تمر الأمة العربية اليوم بأخطر مرحلة في حياتها منذ أن أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش عن مشروع الشرق الأوسط الجديد ولقد أصبح واضحاً أن هذا المشروع الأمريكي – الصهيوني يهدف إلى رسم خريطة جديدة للوطن العربي بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وقد بدأ تنفيذ هذا المشروع باحتلال العراق عام 2003 وحل الجيش العراقي وسن دستور أمريكي قسم فيه العراق إلى ثلاث دول كردية – سنية – شيعية ورغم عدم بروز ملامح هذا التقسيم على أرض الواقع إلا أنه يسير نحو التنفيذ حالياً خاصة في اقليم كردستان العراق ونحن نسمع اليوم من الإدارة الأمريكية والغرب عموماً بتسليح البشمركة الكردية دون موافقة الحكومة العراقية المركزية وكذلك تمدد الأكراد في شمال العراق بحجة محاربة داعش ولعل تنظيم داعش كما ذكرت في مقالات سابقة أنه رأس الحربة لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. يضاف إلى الوضع العراقي ما يحدث في ليبيا اليوم من حرب بين "ثيران" تتصارع على السلطة بعد أن توقعنا منهم ثورة ضد نظام القذافي الدكتاتوري ولا ينتهي الوضع العربي المأساوي عن سوريا وما يحدث بها من مآس ومجازر وتدمير وقتل ودمار ولا يقف أيضاً عند اليمن وما يشهده من صراعات تهدد وجوده وكيانه ووحدة أراضيه كل هذا يحدث في الوطن العربي تمهيداً لولادة هذا المشروع الشرق أوسطي الجديد ونظامنا الرسمي، إما أنه يتفرج، أو أنه يساهم، أو أنه لا يهش ولا ينش، رغم أن النار تلتهمه وبسرعة. والسؤال الآن أمام هذا الوضع العربي المخيف والمرعب والسائر نحو المزيد من الدمار والقتل والتقسيم والتفتيت لتحقيق المآرب الصهيونية – الأمريكية ألا يستحق هذا الوضع من حكامنا العرب أن يتحركوا لعقد قمة عربية طارئة تحافظ على ما تبقى من سيادة وكيان واستقلال ووحدة الأقطار العربية المهددة؟! وهنا أسأل أيضاً أين دور الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي ولماذا لا يتحرك وهو يشاهد البيت العربي يتعرض للانهيار والدمار والخراب؟! قد يقول قائل إن دور الأمين العام للجامعة دور تمليه الأنظمة العربية وإرادة هذه الأنظمة، هذا صحيح ولكن يستطيع الأمين العام أن يتحرك من أجل الحفاظ على الأمانة التي حملها وتحملها، والأمانة تتطلب منه أن يعمل على وحدة هذه الأمة ولا أقصد هنا الوحدة الجغرافية التي أصبحت من الأحلام البعيدة للمواطن العربي وإنما للتشاور والتواصل مع الحكام العرب لعقد قمة عربية طارئة تبحث في استراتيجية واحدة تقول لنا من نحن؟، وماذا نريد؟ ومن هو عدونا الحقيقي؟ ومن هو صديقنا الحقيقي؟ والأهم كيف نواجه مخطط الشرق الأوسط الجديد ونحافظ على البيت العربي من التقسيم والتفتيت.. وهذه هي الأمانة التي يجب أن يحملها الأمين العام وهذا النبيل العربي الذي يجب أن يعمل من أجله السيد نبيل العربي، لهذا أقول إننا بحاجة إلى "عربي نبيل" وليس إلى "نبيل العربي"!! المصدر: الشرق القطرية 18/9/2014م