رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما مقولة أن القوة العسكرية هي السبيل الوحيد لإظهار الزعامة الأميركية. وبينما حذّر من «التسرع» في خوض حروب خارجية، لكنّه كان حازماً لجهة التأكيد على أنّ الولاياتالمتحدة ستنشر جيشها في أي رقعة إذا تعرض الأميركيون للتهديد أو إذا كان حلفاؤها في خطر. وفي حين وعد بتدريب وزيادة الدعم الأميركي ل «المعارضة السورية المعتدلة» التي تقاتل في وقت واحد نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمتطرفين.. غاب الشأن الفلسطيني عن الخطاب، في حين كشف عن رصد خمسة مليارات دولار للحرب على الإرهاب. ووعد أوباما، في خطاب ألقاه في أكاديمية وست بوينت العسكرية في ولاية نيويورك، بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل في وقت واحد نظام الأسد والمتطرفين. وقال في هذا الصدد: «سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم لهؤلاء في المعارضة السورية الذين يقدمون أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي». كما شدد على انه سيواصل إلى جانب حلفائه في أوروبا والعالم العربي الضغط من أجل حل سياسي لهذه الأزمة. وقال: «بقدر ما يبدو الأمر محبطاً، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكري يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب». وأضاف: «كرئيس اتخذت قراراً بعدم إرسال قوات أميركية إلى وسط هذه الحرب الأهلية وأعتقد بأنه كان القرار الصائب. لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه». وأشار أوباما إلى أن مساعدة المعارضة المسلحة تجيز للولايات المتحدة «كذلك تقليص عدد المتطرفين الذين يجدون ملاذاً وسط الفوضى». علاقة قوية وفي شأن مصر، قال باراك أوباما إن علاقة الولاياتالمتحدة الأميركية مع مصر تتركز بقوتها على المصالح الأمنية من معاهدة السلام مع إسرائيل إلى الجهود المشتركة لمكافحة الإرهابيين. 5 مليارات وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، قال أوباما إنه تقدم بشراكة لمكافحة الإرهاب مموله بخمسة مليارات دولار، ستسهل عمليات التدريب للقوات في اليمن في مواجهتها للقاعدة، والحفاظ على السلام في الصومال، والعمل مع الشركاء الأوروبيين لتدريب قوات أمن ليبية وقوات لحماية الحدود. القوة ليست كل شيء ورفض باراك أوباما مقولة أن القوة العسكرية هي السبيل الوحيد لإظهار الزعامة الأميركية، ودافع عن السياسة الخارجية الأميركية، وشدّد معارضته للانعزالية، حيث قال: «من يعتقد أن تهبط أو أن القيادة العالمية تنزلق من يدها، فإنه إما أنه لم يقرأ التاريخ جيداً أو أنه منخرط بالسياسة الحزبية». وتعهد أوباما بأن أي عدوان إقليمي دون رادع «يمكن أن يدفع جيشنا (إلى المشاركة) إذا أثر على حلفاء» الولاياتالمتحدة في جنوبأوكرانيا، وبحر الصينالجنوبي أو في أي مكان آخر في العالم. ومع ذلك، حذّر الرئيس الأميركي من «تسرع» الولاياتالمتحدة في خوض حروب خارجية، وقال إن مثل هذه الاستراتيجية «ساذجة وغير مستدامة»، مشيراً إلى أن الحل العسكري ليس بالضرورة الوحيد لحل كل المشاكل. وقال إن «بعض أخطائنا الأكثر كلفة منذ الحرب العالمية الثانية ليست ناتجة عن امتناعنا، بل عن إرادتنا للمشاركة في مغامرات عسكرية من دون التفكير بالنتائج». ولوحظ أنّ ملف الصراع في الشرق الأوسط لم يأت على لسان الرئيس أوباما ولو بكلمة واحدة. إنهاء حروب قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ بلاده «أنهت الحرب بالعراق وتتحضر لإنهائها في أفغانستان نهاية العام الجاري، وقضت على قيادات بتنظيم القاعدة، ولم يعد هناك أسامة بن لادن»، مؤكداً في الوقت ذاته على أن الولاياتالمتحدة «ستستخدم القوة العسكرية أحادية الجانب في حال تعرض مواطنوها أو مصالحاً الأساسية في العالم للتهديد». وأردف القول: «الولاياتالمتحدة ستستخدم القوة العسكرية، من جانب واحد، إذا اقتضت الضرورة ذلك، عندما تستدعي مصالحنا الأساسية هذا». المصدر: البيان 29/5/2014م