جعل الله سبحانه وتعالي من الماء شئ حي و انه لا حياة بلا ماء ومن هنا نبع الاهتمام بهذا العنصر الحاسم للحياة وأصبح تدبير الماء اسا شكل شئ لحياة مستقرة يؤبه لها بعكس الحياة في المناطق التي يعاني سكانها من انعدام الماء وهو اقرب شئ لانعدام الحياة وانقطاعها ونقص الماء والشظف في الحصول عليه وجلبه يجعل المجتمع الإنساني منشغلاً تماماً به علي الدوام مما يجعل التفاة الي معاني الحياة الأخرى وأنماطها ضربا من الترف لا يقدر عليه والمناطق التي يقل فيها الماء او ينعدم تكاد تنعدم فيها مظاهر التقدم والحضارة وبالمقابل المناطق التي يفيض فيها الماء ويزيد زيادة كبيرة ويستمر انهمار الأمطار فيها و السيول والفيضانات تعاني ايما معاناة وجميعاً نحتاج الي تدبير أمر المياه بحصافة وحكمة وتحكم بحسب الوضع نقصاً وفائضاً حتي تكون علي مستوي الكفاية لأحد الكفاف وقد وجه الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابي الجليل سعد بن معاذ عندما وجده يتوضأ ان لا يسرف في الماء ول كان علي نهر جار. وقد أصبح حد الاكتفاء المائي لكل الشعوب والأفراد من معايير التنمية المعتمدة والمطلوبة من الأممالمتحدة وغيرها وقد قامت الحضارات قديما في مناطق الاكتفاء المائي والرواء أما بالماء المنساب من الأنهار او الهاطل من الأمطار وغيرها من مصادر المياة والحضارات الفارسية والصينية والإغريقية والمصرية والسودانية والرومانية واليمنية والشامية وغيرها علي ضفاف مسطحات مائية وفيرة أو أدوارها باقتدار حتي نتجت عنها الحياة المستقرة والحضارة المزدهرة والرخاء و نشأت معها الفنون والآداب والعلوم والصناعات المختلفة وتطورت فيها الزراعة والفوائض الزراعية فنمت التجارة وازدهرت الحضارة. ولعل الدود كانت من أهم اسباب قيام الحضارات المختلفة و قد تم إنشاء السدود من قديم في كافة أنحاء العالم وما قصة سد مأرب في اليمن وقيام مملكة سبا حوله وازدهارها ببعيد وقد حكي الله سبحانه وتعالي شيئاً من قصصهم والنعيم الذي كانوا فيه وجنانه عن يمين وشمال وسيرهم فيه أياما و ليالي امنين في الظل والثمر والأمن فا جوع ولا عطش ولا حر ولا خوف حتي كفروا بأنعم الله وبطروا معيشتهم وكان نهاية حضارتهم و زوال ملكهم انهيار السد وتشتتهم أيدي سبا فأصبحت مثلا شردوا و أبدلوا بجنتهم جمنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل وقد عاينت ذلك في العام 1984 عند زيارتي لها . وتحكي كتب التاريخ عن فيضانات النيل في مصر السفلي وشح المياة أحيانا حتي تم التحكم في تلك المياة منذ قديم الزمان أيام الفراعنة وفي زمن سيدنا يوسف عليه السلام حينما وضع خطة الأمن الغذائي في مصر وحفر الترع وأقام القناطر ومن تلك الترع ما سمي ب" بحر يوسف" في منطقة الفيوم. والسدود تخطط وتقام وتنشئ لعدد من الأغراض أما لخزن المياة أو التحكم في فيضانات الأنهار أو التيسير أمر الملاحة وانسيابها بالتحكم في مناسيب الأنهار والقنوات أو لتوليد الطاقة الميكانيكية لتشغيل الرافعات والآلات المختلفة من معاصر و خلافها أو للتوليد الكهرمائي أو لها جميعاً وقد اهتمت الدول بهذا الأمر أيما اهتمام فنجد ان بالولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها حوالي 84000 سد وخزان هوفر HOOVER Dam الذي كان يعد في زمانه إعجازا وانجازاً غير مسبوق وتحرص الجامعات الأمريكية علي ان يقوم طلابها خاصة الأجانب بزيارتها وقد فعلنا ومن الانجازات الهامة في الولاياتالمتحدة ومعالجة لبعض اثأر الأزمة الاقتصادية العالمية واليت امتدت من 1929 وحتي 1933 قيام الحكومة الاتحادية الأمريكية بمشروع سلطة إدارة وادي تنيسي tennese valley Authority TVA حيث تم إنشاء مشروع متكامل للسدود والري والملاحة والقنوات وتوليد الطاقة والمعالجات البيئية فأصبح مثالاً يحتذي في التنمية الشاملة ومن السدود الضخمة في العالم سد اياتايبو في الصين و السدود الروسية والكندية والإسرائيلية والبرازيلية و المصرية والسودانية وسد الكاريبا علي نهر الزمبيزي والذي كان في زمانه من اكبر السدود وكذلك السد العالي الذي كان تصميمه انجليزيا وتمويله سوفيتيا و كان حينها اكبر سد والسدود تعتبر اكبر أعمال البناء بعد سور الصين العظيم والخزانات من المشروعات الأساسية التي قادت النهضة في السودان والمثال الواضح لذلك ولا شك هو قيام مشروع الجزيزة الذي لم يكن ممكنا بدوون إنشاء خزان سنار وكان خزانا للري ولم يتم توليد كهرومائي منه الا بعد اتفاقية مياة النيل عام 1959 واليت اعقبها قيام السد العالي في مصر و الذي اكتمل في العام 1970 وهذه الاتفاقية واتفاقية 1929 واتفاقية دول حوض النيل 2010 وقيام سد النهضة الإثيوبية والجدل حوله مع مصر والسودان و مترتباته و ما هي فوائده وسلبياته للدول الثلاث وهل اتخذت الدول الثلاث وهل اتخذت الدول الثلاث الموقف السليم وهل كان من الممكن ان يكون مشروعا مشتركاً بين الدول الثلاث تخطيطاً ودراسة وتمويلا وإدارة وهل يستوفي المشروع كل متطلباته السلامة التصميمية والإنشائية والبيئية وهل هنالك مخاوف حقيقية جدية ام هو صراع قوي سياسية Geopolitcalstrggle؟؟ نقلا عن صحيفة الصحافة 7/1/2014