الشائعة التي انطلقت اواخر الاسبوع الماضي وسرت في مجالس الخرطوم الخاصة والعامة كانت تشير الي ان السيد ابيل الير رئيس الهئية العامة للانتخابات قد تقدم باستقالته عن العمل تاركا- كما تقول الشائعة- الاحتمالات مفتوحة علي كل الاتجاهات. الشائعة رغم انها كانت بعيدة عن مرمي الحقيقة لكنها كانت علي قدر ليس بالقليل من الذكاء ويبدو واضحا ودون كثير عناء ان الاشاعة كانت دعاية سياسية من الدرجة الاولي اختارت بامتياز الهدف والتوقيت. الهدف كان ابيل الير وليس أي شخص اخر ويكمن الذكاء في اختياره كموضوع للشائعة أو الدعاية في ان ابيل الير رجل كتوم لا يتحدث الي وسائل الاعلام، وبالتالي فان نفي الشائعة سيحتاج الي دورة صحفية طويلة وهو ما حدث بالفعل وكان تمام النفي صورة السيد ابيل الير مترئسا اجتماع المفوضية امس. والعنصر الثاني في الاختيار ان الير يشغل منصب الرجل الاول في المفوضية ويجلس منها علي قمة الهرم، وبالتالي فان استقالته تعني ان المفوضية لم تعد تملك القائد الذي يدير دفة العمل.. وهي بالتالي فاقدة لعنصر القيادة واذا اضيفت لهذه الشائعة تهمة احزاب المعارضة بأن المفوضية فاقدة لعنصر الحياد، فهذا يعني انه لم تعد هناك مفوضية مما يعني حتما انه ليس هناك انتخابات في الوقت الراهن علي الاقل، وهذا بالضبط ما تريده المعارضة. اما العنصر الثالث فهو ان ابيل الير تم اختياره للمنصب بناء علي رغبة الحركة الشعبية فضلا علي انه شخصية يغلب عليها الطابع القومي، اشاعة الاقاويل عن استقالته دالة علي ان المفوضية اصبحت بدون وجه جنوبي بارز وبدون شخصية قومية علي رئاستها، وهذا يتسق مع دعوات بعض رموز المعارضة لابيل الير بالتنحي عن رئاسة المفوضية حتي لا يشوه تاريخه كما زعموا. رغم ان خبر استقالة ابيل الير كان مملؤا بالكذب والشائعة، ولكنه لم يكن خاليا من الذكاء علي كل حال لذلك فهو خبر يجب الوقوف عنده والتصفيق لبراعة الشائعة رغم سقوطها الاخلاقي. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 29/3/2010م