كشفت الصين للمرة الأولى أمس عن صور لأسطولها السري جداً من الغواصات النووية، تصدرت غالبية الصفحات الأولى للصحف الرسمية، فيما خصص التلفزيون المركزي قسماً كبيراً من نشراته المتلفزة عن تدريبات هذا الأسطول ومناوراته. وأرجعت وسائل الإعلام الرسمية استعراض القوة هذا إلى النزاعات البحرية الحادة بين بكين وجيرانها. واعتبرت صحيفة "جلوبال تايمز" في مقالة أنه إضافة إلى الاقتصاد "تترجم القوة الصينية بحيازة ترسانة نووية للضربة الثانية. وهذا ما لا يأخذه عدد كبير من البلدان بجدية في الاعتبار عندما تخطط سياساتها حيال الصين". وأضافت أنه حيال "الموقف الوقح" لهذه الدول، "على الصين أن تثبت صراحة أن الطريق الوحيد هو عدم تحدي المصالح الأساسية الصينية". وأوضحت الصحيفة أن "تطوير قوة من الغواصات النووية يشكل جانباً من هذه الاستراتيجية". وقالت إن "ذلك يعطي الذين يطلقون مواقف حول التهديد الصيني مزيداً من الوقت للتفكير، وأن المنافع التي سيحصلون عليها ستتخطى بأشواط الاضطراب الذي يحدثونه لدى الرأي العام" لدى شعوبهم. وركزت الصحافة الصينية على الغواصات من نوع "تشيا" أكثر من الغواصات من نوع "جين" التي وضعت قيد الخدمة حديثاً. ويذكر أن الرئيس تشي جينبينغ دعا إلى بذل كل الجهود حتى تصبح الصين قوة بحرية كبرى في أواخر يوليو. وقد أعلنت بكين بفخر مطلع أغسطس أن خمسا من سفنها الحربية قامت بجولة كاملة حول اليابان للمرة الأولى، وان خبراء عسكريين يبحثون في إمكان بناء حاملة طائرات صينية ثانية. ويأتي هذا التشديد الأخير على أسطول الغواصات النووية الصينية يأتي فيما تخوض بكين مع طوكيو نزاعا حادا حول موضوع جزر في بحر الصين الشرقي - أرخبيل سنكاكو الذي تتولى إدارته اليابان لكن الصين تطالب به وتطلق عليه اسم دياويو. كما تواجه الصين من جهة أخرى خلافاً مع عدد كبير من بلدان جنوب شرق آسيا، منها الفلبين حول السيطرة على عدد كبير من الجزر في مناطق بحرية استراتيجية يعتقد أنها غنية بالموارد. على الصعيد نفسه أعلن وزير الدفاع الياباني أتسونوري أونوديرا في لقاء صحفي أمس أن بلاده ستشكل قريباً مجلساً للأمن القومي رداً على "تهديد الصين للسلام" في المنطقة. وقال أتسونوري إنه يعتقد أن تكرار توغل السفن الصينية في المياه الإقليمية اليابانية حول جزر أرخبيل سينكاكو "يشكل منطقة رمادية بين "زمن السلام والوضع الطارئ". وجاءت تصريحات أتسونوري غداة توغل جديد لسفن خفر السواحل الصينية في هذه المنطقة الحساسة، التي تقع في صلب خلاف صيني ياباني على السيادة. وقال أتسونوري إن "هذه المنطقة الرمادية ستكون في صلب مناقشات مجلس الأمن القومي" في طوكيو. وتوترت العلاقات بين اليابانوالصين منذ سبتمبر 2012 بسبب خلاف على أرخبيل صغير في بحر الصين الشرقي تسيطر عليه اليابان وتسميه سنكاكو، لكن بكين تطالب به وتطلق عليه اسم دياويو. وتقع هذه الجزر بين أوكيناوا وتايوان. المصدر: الاتحاد 30/10/2013م