يعتزم وسطاء دول منظمة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا "إيقاد"، التوجه للمرة الثالثة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان اليومالأربعاء من أجل لقاء الرئيس سلفاكير ميارديت وإقناعه بالإفراج عن المعتقلين لإنقاذ المفاوضات ، في قوت لا تزال المعارك محتدمة بعدة جبهات. ويطالب زعيم المتمردين د.رياك مشار النائب السابق لرئيس البلاد، بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين اعتقلوا منذ بداية الأحداث في منتصف شهر ديسمبر الماضي لاتهامهم بصلتهم بمحاولة انقلابية. وقال مسؤول إيقاد ، إن المبعوثين سيسافرون إلى جوبا مجدداً الأربعاء ، في محاولة لإقناع سلفاكير بالإفراج عن المعتقلين. وقال المسؤول ل"رويترز" "أحرزنا بعض التقدم مع مشار بالموافقة على بعض بنود مسودة اتفاق وقف الأعمال العسكرية... لا تزال لديه نقاط خلاف وسنعمل على حلها". ومن جانبه قال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي في وقت متأخر من ليل الثلاثاء ، إن "المحادثات لم تستمر لفترة طويلة لأن مكان انعقادها غير مناسب. لقد تقرر أن نواصل المحادثات صباحاً يوم الأربعاء". ولم ينجح المبعوثون حتى الآن في الإفراج عن المعتقلين مع إصرار سلفاكير على خضوعهم للتحقيق ، بينما يطالب معسكر مشار بأن يشارك هؤلاء في المفاوضات الجارية بأديس أبابا. وعلى الأرض لا تزال المعارك محتدمة في عدة مناطق من جنوب السودان بين الجيش الشعبي الحكومي والمتمردين. وأعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فليب أقوير، أن قتالاً عنيفاً مستمراً في مناطق عدة من جنوب السودان ، مما يشير إلى أن سيطرة القوات الحكومية الأخيرة على بانتيو -المدينة النفطية الاستراتيجية في شمالي البلاد - لم تؤد إلى توجيه ضربة قاضية للمتمردين. وفي مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، شن المتمردون هجوماً جديداً للاستيلاء على المدينة. وقال مسؤول العمليات الإنسانية لدى الأممالمتحدة توبي لانزر "تدور معارك في ملكال ومحيطها"، وقال أن عدد النازحين الذين لجأوا إلى قاعدة الأممالمتحدة المحلية تضاعف وارتفع من عشرة آلاف إلى 19 ألفاً. من جهته أشار جيش جنوب السودان إلى ان معارك قوية في جنوب بور عاصمة ولاية جونقلي التي تدور حولها مواجهات منذ منتصف ديسمبر الماضي ، ويحاول الجيش هناك استعادة المدينة من أيدي المتمردين. ونفى الناطق باسم الجيش استيلاء المتمردين على مرفأ منقلا الواقع على بعد 50 كلم شمال جوبا عاصمة جنوب السودان على طريق بور ، وأضاف "نحن في شمال منقلا ونسيطر كلياً" على المنطقة، مؤكداً في المقابل أن معارك مستمرة على بعد 20 كلم جنوبجوبا.