بعد ان انسحب حزب الأمة من تحالف أبو عيسي وتم تجميد المؤتمر الشعبي داخل التحالف؛ يبدو ان التحالف يعيش أسوا أيامه في هذه الفترة ؛ فقد تورط رئيس التحالف في توقيع بيان مع رئيس الجبهة الثورية مما دفع حزب البعث الي الاحتجاج علي هذا البيان في المؤتمر الذي تم فيه الإعلان عن البيان إذ احتج محمد ضياء الدين مسؤول اللجنة السياسية بالتحالف علي البيان بحجة ان حزب البعث وكثير من مكونات التحالف لم يطلعوا علي البيان قبل إذاعته. والجديد في الأمر ان الهجوم علي تحالف أبو عيسي هذه المرة قد جاء من اعلي منصب في حزب البعث من أمين سر الحزب بالسودان فقد شن أمين سر حزب البعث الأصل علي الريح السنهوري في تصريحات صحفية أمس هجوماً غير مسبوق علي الجبهة الثورية مؤكداً ومقراً بوجود خلافات داخل تحالف قوي الإجماع الوطني بسبب البيان المشترك مع الثورية الذي وقعه لرئيس هيئة قوي الإجماع فاروق أبو عيسي مع رئيس الجبهة الثورية مالك عقار مؤخراً وقال ان البيان المشترك مع الجبهة لم يسبقه حوار جاد ولم تعرض نتائجه علي الهيئة القيادية للتحالف والآن تجري إعادة النظر فيه لوضع حد لمثل هذه التجاوزات الضارة بالعمل ومضي السنهوري لأكثر من ذلك فقد تمسك بهيكلة التحالف في المرحلة المقبلة لوقف ما اسماه بمثل تلك الممارسات الضارة بالتحالف، وأضاف معلومات مذهلة كاشفاً عن اختراقات صهيونية وامبريالية وإقليمية ودولية وصفها بالواسعة جداً داخل المعارضة والحكومة . وكان للجبهة الثورية نصيب من غضبة السنهوري فقد حمل الجبهة الثورية مسؤولية زيادة معاناة المواطنين وارجع رفضه للعمل المشترك مع الجبهة الثورية لتسببها في حرمان المواطنين من الحصول علي الخدمات وممارسة نشاطهم في مناطق النزاعات. قلنا أكثر من مرة إن تحالف أبو عيسي يحتوي علي كيانات متناقضة ومتنافرة ولا يجمع بينها سوي الحلم بإسقاط النظام ولكن حتي هذا الحلم لم يتفقوا عي طريقة محددة لجعله أمراً واقعاً وإذا كان كل من حزب الأمة والمؤتمر الشعبي يحملان تناقضات أساسية مع قوي اليسار من مكونات تحالف أبو عيسي؛ فإن التناقض الأساسي الآن بين قوي يسارية داخل تحالف أبو عيسي وقطبا هذا الخلاف هما حزب البعث من جهة والحزب الشيوعي السوداني قد اكتفوا بعلاقاتهم مع الجبهة الثورية التي تحتوي علي شيوعيين وقرروا التضحية بعلاقاتهم مع اليساريين الآخرين وعلي رأسهم حزب البعث ولعل حزب البعث باعتباره يحمل روحاً عروبية واضحة يعترض علي أسلوب عمل ومرامي الجبهة الثورية التي تحمل ملامح عنصرية واضحة تعادي المكون العربي في السودان. من الأفضل للبعثيين والناصريين داخل تحالف أبو عيسي اللحاق بركب الحوار الوطني الدائر وترك التحالف لأبو عيسي ورفاقه من أعضاء الحزب الشيوعي الحاليين أو أشباههم من منسوبي حركة حق أو الماركسيين من حملة السلاح في الجبهة الثورية . نقلا عن صحيفة الصيحة 23/4/2014