الظالم أيا كان جاهه وسلطانه وجبروته، فإنه حتماً يقع فريسة للمرض النفسي الفتاك ليخسر الدنيا والآخرة وذاك هو الخسران المبين.. هذه هي سنة الله في كونه لا تبديل لسنة الله ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ها هو قارون الذي ملك من الكنوز ما إن مفاتحه لتنو بالعصبة أولى القوة.. طغى وتجبر.. فخسف الله به الأرض ليكون آية لكل جبار عنيد كثير من قادة الفكر السياسي تناسوا وتجاهلوا أمر الله واتبعوا أمر الله شيطان مريد، فكان الدمار والخراب والقتل والنهب واقع أليم هزة أمن واستقرار كثير من شعوب العالم.. الحق يقال إن العاقل والحكيم والكيس من دان نفسه ووطد دعائم السلام في قراره نفسه. وظف حياته وماله لخدمة الخير ولسان حال أفعاله وأقواله يجسد للوجود المعاني العلمية والأدبية لقوله تعالى "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" الأعراف.. 188. الشعارات الجوفاء والفوضى الخلاقة والعبثية الخ لم تكن يوماً من الأيام سنداً للعزة والكرامة بل كانت وما زالت سند للخسران المبين.. ومن أجل وحدة الصف ومعالجة كافة المظاهر الإنسانية السالبة بالتي هي أقوم نذكر علماء الأمة بقول الله "إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا" الإسراء –الآية 9. وندعوهم إلى مخافة الله دعماً لميزان العدالة لتكون الشريعة ميزان الحق الذي يزن أقدار الرجال.. وأخيراً نختتتم المقال بقول الله " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" الأحزاب (21). لأبناء دولة جنوب السودان نقول: الكل يعلم بأن شعب جنوب السودان بدأ نضاله الثوري منذ فجر استقلال السودان من دولتي الحكم الثنائي بحثاً عن الاعتماد على الذات وتنمية وتطوير الموارد البشرية والطبيعية وفق الرؤى الحضارية التي تتوافق وطموحات شعب جنوب السودان بعد المعارك الضارية والنضال المستميت الذي فقد فيه شعب جنوب السودان كثير من أبنائه الأبرار توصل إلى إعلان دولته التي هي مكان اعتزاز وفخر يستحق الشكر والثناء لله رب العالمين هذه الدولة الوليدة تحدي حقيقي لأحلام ورغبات المفكرين والمبدعين من أبناء جنوب السودان خاصة والسودان الشمالي عامة.. وهذا التحدي يفرض على الجميع الحرص على الأمن والاستقرار لتتكامل الجهود في التنمية وبناء المؤسسات العامة للدولة الوليدة وفق مواثيق الأممالمتحدة الرامية إلى احترام حقوق الإنسان. القتال الذي يدور الآن بدولة جنوب السودان شيء مؤسف وجريمة أخلاقية بشعة يجب أن تعالج بقوة وإصرار ووعي العقلاء من أبناء الجنوب، ومن هنا ندعو كل قادة الفصائل وافراد الفصائل وكافة أهل جنوب السوان إلى ضبط النفس والوقوف صفاً واحداً لإطفاء نيران الفتنة وايقاف نزيف الدم وحقن أرواح الأبرياء والالتفاف حول التنمية والتعمير وإعادة الثقة والطمأنينة والسكنية في القلوب والسير معاً لتحقيق الأهداف التي من أجلها كانت الثورة والنضال الطويل. وأخيراً نرفع أيدينا بالدعاء سائلين الله تأليف القلوب وهدايتها ليكون المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة واقعاً إنسانياً يدعم مسيرة السلام والوئام والمحبة. نقلا عن صحيفة اليوم التالي 12/8/2014م