أياً كانت الأسباب التي جعلت الدولار يتراجع بهذه السرعة التي فاقت سرعة صعوده فأن مؤشراً ايجابياً يظل برأسه في غرفة إنعاش الاقتصاد.. والذين يقولون بأنه تراجع خادع وفر مصنوع سرعان ما يكون الكر الكاسح الذي سيتجاوز سقفه السابق.. هو قول مقبول نظرياً ولكن لن يجعلنا نأخذ بالنتيجة التي بين أيدينا وهو انه هبط ويواصل الهبوط فلماذا لا نستفيد من ذلك ونبني عليه وفق الرؤى الاقتصادية التي تقنع المختصين.. أي تحرك عجلة الإنتاج والتصدير بأقصى طاقتها. ورغم ذلك فقد قال الرئيس البشير في حواره المشترك والذي نشرته العديد من الصحف أمس أجرى في طريق عودته من مصر إن صحة الجنيه السوداني في طريقها للتعافي وان فترة شح السيولة من العملات الأجنبية باتت على مشارف نهايتها وأنا أقول – والقول هنا للرئيس – لمن يدعون أن التحسن الذي طرأ على أداء الاقتصاد السوداني في الآونة الأخيرة قد تم بلا جهود من الدولة أن ذلك حدث نتاجاً للبرنامج الثلاثي الذي وصلنا إلى نهاياته وبدأت ثمراته تؤتي أكلها في انخفاض نسبة التضخم وتحسن معدلات صرف العملة الوطنية.. والرئيس يؤكد بكل ثقة إننا قد شارفنا على الخروج من مشكلاتنا الاقتصادية. كان هذا حديث الرئيس ربما يؤكد ما ذهبنا إليه في بداية حديثنا أن في الأمر مؤشراً ايجابياً بدليل الهبوط السريع فحتى أمس كما تورد الزميلة عواطف محجوب رئيسة القسم الاقتصادي قد وصل سعر الدولار ل ثماني جنيهات والريال السعودي انخفض الى 2.15 وسط توقعات من التجار بمزيد من التراجع الأيام القادمة بسبب كثرة المعروض من موارد النقد الأجنبي وتراجع الطلب عليها، إذن الأمر مرتبط بزيادة المعروض طالما أن المعروض في زيادة فإن ذلك أمر يستند مباشرة الى بداية التعافي.. رغم أن رئيس الغرفة التجارية سمير أحمد قاسم قد ارجع سبب التراجع المتسارع لأسعار الدولار هذه الأيام للركود الذي تشهده الأسواق بسبب شح العملة الوطنية فضلاً عن تزايد كميات المعروض من موارد النقد الأجنبي وتراجع الطالب فضلاً عن قيام بعض التجار ببيع ما لديهم من عملات أجنبية تحسباً لمزيد من التراجع.. وهي النقطة الايجابية التي تتحدث عنها خاصة أن سمير قال في حال استمرار تراجع العملات الأجنبية من تراجع الأسعار المستثمرين ثقتهم في الاقتصاد. يبدو أن نشجع كل خطوة من شأنها أن تحفظ لعملتنا واقتصادنا ماء وجهه وأن يتحقق الرخاء المنشود والذي عشناه وقتاً قصيراً قبل أن نفارقه بمفارقة الجنوب وبتروله. نقلاً عن صحيفة الأهرام اليوم 21/10/2014م