حددت الآلية الأفريقية بقيادة السيد نامبو امبيكي الاسبوع القادم لانطلاق جولة جديدة للمباحثات ما بين حكومة السودان وقطاع الشمال بعد الفشل الذي كان سيد الموقف باديس أبابا الاسبوع الماضي، تزامن مع نهاياته ذلك القصف الذي استهدف مدينة كادقلي عبر صواريخ الكاتيوشا التي اطلقتها عشوائياً قوات قطاع الشمال، وقد قام السيد امبيكي في ختام الجولات المتعثرة السابقة بتسليم الوفدين مسودة إعلان مباديء تمهيدية ستنبني عليها أجندة الاجتماع القادم، والمعروف أن قطاع الشمال كان سبباً مباشراً في تعليق الجولة السابقة لعدم التزامه بأجندة الحوار الحصرية حول المنطقتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وفق قرار مجلس الأمن (2046) الملزم لطرفي الصراع دون الخوض في أي أجندة تتجاوز وفق الاقتتال ومعالجة الأزمة في المنطقتين، حيث استجاب الوفد الحكومي للقرار في حين أن قطاع الشمال كان له رأي آخر يتعلق بإثارة بعض القضايا القومية المتعلقة بشكل الحكم والدستور والقوانين متجاوزاً القرار الأممي (2046) والذي يشير إلى مناقشة قضايا محددة في جبال النوبة والنيل الأزرق، بداية بوقف إطلاق النار والعدائيات ثم الترتيبات الأمنية المتعلقة بأوضاع الفرقة التاسعة والعاشرة، وكيفية استيعاب تلك القوات في المواقع العسكرية والمدنية وفق قدرات الأفراد ومؤهلاتهم، ثم بعد ذلك تتم مناقشة الكيفية التي يمكن أن تحقق عبرها المشورة الشعبية ثم البناء والتعمير والتنمية على كافة المستويات الاقتصادية، ولكن ما أثاره قطاع الشمال من قضايا خلافية اعتبرته الآلية خروجاً عن الأجندة الرسمية الخاصة بجوهر الصراعات العسكرية، وكيفية معالجتها بشكل سلمي عبر التفاوض، والمعروف لدى الكافة أن مناقشة القضايا القومية ليست حكراً على قطاع الشمال أو حتى حزب المؤتمر الوطني، بل يجب أن تشارك فيه كافة القوى السياسية وايضاً الحركات المسلحة وفق دعوة السيد رئيس الجمهورية التي أطلقها مؤخراً ووجدت القبول والاستجابة من أغلبية الكيانات السياسية والتي لم تستثنَ أحداً بما في ذلك حاملي السلاح في وجه الدولة وعلى رأسهم قطاع الشمال والحركات الدارفورية المعارضة، وبالتالي يجب على قطاع الشمال أن يلتزم بأجندة الوساطة الافريقية ويترك مسألة الأطروحات القومية للمؤتمر الدستوري الجامع، باعتبار أن ذلك شأن يهم الجميع حكومة ومعارضة ويتطلب حواراً عميقا،ً يضع البلاد على طريق الديمقراطية الحقيقية والتداول السلمي للسلطة. نقلا عن صحيفة آخر لحظة 23/2/2014م