تشير النتائج الأولية للانتخابات بولاية الوحدة إلى فوز أنجلينا المرشحة المستقلة والعضو في الحركة الشعبية على مرشح الحركة الشعبية تعبان دينق. وهذه النتائج إذا صحت ستجعل الحركة الشعبية تعيد حساباتها في هذه الولاية، خاصة وأن أنجلينا ووجِهت بكثير من المعوقات والتحديات تجاوزتها بإصرارها وبقوة شديدة. وقد أدى إعلان أنجلينا تنج زوجة نائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار عن رغبتها في خوض الانتخابات بولاية الوحدة كمستقلة بعيدا عن تنظيمها الحركة الشعبية الذي عينها وزير دولة بالطاقة والتعدين، أدى إلى حراك قوي داخل الدائرة وجعلها من الدوائر الساخنة بجنوب السودان وذلك للمنافسة القوية بينها وبين الوالي الحالي للوحدة ومرشح الحركة الشعبية تعبان دينق، الذي درس في ملكال وأم درمان وثم سافر إلى كوبا لإكمال دراسته ثم التحق بالحركة الشعبية في العام 1984 وكان قائدا عسكريا لمنطقة اتانق في أثيوبيا، وهو من الموقعين على اتفاق الخرطوم للسلام في العام 1997، وبموجب تلك الاتفاقية عُين واليا لولاية الوحدة ثم وزيرا اتحاديا إلا أنه لم يستمر بهذا المنصب طويلا وعاد إلى الحركة الشعبية عام 2000. تفاجأ الجميع بالأمس بإعلان تقدم أنجلينا تنج، المرشحة المستقلة لمنصب والي ولاية الوحدة، على مرشح الحركة الشعبية لذات المنصب تعبان دينق في بعض مراكز الاقتراع في ولاية الوحدة في النتائج الأولى بعد عملية الفرز. فتعبان دينق الذي ينافس المرشحة المستقلة لمنصب والي الوحدة قد يثير حفيظة الكثيرين في الولاية بين فوزه أو احتمال فوز انجلينا، وكان يوهانس موسى رئيس الحملة الإعلامية لأنجلينا قد كشف أمس لمدير مكتب (الأخبار) بجوبا عن تقدم أنجلينا على منافسها تعبان دينق في (25) مركزا، وقال يوهانس في موتمر صحفي بجوبا إن أنجلينا تقدمت بصورة كبيرة وحصلت على 1879 صوت، بينما حصل تعبان على 6 أصوات، هذا في مركز (كا) 60 كيلومترا من بانتيو، وفي مركز (فم دور) حصلت أنجلينا على 451 صوت، وتعبان حصل على 22 صوتا ليبلغ عدد الأصوات كما أوردها يوهانس لمدير مكتب (الأخبار ) بجوبا حوالي 4022 صوت نصيب أنجلينا من الأصوات، وبلغ عدد أصوات تعبان دينق 868 صوت، هكذا تبدو مؤشرات النتائج الأولى دون المراكز الأخرى في الولاية المنتجة للنفط في البلاد بصورة كبيرة، بل تعتبر ولاية الوحدة عبارة عن بحيرة من النفط وهي الولاية التي شهدت وجود المليشيات التى كانت تقاتل لصالح حكومة الشمال بصورة مكثفة طيلة فترة الحرب الماضية بقيادة فاولينو ماتيب الذي انضم لقوات الجيش الشعبي عقب توقيع اتفاقية السلام بقواته وشغل منصب نائب القائد العام لقوات الجيش الشعبي، وقد استغل المرشحون المستقلون الاستياء الشعبي في الولاية لدعم حملاتهم الانتخابية دون تلبية رغبة الحركة الشعبية في خوض الانتخابات بمرشح واحد في جميع الولايات الجنوبية، ولكن بعض منسوبيها رفض هذا القرار وترشح مستقلا، وكانت أنجلينا واحدة من هؤلاء. وكانت الحركة قد هددت بفصل المرشحين المستقلين إلا أن بعضهم اختار خوض الانتخابات مستقلا رغم هذا الاتجاه الذي سيؤدي إلى فصلهم من عضوية الحركة الشعبية. ويتخوف عدد من المراقبين من حدوث اشتباكات بين فريقي أنجلينا وتعبان عقب إعلان النتيجة النهائية لعملية الاقتراع برمتها الآن ما لم تأت بجديد، وهناك بعض السكان يقومون بتأييد أنجلينا تنج ويصفون السنوات الخمس الماضية لحكم تعبان بغير المرضية لطموحاتهم وآمالهم في أن ترى الولاية الأمن بعد أن شهدت أحداث عنف عديدة منذ الحرب وحتى في فترة السلام، ولكن الآخرين يرون أن الوالي الحالي تعبان دينق هو الأنسب للمرحلة المقبلة والمتبقية من عمر الاتفاقية، حيث سيصوت الشعب في الجنوب مطلع يناير العام القادم في استفتاء وممارسة حقهم في تقرير المصير الجديد لهم وفق بنود اتفاقية السلام الشامل. إذن ولاية الوحدة في حالة ترقب كبير بين المتنافسين والذي سينال كرسي الوالي بهذه الولاية.. فهل سيفوز تعبان دينق بولاية ثانية أم تأتي المفاجآت بأنجلينا تنج زوجة ريك مشار واليا للوحدة؟؟ لنترك هذا التساؤل إلى حين تجيب عنه النتيجة الأخيرة التي ستعلنها المفوضية بولاية الوحدة والتي تستمر فيها عملية فرز الأصوات حتى الثلاثاء المقبل.