بدأت أمس الاول بالخرطوم أعمال منتدى الشعوب الافريقية والصينية بمشاركة ممثلين عن 36 دولة افريقية، بجانب الصين والسودان الدولة المستضيفة لأعمال المنتدى، وذلك بحضور وانغ تشي تشن، نائبة رئيس الدورة الحادية عشرة للجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني ونائبة رئيس الجمعية الصينية للتبادل الدولي، ووزيرة الدولة بالخارجية الموريتانية مقفولة حمودي ممثلة للأتحاد الافريقي وممثلين لنحو 86 منظمة تطوعية افريقية وصينية وعدد من المراقبين والوكالات الدولية، ويناقش منتدى الشعوب الافريقية والصين على مدى يومين ثلاث قضايا رئيسية هي مكافحة الفقر بتبادل التجارب وجهود دفع تنفيذ الشراكة للصداقة بين الشعوب الافريقية والشعب الصيني، وتعزيز التعاون بين الشراكات ورجال الاعمال فى افريقيا والصين، على النحو الذي يجده القارئ مفصلاً فى صحفات الأخبار. ومن نافلة القول ان العلاقات الصينية مع افريقيا عموماً او مع السودان خصوصاً هي علاقات قديمة، لكن من المهم التذكير بأنها اكتسبت اهمية اضافية فى مطلع تسعينات القرن الماضي حين دخلت الصين عصر الانفتاح الاقتصادي، بدأت تبحث عن الموارد الطبيعية التى تقوم عليها نهضتها الاقتصادية، فكانت افريقيا هي الوجهة التى ولت الصين شطرها، وكان السودان هو أحد المداخل المهمة لعلاقات الصين بأفريقيا وكان النفط هو العنوان الرئيس لتلك العلاقة. لقد ظل التعاون الصيني الافريقي مستمراً فى عدد كبير من المجالات ولتظل الصين تدعم هذا التعاون وتعلن أنها بذلك تساعد في تحقيق التنمية والتعاون والسلام المشترك، وتتقاسم الفرص مع الشعوب الافريقية ووجدت افريقيا من يستمع لمشكلاتها التنموية ويسهم فى حلها دون ان يشترط لذلك اشتراطات سياسية، وهكذا نما التعاون الصيني الافريقي فى العقدين الماضيين واصبح يمثل اهمية مشتركة للشعب الصيني والشعوب الافريقية، ويرسم خارطة طريق بين الجانبين انطلاقاً نحو المستقبل، وحين التفت الغرب من انشغاله بتداعيات انهيار الاتحاد السوفيتي وترتيب وضع اوربا الشرقية ومن ربط معايير القروض والمنح التنموية بمعايير العوملة التى يحاول فرضها، كانت الصين قد قطعت شوطاً بعيداً في تقديم نفسها لافريقيا وفى بناء علاقاتها على اسس مختلفة مع المستعمرات الغربية القديمة فى القارة السمراء. واليوم تكتسب التعهدات الصينية بربط تطور الصين بتطور افريقيا ومواصلة مساعدة الصين للدول الافريقية على الإسراع فى تحقيق الاهداف الإنمائية للالفية، أهمية خاصة لاختبار التعاون الصيني الافريقي ومعرفة مدى تحقيقه لنتائج ملموسة لجهة مساهمة الصين فى دعم اسس العدالة والحقوق، والاهتمام بموضوع مكافحة الفقر، خاصة اذا تذكرنا ان انموذج الشراكة فى التنمية الذي تطرحه الصين وصفاً لعلاقاتها مع افريقيا يختلف عن أنموذج كنز الثروات أو نهبها بواسطة الشركات متعددة الجنسيات الذي عرفته افريقيا عنواناً لعلاقاتها مع غالب القوى الاستعمارية القديمة فى افريقيا. نقلا عن الرأي العام السودانية 14/5/2014م