمنة في المنطقة. المصدر: القدس العربي 22/9/2013م