خطوة إنسانية وإيجابية فتح كل المعابر الحدودية بيننا ودولة جنوب السودان الشقيقة وذلك لتوصل الإغاثة والاحتياجات الإنسانية للمتضرين من كارثة الحرب الأهلية والنزاعات القبلية التي اشتعلت منذ العام الماضي وأدت إلي تشريد وحصار أكثر من مليون شخص في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل ذات الحدود المشتركة مع السودان وتقوم الأممالمتحدة صاحبة مقترح فتح الممرات بالإشراف. وتوصيل الاحتياجات الضرورية من غذاء وأدوية عن طريق برنامج الغذاء العالمي الذي تساهم فيه بسخاء الدول الكبرى وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمعروف أن السودان كان قد فتح أراضيه للنازحين الفارين من الحرب هناك في خطوة قوبلت بالامتنان والتقدير من القادة السياسيين في دولة جنوب السودان والثناء والترحيب بفتح المعابر الإنسانية الذي أشادت به الأممالمتحدة في بيان المنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية في السودان . ومما لا شك فيه أن المواقف الإيجابية لأهل السودان الشمال تجاه أشقائهم في جنوب السودان يعزز الثقة والنوايا الحسنة ويدعم التعاون في كافة الاتجاهات السياسة والاقتصادية والاجتماعية وهذا بالضرورة يستوجب منا التدخل السياسي المباشر وإيجاد الحلول المقبولة دون تحيز وصولاً إلي مصالحة وطنية ما بين الفرقاء في الجنوب فليس هناك جبهة مؤهلة أكثر منا في صنع سلام واستقرار لأهلنا في جنوب السودان فنحن نعرف جيداً كل القادة المتصارعين ونفهم تماماً تفاصيل الإشكالات السياسية وجذور الأزمة التي نشبت مؤخراً وأدت إلي ذلك الاقتتال الذي راح ضحيته الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال في شهور معدودة لم تتجاوز الثلاثة لتبدأ بعد ذلك مباحثات السلام ما بين الفقراء في أديس أبابا تحت إشراف الاتحاد الأفريقي والتي لم تحقق أية خطوات إيجابية حتي هذه اللحظة وبالتالي فإن السودان مؤهل تماماً للوساطة ما بين الرئيس سلفاكير والدكتور رياك مشار ويمكن جمع الطرفين المتصارعين في الخرطوم حول رؤية توافقية شبيه بما هو مطروح من أفكار لجمع الصف عبر مؤتمر الحوار الوطني الذي نحن بصدده فالجنوب في حاجة ماسة إلي حكم انتقال يشارك فيه الجميع عبر برنامج طويل للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وصولاً إلي انتخابات ديمقراطية وتداول سلمي للسلطة. نقلا عن صحيفة التيار 2/9/2014م