فقدت الأحزاب صلتها بقواعدها لفترة أكثر من عشرين عاماً وفي خلال هذه الفترة لم يحدث أي لقاء بين القيادة والقاعدة على أي مستوي وأحزابنا تميزت بأنها تقيم الورش لبحث مشاكل الناس وهي بالتالي لا تعرف أي شيء عن مشاكل الناس وكل قضاياها محصورة في معرفة عدد الأتباع وأتباعها أنفسهم موروثون منذ الأجداد وولاؤهم تقليدي لا يتغير اختلطت فيه القداسة بالسياسة.. هذه الأحزاب وجدت نفسها فجأة لا تعرف كيف تقيم الليالي السياسية ولا كيف تخاطب الجماهير والمطلوب منها بناء قاعدة جماهيرية قوية وهي بالتالي لا تعرف من أين تبدأ. حتى نقطة البداية لا تعرف أين هي وعليها أن تعيد بناء قواعدها خلال شهور قليلة. وقال إن الحكومة أحرجتها عندما أفقدت قواعدها القدرة على الحركة بين الجماهير خلال عشرين عاماً فهي الآن لا تعرف أين الجماهير وكيف تبدأ معهم هل تبدأ من القرى والفرقان أم تبدأ من الأحياء السكنية في العاصمة. هل تبدأ من المدارس والجامعات؟. والمطلوب الآن بناء قواعد جماهيرية قوية ولن ينتظرها أحد حتى تستكمل قواعدها والعالم يتحرك إلى الأمام ويقال إن الحكومة لم تمنحها مدة محددة لبناء القواعد ومشكلة هذه الأحزاب أنها فقدت صلتها بالحياة السياسية قبل الإنقاذ ولم تعرف كيف تكون الحياة السياسية في مجتمع الحرية والمطلوب الآن إعانة هذه الأحزاب لمعرفة نقطة البداية وأقوال إن على هذه الأحزاب الاستفادة من تجربة الحركة الإسلامية بقيادة الترابي وأن تبدأ الاتصال بالطلاب في نهاية المرحلة الثانوية وأن تقيم الجمعيات التي ليس لها شكل سياسي في البداية التي تهتم بقضايا الطلاب وأن تسرب مبادئها تدريجياً إلى هذه القواعد وبعد عام أو عامين ستكون لها قاعدة قوية في المدارس وبعد ذلك تتصاعد إلى مستوي أعلي ويجب في خلال هذه الفترة أن تعود قيادات من طلابها كيفية مخاطبة الجماهير على مستوي القرية والمدرسة فهكذا تبدأ التربية السياسية وأن تبدأ في حل مشاكل الجميع دون النظر إلى الميول السياسي ويجب أن يدرب أفرادها على تلقي أكبر قدر من الإساءات وعلى أن يدربوا على الرد بطريقة هادئة وهكذا تربينا نحن في مرحلة الثانوي كنا نسمع إساءات مباشرة من الخصوم ولكننا لا نرد مباشرة بل إن الصحف الحائطية والمنشورات وبمناسبة المنشورات يجب أن تدرب الكوادر على الطباعة وتوزيع المنشورات إلى كل القواعد بسرعة شديدة وبطريقة سرية تمنع تسرب أسرار الحزب وعمله. بعد ذلك يتصاعد العمل حتى يصل إلى الجامعات وهناك لن تحتاج الأحزاب لجهود كبيرة لأنهم أكثر وعياً، ثم تأتي مرحلة التدريب على مخاطبة الجماهير في ليلي سياسية بمشاركة كبار قيادات الحزب مع إعطاء الفرصة للشباب ويجب أن تفرغ كوادر العمل السياسي تطوف المدن والقرى تقيم الليالي السياسية وهذه الكوادر يجب أن تدرب على كيفية إجراء التوصيلات بأجهزة الصوت ومخاطبة قضايا الجماهير مباشرة ويجب أن تدرب على عدم الإساءة للآخرين واحتمال الأذي كما يجب على هذه الكوادر ان تتوقع رفضاً لها في إحدي القرى وعليها في هذه الحالة ان لا تغضب بل ترحل لمنطقة أخرى. ويجب على هذه الكوادر أن تدرب على مخاطبة الناس في خلال الصحف وأن تعرف كيفية إعداد التقارير الخبرية وكيفية تجميع المعلومات وتحليلها عن الخصوم. في مرحلة أخرى يجب أن تكون هذه القيادات قد نجحت وأصبحت تقود الآخرين من الزملاء وتدربهم على العمل وان تعطي خبراتها للآخرين وبعد ذلك يجب أن يكون لها القدرة على إقامة ليلة سياسية كل مساء يشارك فيها كبار قيادات الحزب لنقل الخبرات من جبل إلى جبل كما يجب أن تكون مذكرات جاهزة لتاريخ قيادات الحزب ومعاركه الانتخابية وأهم المعارك التي خاضها وخرج منها منتصراً ويجب خلال هذه الفترة أن لا تنشغل الكوادر القيادية بأي مشاكل أخرى وأن يلتزم الحزب بحل مشاكلها المالية حتى تفرغ للعمل السياسي وبذلك يمكن الاستفادة من هذه الكوادر في إعداد قيادات أخرى واهم شيء في هذه النقطة القدرة على العمل الشاق لذا يجب اختيار القوى الأمين يجب اختيار القوى الأمين يجب أن تدرب هذه الكوادر على إعداد التقارير عن كل ما يحدث في الليالي السياسية أو تدرب على العمل في مناطق بعيدة عن التي اعتادت عليها وأن لا تشترط فراشاً مريحاً للنوم ولا ماءً عذباً بل يجب أن يشرب مما يشرب منه الناس وبهذا تكون بيننا كوادر قيادية صلبة قادرة على تحمل المسؤولية وقيادة العمل الجماهيري ولا أري أي سبب لحجة الأحزاب السياسية. نقلاً عن صحيفة المجهر السياسي 2014/4/17م