عقد الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا «إيغاد» قمة استثنائية في العاصمة الإثيوبية أديس بابا في العاشر من الشهر الجاري لبحث أزمة جنوب السودان. وقال مصدر مطلع إن «القمة مخصصة لبحث أزمة جنوب السودان ومصير المفاوضات والعمل على توحيد موقف دول الإيغاد في التعاطي مع الأزمة»، مشيراً إلى أن القمة «سيسبقها مؤتمر الحوار المصيري لجنوب السودان _ في الخامس من الشهر الجاري _ الذي سيضم كل مكونات القوى السياسية والمجتمعية وممثلي منظمات المجتمع المدني». وأوضح أن ممثلي الحكومة في جنوب السودان ومعارضيها بقيادة ريك مشار ومجموعة الأحد عشر المفرج عنهم سيمثلون أبرز الأطراف في مؤتمر القضايا المصيرية الذي سيسبق القمة. وأشار المصدر ذاته إلى أن موضوع إرسال قوات حفظ السلام الأفريقية إلى جنوب السودان والتنسيق مع الأممالمتحدة، بخصوص ذلك، سيكون ضمن جدول أعمال القمة، بالإضافة إلى الاتفاق على موقف موحد لدول «الإيغاد» من أزمة جنوب السودان لرفعه إلى القمة الأفريقية التي ستعقد في غينيا بيساو في الربع الأخير من الشهر الجاري. وفي السياق، أقر نائب الرئيس السابق لجنوب السودان، رياك مشار، بأنه لا يسيطر تماماً على قواته، مؤكداً أنه ينبغي إثبات الفظائع التي اتهموا بارتكابها. وأضاف، في مقابلة مع «فرانس برس» في نيروبي أول من أمس، إن «جمع» مناصريه «في قوة من شأنها الاستمرار ضمن بنية قيادية تطلب وقتاً». كما أشار مشار، الذي يقاتل أنصاره المتمردون الجيش السوداني الجنوبي منذ منتصف كانون الأول الماضي، إلى وجود مقاتلين متطوعين ومدنيين يملكون أسلحتهم الخاصة، مؤكداً أنه «لا يمكنني القول إنني أسيطر عليهم جميعاً _ سأكذب لو قلت ذلك». وتابع «لقد نبهتهم إلى أهمية الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية. البعض يقوم بذلك، والبعض الآخر لا يفعل، لكن هؤلاء سيحاسبون»، في إشارة إلى الجنود المنشقين وعناصر الميليشيات المحلية والمدنيين والمرتزقة المحتملين الذين يشكلون قواته. كما أعرب مشار عن أمله «بإمكان إنهاء النزاع قبل التاسع من حزيران الجاري»، مضيفاً: «أريد أن أرى السلام في جنوب السودان». وتتهم الأممالمتحدة أنصار مشار، الذين ينتمون في معظمهم إلى قبيلة النوير، بقتل مئات المدنيين على خلفية قبلية حين استعادوا السيطرة على مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية، منتصف نيسان الماضي. وعن هذا الأمر، قال مشار «ينبغي إجراء تحقيق يتصل بكل ذلك». وأضاف «أريد سلاماً يستند إلى تحميل المسؤوليات، لا أريد سلاماً يقوم على الإفلات من العقاب». وفي خطوة لافتة، أبدى مشار استعداده للقاء الرئيس سيلفا كير ميارديت مجدداً قبل التاسع من الشهر الجاري، تنفيذاً ل«اتفاق وضع حد لأزمة جنوب السودان» الذي وقعه الجانبان خلال أول لقاء بينهما منذ بدء النزاع في التاسع من أيار الفائت في أديس أبابا. وكان مشار قد وصل الثلاثاء الماضي إلى نيروبي، حيث التقى الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مرتين. كما أعلن عزمه على التوجه إلى دول أعضاء في «إيغاد» لشرح موقفه. وأكد أنه ملتزم بخريطة الطريق من أجل السلام التي وقّعها في أديس أبابا أوائل أيار الماضي. (أ ف ب، الأناضول) المصدر: الاخبار اللبنانية 2/6/2014